الخرطوم
رفضت سلطات مطار الخرطوم في العاصمة السودانيّة، إدخال عائلة اللاجئ الفلسطيني السوري فادي خالد نصر الله من سكّان مخيّم اليرموك، لعدم تمكّنها من دفع رسوم الدخول إلى السودان، ما أدّى لإعادة ترحيلها إلى مطار أربيل.
وتفرض السلطات السودانيّة الحاليّة، مبلغ ألفي دولار أمريكي عن كل العائلة التي تحمل الوثيقة الفلسطينية الصادرة من سوريا، يتوّجب دفعها لدائرة الاجانب في مطار الخرطوم، لقاء دخوله إلى البلاد، وذلك في إجراء جديد فرضته قوات الأمن السريع التي تسيطر على مطار الخرطوم، بعد أن كان المبلغ 200 دولار للأجانب عن كل فرد.
وكانت العائلة المُرحّلة من مدينة أربيل في كردستان العراق، قد غادرت إلى السودان، كخيار بديل عن الترحيل إلى سوريا، على أمل أن يجري إعطاؤهم تأشيرة الدخول إلى البلاد عبر المطار وفق ما قال شقيق اللاجئ فادي لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينين".
الّا أنّ أحوالهم الماديّة التي وصفها بأنّها " تحت الصفر" حالت دون تمكّنهم من دفع رسوم الدخول وفق ما أضاف، ما أدّى إلى إعادة ترحيلهم إلى أربيل، عبر مطار القاهرة التي اضطرت الأسرة المكوّنة من أب وأم وطفلين، لقضاء وقت انتظار " ترانزيت" فيه لمدّة يومين، مشيراً إلى أنّ "العائلة الآن في حالة انهيار وخصوصاً الأطفال".
وبدأت معاناة العائلة الفلسطينية المهجّرة من سوريا، يوم 23 حزيران/ يونيو الجاري، بعد أن رفضت سلطات مطار أربيل إدخالهم إلى المدينة، طالبةً منهم المغادرة إلى بلد يسمح لحملة الوثيقة الفلسطينية السوريّة دخوله دون فيزان وهو خيار غير متاح للاجئين الفلسطينيين.
وكانت العائلة قد غادرت لبنان، إلى مدينة أربيل في كردستان العراق، هرباً من سوء الأوضاع المعيشية، وعدم إمكانية ممارسة أي عمل، حيث حصلوا على فيزة إلكترونية إلى أربيل ومكثوا فيها أسبوعاً، وحاولوا دخول تركيا عبر فيزا سمحت لهم بالنزول "ترازيت" في مطار اسطنبول، إلا أن السلطات التركية كشفتهم وأعادتهم إلى إربيل.
وناشدت العائلة خلال احتجازها في مطار أربيل، قنصليّة السلطة الفلسطينية في كردستان العراق التدخّل لحل قضيّتها، إلّا أنّ الاخيرة طلبت من سلطات الاقليم أن تقوم بترحيلهم إلى سوريا رغم كل ما ينطوي عليه هذا الإجراء من مخاطر.
وقالت ربّة العائلة السيّدة مريم إبراهيم لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" :" إنّ سفارة السلطة حينما تدخّلت في قضيّتنا طالبت بإعادتنا إلى سوريا، ونحن نناشد لإيجاد أي طريق لنا بإستثناء سوريا".
وتواجه العائلة اليوم مصيراً غير معلوم الملامح، حيث من المؤكّد أنّ سلطات إقليم كردستان العراق سترفض إدخالهم لعدم حصولهم على فيزا، كما تواجه الأسرة خطراً حقيقيّاً في حال ترحيلها إلى سوريا، في ظل استمرار الموقف السلبي لسفارة السلطة الفلسطينية في بغداد وقنصليتها في أربيل.