تركيا
يعاني مئات اللاجئين من جنسيات متعددة في سجن "ديكلي" التركي ظروفاً إنسانيّة مأساوية، وسط نقص في الطعام وأماكن النوم، إضافة إلى المعاملة المذّلة من قبل حرّاس، وقمع المطالبات بتحسين أوضاعهم، وفق ما نقل أحد اللاجئين المعتقلين فيه لـ"مجموعة الإنقاذ الموحّد" المعنية بمتابعة حركة الهجرة واللجوء.
وقال اللاجئ في رسالة نشرتها المجموعة، إنّ معظم السجناء هم من اللاجئين الذين يُلقى القبض عليهم وهم في طريقهم إلى جزر اليونان، ويجري تسليمهم إلى خفر السواحل التركي الذي يحوّلهم إلى المعتقل المذكور.
وأضاف اللاجئ، أنّ آخر مجموعة قد نقلت إلى السجن قبل أيّام، تضم 45 شخصاً بينهم 15 طفلاً، كانت في طريقها إلى جزيرة ميتيليني عبر سيّارة صغيرة شبهها بـ" التابوت"، القت قوّات حلف "الناتو" المتمركزة قبالة شواطئ الجزيرة القبض عليها وسلّمتها إلى خفر السواحل التركي الذي نقلهم بدوره إلى سجن "ديكلي" الخاص بالأجانب.
وأوضح اللاجئ، أنّ السجن عبارة عن 4 "كرافانات" في ساحة ترابيّة مساحتها قرابة الألف متر مربّع، ويحتوي 3 مراحيض مشتركة بين النساء والرجال، و يضم السجن نحو 500 لاجئ سجين من جميع الأعمار بينهم أطفال وكبار في السنّ ومرضى وأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصّة، يفترشون أرضيّة السجن الطينيّة بلا فراش وأغطية كافيّة.
وبيّن، أنّ كل 4 لاجئين يستخدمون غطاء واحد، في ظل أجواء باردة وهطول الأمطار التي بدأ موسمها في تلك المنطقة، ما فاقم معاناة اللاجئين الذين يفترشون العراء وخصوصاً الأطفال وكبار السنّ.
وحول الطعام الذي يقدّمه حرّاس السجن للسجناء، فهو عبارة عن قطعة خبز " صمّون" قديمة وقطعة جبن وزجاجة ماء تقدّم للإفطار، أمّا لوجبة الغداء فيتم استبدال الجبن بقطعة لحم مقدد، ومثلها للعشاء، وفق اللاجئ الذي أشار إلى أنّ الخبز أحياناً تكون رائحته كريهة، بينما الأهالي مجبرون على أكله واطعامه لأطفالهم، لعدم السماح لهم بالخروج إلى المتاجر.
ولفت اللاجئ، إلى المعاملة السيئّة والقمعيّة التي يتلقاها اللّاجئون السجناء من قبل حرّاس السجن، في حال طالبوا بتحسين أوضاعهم، مشيراً إلى قيام الحرّاس بقمع حركة مطلبيّة داخل السجن عبر اطلاق النار في الهواء ورش سائل الفلفل على وجوه المحتجّين، على اعتبار أنّ احتجاجهم "عصيان للدولة" وفق ما نقل.
يذكر، أنّ سجن " ديكلي" هو واحد من السجّون المخصصة للاجئين والمهاجرين الذين يُلقى القبض عليهم، إلى جانب سجون أخرى سيئة الصيت مثل " جشمة و ايدن" يجري سجن اللاجئ فيها لمدد تتراوح بين 15 يوماً إلى 3 أشهر قبل أن يجري نقله إلى سجن الأجانب.
تجدر الإشارة، إلى أنّ حركة اللجوء باتجاه دول أوروبا عبر تركيّا، تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، ويواصل اللاجئين الفلسطينيين في سوريا سلك طرق التهريب عبر تركيا باتجاه اليونان، هرباً من ظروف الحرب والتهجير خصوصاً المهجّرين منهم في مناطق الشمال السوري.