لبنان
رجحت مصادر لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين أن تبلغ نسبة نجاح الطلاب الفلسطينيين في لبنان في نتائج البريفيه نحو 53% (نسبة أولية من الممكن أن تقل أو تزيد قليلاً)، وهي أقل بنحو 5% عن العام الماضي.
المصادر نفت ما سمته "التهويل" الذي يُتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن النتائج في عموم لبنان متراجعة بنسب متفاوتة.
وفي محاولة لتحليل هذا التراجع في نسبة النجاح، مقارنة بالأعوام السابقة، تواصل بوابة اللاجئين الفلسطينيين مع إحدى الأخصائيات التربويات في شمال لبنان، والتي قدمت تحليلاً تفصيلياً عن العوامل التي ساهمت في هذا التراجع.
أول هذه العوامل وأهمها هو سياسة "الترفيع الآلي" في مدراس "أونروا"، وهو ما ولّد عدم اكتراث متبادل من كثير من الطلاب ومن بعض الأهالي، الذين اعتمدوا على أن لا رسوب لأبنائهم، فأهملوا متابعتهم في دراستهم. كما أن الترفيع الآلي لا يأخذ بعين الاعتبار مستوى اجتهاد الطلاب، وأظهر نتائج عكسية بدأت تظهر بشكل جلي هذا العام، باعتبار أن "أونروا" زادت نسبة "الترفيع الآلي" من 85% إلى 90% وقررت ترفيع الطلاب الحاصلين على مجموع 45% والمعيدين لعدة سنوات، بدءاً من نهاية عام 2017.
أما العامل الثاني، والذي لا يقل أهمية عن سابقه وينقسم إلى شقين، فيتمثل بالعامل النفسي للطلاب. يتعلق الشق الأول بـ "الإحباط" عند الطلاب الفلسطينيين بشكل عام. فالطالب الذي لا يرى أفقاً لعمل أو مستقبل، يتولد لديه شعوراً بعدم جدوى الاهتمام بدراسته، وتحديداً مع تسليط الضوء على الجوانب الحياتية والمعيشية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين في لبنان عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام. أما الشق الثاني من هذا العامل، فيتعلق بالأنباء التي انتشرت قبل الامتحانات بفترة وجيزة حول نية وزارة التربية تركيب كاميرات مراقبة في قاعات الامتحانات، ودور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم هذه الخطوة، ما أثر سلباً وساهم في توتير الطلاب.
العامل الثالث، بحسب الأخصائية، هو أن فترة التحضير للامتحانات الرسمية جاءت في شهر رمضان المبارك، ما أثر على الطلاب وزاد من نسب الغياب عن المدارس.
أما العامل الرابع، فيتعلق بالامتحانات مباشرة، إذ إن دورة هذا العام كانت، وبحسب أكثر من متابع، أصعب من سابقاتها. فعادة ما تقتصر الصعوبة على مادة أو اثنتين، لكن معظم امتحانات هذا العام احتوت على صعوبات وحيل في الأسئلة.
ويوجد هناك عامل خامس، وهو عدم التمكن من مناقشة أسس التصحيح بشكل مركزي ومعمّق للمواد كافة كما جرت العادة، ما أدى إلى إمكانية حدوث تفاوت بين النتائج في المناطق اللبنانية وبين المصححين أنفسهم. وبالتالي، اعتمدت أسس تصحيح مصغرة في كل منطقة (الجدل الذي حدث حول أسس تصحيح مادة الأحياء) هذا إلى جانب السرعة في تصحيح وفرز وفتح الامتحانات.
يتعلق العامل السادس والأخير بالأهل مباشرة وقدرتهم على مواكبة أبنائهم ومتابعة دروسهم وسيرهم في المدارس، خصوصاً ومع انتشار الألعاب الإلكترونية بشكل هائل، وأبرزها "PUBG"، إلى جانب تضييع الطلاب الكثير من الأوقات على مواقع التواصل المختلفة، ما حال دون التركيز على الدراسة والاهتمام الكافي بالتحضير للامتحانات.