فلسطين المحتلة
عمّ الإضراب الشامل بلدة العيسوية شمال شرقي القدس المحتلة، الجمعة 28 حزيران/يونيو، حداداً على روح الشهيد محمد سمير عبيد ابن البلدة، الذي استشهد مساء الخميس برصاص قوات الاحتلال التي تُواصل احتجاز جثمانه حتى اللحظة.
فيما خرجت تظاهرة في شوارع البلدة عقب أداء صلاة الجمعة بمسجد الأربعين الكبير، وسط هتافات غاضبة، واندلعت فيما بعد مواجهات عنيفة في شوارع البلدة عقب اقتحامها الجمعة، استمراراً لانتهاكات قوات الاحتلال والاعتداءات بحق أهالي البلدة، حيث تشهد مؤخراً سياسة تنكيل واسعة من قِبل الاحتلال، من احتجاز مركبات وتحرير مخالفات واقتحامات واعتقالات يوميّة، بالإضافة لقرارات هدم وملاحقات بحق الأهالي.
في سياق مُتصل، أقيمت صلاة الجمعة في قرية صور باهر وبلدة سلوان رفضاً لقرارات الهدم التي تُصدرها سلطات الاحتلال، وأدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة أيضاً في المسجد الأقصى وسط إجراءات مُشددة فرضتها قوات الاحتلال، حيث نشرت المزيد من عناصرها ونصبت متاريس وحواجز على البوّابات الرئيسية للبلدة القديمة، واحتجزت بطاقات مئات المُصلّين من الشبان على مداخل الأقصى الرئيسية.
واعتقلت قوات الاحتلال الجمعة الناشط المقدسي محمد الشلبي من منزله في القدس، وقامت بتحويله إلى أحد مراكزها للتحقيق معه، علماً بأنّ الاعتقالات طالت الليلة الماضية عدداً من الشبان في حي وادي الجوز القريب من سور القدس التاريخي، عُرف منهم محمد سعيدة ومفيد سعيدة وعرين الزعانين وصلاح سعيدة.
وفي نابلس المحتلة، أصيب العشرات بالرصاص المعدني المُغلّف بالمطاط وحالات اختناق بالغاز، جراء استهداف قوات الاحتلال للمُشاركين في مسيرة سلميّة خرجت في قرية عزموط شرقي نابلس، بعد أداء صلاة الجمعة، باتجاه الأراضي المُهددة بالمُصادرة في قريتي عزموط ودير الحطب.
كذلك أصيب العشرات بحالات اختناق عقب قمع قوات الاحتلال مسيرة قرية بلعين الأسبوعيّة غربي مدينة رام الله، والتي انطلقت عقب صلاة الظهر من وسط القرية باتجاه جدار الفصل العنصري الجديد في منطقة أبو ليمون.
وأطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز بكثافة باتجاه المشاركين في المسيرة، من فوق التلال المُحاذية للجدار، ما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق واحتراق مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون.
كما أصيب العشرات جراء اعتداء قوات الاحتلال على المُتظاهرين في المسيرة الأسبوعية التي خرجت في قرية نعلين غربي رام الله، تنديداً بـ "ورشة البحرين" التي أطلقتها الولايات المتحدة في المنامة.
وفي قرية كفر قدوم أصيب نحو (9) فلسطينيين بالرصاص المعدني المُغلّف بالمطاط، ومُصوّر صحفي، خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرة القرية الأسبوعيّة المُناهضة للاستيطان، والتي رفعت شعارات تنديد بالمؤتمر الاقتصادي في البحرين و"صفقة القرن."
وأطلقت قوات الاحتلال على المُتظاهرين الأعيرة المطاطية والرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى لإصابة فتى (17) عاماً برصاصة مطاطية في الوجه، أحدثت كسراً في عظمة الفك، كما أصيب المُصوّر نضال شتية برصاصتين معدنيتين، وثمانية شبان آخرين عولجوا ميدانياً في مراكز إسعاف القرية.
وحسب منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، اقتحم جنود الاحتلال القرية ولاحقوا الشبان حتى محيط مسجد عمر بن الخطاب في الحارة الشرقيّة، وأطلقوا الرصاص في كل الاتجاهات.
وكانت انطلقت دعوات للتصعيد والخروج للاشتباك في كافة نقاط التماس مع الاحتلال ومستوطنيه بالضفة المحتلة، رفضاً لـ "مؤتمر البحرين" و"صفقة القرن"، وبعد لحظات من التصعيد الذي شهدته بلدة العيسوية بالقدس المحتلة.