فلسطين المحتلة
شرعت قوات الاحتلال بإغلاق شارع الشهداء وحي تل الرميدة في الخليل المُحتلّة، منذ ساعات صباح الأربعاء 4 أيلول/سبتمبر، تمهيداً لاقتحام رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمدينة الخليل والحرم الإبراهيمي.
يأتي اقتحام نتنياهو في إطار حملته الانتخابية لكسب أصوات المستوطنين، وسط إجراءات أمنيّة مُشددة ودعوات فلسطينيّة واسعة على الصعيد الرسمي والشعبي للتصدّي للاقتحام.
وشدّدت قوات الاحتلال إجراءاتها الأمنيّة في البلدة القديمة بمدينة الخليل، خاصة في مُحيط الحرم الإبراهيمي وتل الرميدة وشارع الشهداء وحي السلايمة وحي وادي الحصين وحي الراس، حيث دفعت بوحدة خاصة إلى المنطقة التي من المُقرر أن يقتحمها نتنياهو في وقتٍ سابق، وقامت بتفتيش العديد من المنازل الفلسطينية والشوارع والمداخل.
فيما نصب جيش الاحتلال خيمة قرب الحرم الإبراهيمي، حيث من المتوقع أن يُلقي نتنياهو كلمة، في إطار تأكيد سيطرة الاحتلال على المسجد الإسلامي، بهدف كسب أصوات الناخبين من المستوطنين.
على الصعيد الفلسطيني، حذّرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينيّة من التداعيات الخطيرة في مدينة الخليل، عقب نصب مستوطنين خيام كبيرة في منطقة تل الرميدة، استعداداً لاستقبال نتنياهو بحجّة المشاركة في طقوس رسميّة لإحياء الذكرى التسعين لأحداث ثورة البراق.
وقالت إنّ زيارة نتنياهو وما يجري الآن في مدينة الخليل المُحتلّة "يُذكرنا تماماً بزيارة ارئيل شارون لمدينة القدس المحتلة عام 2000، التي أشعلت انتفاضة الأقصى"، مؤكدةً أنّ الاقتحام يُعتبر تصعيد خطير ومساس بمشاعر المسلمين، وجر المنطقة لحرب دينية ستكون لها عواقب كبيرة.
هذا ودعت الأوقاف الفلسطينية أبناء الشعب الفلسطيني إلى حماية المسجد الإبراهيمي ومنع كافة المُخططات "الإسرائيلية" التي تهدف للسيطرة عليه وإبعاد المسلمين عنه، مُوجهةً نداءً استغاثة للمجتمع الدولي بضرورة إيقاف الممارسات الأخيرة خشية اشتعال المنطقة بأسرها.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، ما وصفته بالزيارة الاستعمارية الاستفزازية لمدينة الخليل وبلدتها القديمة، وللحرم الإبراهيمي، واعتبرت أنّ هذا الاقتحام يقوم به نتنياهو في أوج معركته الانتخابية في محاولة لاستمالة الأصوات من اليمين واليمين المتطرف لصالحه.
وتابعت، أنّ الاقتحام يأتي أيضاً في إطار مُخططات اليمين الحاكم الصهيوني لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي، ومُصادرة سوق الجملة ومنحه للمستوطنين، خاصة أنّ المستشار القضائي لحكومة الاحتلال كان قد أصدر أمراً بوقف سيطرة بلدية الخليل على السوق.
وحذّرت الوزارة من مخاطر ونتائج اقتحام نتنياهو لقلب مدينة الخليل المُحتلّة، خاصة أنّ سلطات الاحتلال أبلغت سكان حي تل الرميدة والبلدة القديمة ومُحيطها بإجراءات تطبيقيّة وتنكيليّة بالمواطنين الفلسطينيين، تمهيداً للاقتحام، مثل إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المُصلين وحظر التجوال والتحرك.
كما طالبت الوزارة المجتمع الدولي والمنظمات الأمميّة المُختصة وفي مقدمتها اليونسكو تحمّل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني في الخليل، وفضح هذه الزيارة وإدانتها، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لمنعها وتحميل نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تداعياتها.
من جانبه، قال نائب مُحافظ الخليل، خالد دودين إنّ "هذه الزيارة من نتنياهو ما هي إلا محاولة منه لكسب أصوات المستوطنين، وهي لا تعني أي شيء لنا"، وأضاف أنّ نتنياهو باقتحامه للخليل لن يُغيّر أي شيء من الواقع التاريخي والديني لمدينة الخليل إبراهيم والمسجد الإبراهيمي وهو يُمارس عنصريّته واحتلاله على الأرض، ولن يُغيّر ذلك شيئاً من التاريخ، حسب قوله.
ووجّه بدوره تجمّع شباب ضد الاستيطان دعوات لأهالي المدينة للتصدي لاقتحام نتنياهو، ورفع الرايات السوداء على أسطح المنازل في البلدة القديمة، وناشد الأهالي بعدم التعاطي مع الاقتحام ونبذ ومقاطعة أي شخصية فلسطينية تُحاول استقباله.