فلسطين المحتلة
تستمر سلطات الاحتلال في سياساتها تجاه الفلسطينيين، من خلال تنفيذ عمليّات هدم واسعة تطال عدة مناطق في الضفة المحتلة، في إطار مُخططاتها للاستيلاء على أكبر مساحة مُمكنة من أراضي الفلسطينيين في الضفة، وذلك بتنفيذ مشاريع وإقامة مستوطنات ومحاولات لتهجير وتشريد الفلسطينيين، بغرض التوسّع الاستيطاني.
في هذا السياق، أفاد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأربعاء 24 تموز/يوليو، أنّ جرّافات الاحتلال هدمت ثلاثة آبار مياه في مسافر يطا جنوبي الخليل المحتلة.
من جانبه، أفاد الناشط إبراهيم الهذالين بأنّ عدة آليّات عسكريّة تحرس مُعدات للهدم، اقتحمت محميّة "أم الخير – خشم الدرج"، وشرعت بهدم وتجريف ثلاثة آبار مياه في المنطقة، وجرّفت أراضي المحميّة واقتلعت أشجارها للمرة الثانية خلال الشهر الجاري.
وأشار الناشط إلى أنّ قوات الاحتلال جرّفت المحميّة قبل نحو ثلاثة أسابيع، وسلّمت إخطارات هدم للآبار في وقتٍ سابق لعملية هدم المحميّة بيومٍ واحد.
وقال مُنسق اللجان الوطنيّة والشعبيّة راتب الجبور، إنّ قوات الاحتلال أقدمت قبل نحو أسبوعين على هدم متنزه للأطفال وآبار المحميّة، والمُكوّنة من تسعة آبار، كما اقتلعت الأشجار الحرجيّة في المحميّة، بدعوى أنها منطقة تدريب عسكريّة.
المحميّة التي استهدفتها قوات الاحتلال تبلغ مساحتها (750) دونماً مزروعة بالأشجار الحرجيّة، ويعتمد السكان على آبارها في سقي أغنامهم، علماً بأنّ منطقة شرق يطا ومسافرها تُعاني من هجمات المستوطنين والاحتلال على أراضي ومُمتلكات الفلسطينيين، بغرض التوسع الاستيطاني وترحيل المُزارعين والسكان البدو من أراضيهم.
يُذكر أنّ سلطات الاحتلال قد استهدفت المناطق المزروعة بالأشجار داخل المحميّة بإخطار الإخلاء، وكذلك حديقة الألعاب التي تبلغ مساحتها (400) دونم من أصل مساحة المحميّة الإجماليّة (750) دونم، أي استثنت المساحات التي تُزرع بالمحاصيل الشتويّة داخل المحميّة، رغم أنّ هذه المساحات تُعتبر قطعة واحدة مُتصلة ومتواصلة فيما بينها، وهنا تبرز أطماع الاحتلال في الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
يُشار إلى أنّ منظمة "ريغافيم" الاستيطانيّة هي من يقف خلف التهديد بإزالة المحميّة، حسب مُلّاك المحميّة الطبيعيّة، الذين يعتبرون حجج الاحتلال لتدمير المحميّة غير صحيحة، وتقوم هذه المنظمة الاستيطانيّة بالتقاط الصور للمحميّة ومراقبتها عبر طائرات "الدرون" وتُزوّد ما تُسمّى بـ "الإدارة المدنيّة" التابعة للاحتلال بهذه الصور وتُطالبها بإزالة المحميّة.
ويُشير مُلّاك المحميّة إلى أنه في الوقت الذي تدّعي فيه سلطات الاحتلال بأنّ المحميّة تقع ضمن منطقة تدريبات عسكريّة، كيف تقوم باستهداف أجزاء منها بالإخلاء وترك الباقي، علماً بأنّ أعمار الأشجار المزروعة فيها نحو (15) عاماً، ومنذ أن باشر الأهالي بزراعتها لم تُوجّه سلطات الاحتلال إخطارات لوقف الزراعة.