مخيم عسكر – خاص
يُعاني نحو (15900) لاجئ فلسطيني في مُخيّمي عسكر القديم والجديد من تقصير وإهمال الجهات المعنيّة تجاه المُخيّمات وسكّانها، والمُتمثّلة بالسلطة الفلسطينيّة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا."
في جولة قام بها مُراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" داخل مُخيّم عسكر الواقع في المنطقة الشرقيّة من نابلس بالضفة المُحتلّة، نقل شكاوى الأهالي بشأن تراكم النفايات وانتشارها في كافة أرجاء المُخيّم، خاصة في أماكن وجود الأطفال والأماكن العامّة، ما ينتج عنه مشاكل أخرى كانتشار الحشرات والأفاعي والعقارب، وذلك ينعكس على حياة اللاجئين في المُخيّم.
يقول اللاجئ نصوح أبو سعدة "الأطفال في المُخيّم لا يستطيعون اللعب، على سبيل المثال هنا حول المنزل خرج الأطفال للعب فخرجت لهم أفعى وأمسكنا بها"، ويُشير إلى أنه يُمنع على الأطفال اللعب هنا، بسبب النفايات المُنتشرة في كل مكان.
ويستعرض لاجئ آخر شكواه قائلاً "نُعاني من النفايات منذ سنوات والبلديّة مُقصّرة بحق المُخيّمات كثيراً، أنت ترى وضع الحاويات المليئة، والناس تضطر للإلقاء بالنفايات بجانبها لأنّ البلديّة لم تُوفّر حاويات، رغم مُطالباتنا منذ سنوات بحاويات جديدة للمُخيّم ليتمكّن الناس من التخلّص من النفايات."
وتابع "لكنهم يضعون الحاويات أمام مدارس الأطفال، المدارس مُحاطة بالنفايات من الأمام والخلف، نظراً لامتلاء الحاويات، وليس أمامهم بديل، لماذا لا يضعوا لنا مكبّات خاصة؟ أين يذهب الناس لرمي النفايات؟"
ويُشير اللاجئ يوسف طقاطق إلى أنّ سكان المُخيّم لا يتمكّنون من الجلوس نهائياً، لأنّ النفايات مُنتشرة أمام كل بيت وفي الأماكن العامة كالنادي والمؤسسات، وليس هنالك أي مُتنفّس للأهالي، لافتاً إلى تقصير وكالة الغوث بحق الخدمات لأهالي المُخيّم، وليس هنالك بلديّة للعمل داخل مُخيّم عسكر.
من جانبه، قال اللاجئ سليم أبو سعدة إنّ "المشكلة أنّ شباب المُخيّم غير قادرين على فعل أي شيء، فقد رفعنا أكثر من عشرين كتاباً لخدمات المُخيّم والمُحافظة ووكالة الغوث ولا أحد يُعير انتباهه لنا."
ويُشير بيده لمُراسل "بوابة اللاجئين قائلاً "انظر بعينك المكرهة الصحيّة التي نعيش فيها، هذا غير انتشار الأفاعي، وهناك أطفال يلعبون في الشارع، لا أحد يسأل بنا أو يرانا."
وفي رسالة إلى موقعنا، رفض موظف في قسم خدمات المخيم التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الاتهامات الموجهة للوكالة بالتقصير، مؤكداً أن الأماكن التي تنتشر النفايات تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية وليست الوكالة.
وفي الحقيقة فإن أهم مشكلة في المخيم هو انقسامه إلى مخيمين، المخيم القديم وهو الذي أنشئ عام 1950 ضمن ضمن حدود بلديّة نابلس، على مساحة (12) ألف متر مربع.
في عام 1965 أدى الاكتظاظ الشديد في المُخيّم بسكانه إلى التوسع للأراضي المُجاورة والجزء المُمتد يُسمّى مُخيّم عسكر الجديد، الذي لا يُعتبر مُخيّماً من الناحيةِ الرسميّة، وبالتالي لا يوجد فيه أيّة مُنشآت تابعة لوكالة الغوث ولا تشمله خدمات "أونروا."
والنفايات ليست سوى جزء من مُشكلات كثيرة يُعاني منها أهالي مُخيّم عسكر، حيث يقع المُخيّم القديم تحت سيطرة السلطة الفلسطينيّة، فيما الجديد سيطرة مُشتركة بين السلطة والاحتلال، وعمل هذا على تقسيم المُخيّم الجديد والقديم بشكلٍ أكبر، فيما اقترحت لجنة المُخيّم القيام بتوسعة حدود المُخيّم وذلك كحل مُحتمل.
ويُضاف إلى ذلك أيضاً أزمة الكثافة السكانية العالية، واكتظاظ المدارس، والبطالة التي تبلغ نسبتها (28) بالمائة، حسب سجلّات "أونروا"، وغيرها من الأزمات التي تضيق بحال أهالي المُخيّم.
شاهد الفيديو