فلسطين المحتلة - وكالات
تخلّى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مساء أمس الإثنين، عن تشكيل حكومة جديدة بعد فشله في الحصول على تأييد شركاء في ائتلاف يتمتّع بالأغلبية في "الكنيست."
وأعلن نتنياهو، الذي يتزعّم حزب "ليكود" اليميني، في تسجيل مُصوّر نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه غير قادر على تشكيل حكومة في أعقاب انتخابات برلمانيّة غير حاسمة، أجريت في أيلول/سبتمبر المُنصرم، وإنه يعيد التفويض إلى رئيس الكيان الصهيوني، رؤوفين ريفلين.
بدوره، أعلن ريفلين أنه يعتزم تكليف رئيس حزب "أزرق أبيض"، بيني جانتس، بتشكيل الحكومة الجديدة، ومن المُتوقّع أن يتسلّم كتاب التكليف خلال الأسبوع الجاري، وبذلك يكون أمامه (28) يوماً لتقديم الحكومة.
وأعرب جانتس عن تفاؤله بإمكانيّة تشكيل حكومة جديدة، مُعلناً عزمه "تشكيل حكومة وحدة ليبرالية"، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يكلف فيها شخص غير نتنياهو بتشكيل الحكومة منذ 11 عاماً.
ومن المُقرر أن يبدأ تحالف "أزرق أبيض" بعد استلام التكليف مُباشرةً، بالتوجّه أولاً إلى حزب "الليكود" بهدف تشكيل الائتلاف الحكومي القادم، وبعد ذلك فقط سيتم دعوة جميع قادة الأحزاب لحضور اجتماعات مُنفصلة، بما في ذلك مُمثلو القائمة العربيّة المُشتركة.
وقال في تصريحٍ نقلته "كان" العبريّة الثلاثاء: "سأدعو رئيس الوزراء إلى عقد اجتماع بأربع أعين بيننا."
سيناريوهات محتملة
لكن، وبحسب وكالة "رويترز"، فإنّ "الطريق ليس مُمهداً أمام جانتس لتشكيل ائتلاف يتمتّع بالأغلبية، وإذا أخفق بدوره، فسيتحتّم تقريباً إجراء انتخابات عامة جديدة، ستكون الثالثة منذ نيسان/أبريل."
كما أشارت مقالات لمُحللين سياسيين في الصحف لدى الاحتلال إلى أنّ جانتس سيفشل بمهمّته، مُرجّحين التوجّه إلى جولة انتخابات ثالثة.
والاحتمال الوحيد بتشكيل حكومة بلا انتخابات جديدة تتمثل في توجيه لوائح اتهام ضد نتنياهو بشبهات الفساد، الأمر الذي سيترتب عليه إخراج نتنياهو من اللعبة.
ولدى غانتس خياراً بتشكيل حكومة أقليّة دون جمع (61) عضواً من "الكنيست"، من خلال الدعم الخارجي للقائمة المُشتركة، وستبدأ فترة مُدتها (21) يوماً يستطيع خلالها كل عضو في "الكنيست" صياغة (61) توقيعاً لدعم تفويض تشكيل الحكومة وتقديم طلب خطي إلى رئيس الكيان بشأن هذه القضيّة.
"يديعوت أحرونوت": حل "ليكود" الأمثل الانضمام لحكومة تناوب
واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ الحل الأمثل لـ "ليكود" يتمثّل بتشكيل حكومة تناوب مع "أزرق أبيض"، يتولّى فيها غانتس رئاسة الوزراء أولاً.
وبالتالي، في حال تبرئة نتنياهو، فسيكون بإمكانه تولي رئاسة الحكومة في العامين المقبلين، وفي حال أدين، سينتخب "ليكود" مرشحاً آخر.
"يسرائيل هيوم": جانتس يأمل بتوجيه لوائح اتهام لنتنياهو
أما صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينيّة، فأكدت أنّ غانتس والمرشح الثاني في كتلته، يائير لبيد، يأملان بأن يتقرر تقديم لوائح اتهام ضد نتنياهو، وأن يؤدي ذلك إلى تفكك كتلة اليمين وحدوث تمرد ضد نتنياهو من داخل"ليكود".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ جانتس ماطل في اقتراحات ريفلين بتشكيل حكومة تناوب بهدف أن يكون موعد إعلان ثبوت الاتهامات بالفساد على نتنياهو كفيلاً بتحييده عن المشهد السياسي.
كما أوضحت أنّ القرار بالتوجه إلى انتخابات أخرى، في حال فشل جانتس بتشكيل حكومة، وبعد ذلك تفويض "الكنيست" بالسعي إلى تشكيل حكومة، سيكون في كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وفي هذا الوضع، يُحتمل أن يوافق جانتس على خطة ريفلين، لكن الصحيفة قلّلت من هذا السيناريو، مُرجّحةً الذهاب إلى جولة ثالثة.
"هآرتس": جانتس سيفشل أيضاً بتشكيل الحكومة
من جهتها، وصفت صحيفة "هآرتس" نتنياهو بـ "رئيس الحكومة المنتهية ولايته"، ورجّحت فشل جانتس أيضاً بتشكيل الحكومة، في ظل توازن القوى في "الكنيست."
لكنها أضافت أنّ "غانتس وأفيغدور ليبرمان، الزوجان اللذان يبدوان قريبان أكثر من بعضهما، سيُقدّمان خلال الأسابيع المقبلة عرضاً معاكساً لما شهدنا في الشهر المنصرم. وهما، بواسطة مندوبيهما، سيفاوضان على تشكيل حكومة."
وأضافت: "ستتم دعوة حزب ميرتس، الذي خاض الانتخابات بإطار المعسكر الديمقراطي، إلى المفاوضات الائتلافية. لكن رئيس ميرتس، نيتسان هوروفيتس، سيضطر إلى الاستيعاب بأنّ حزبه لن يكون جزءً من أي حكومة."
الصحيفة أكدت أنّ "هدف جانتس الأول والأعلى هو إسقاط نتنياهو، وفي سبيل ذاك، سيسعى إلى حكومة أقلية مع ليبرمان وكتلة العمل برئاسة عمير بيرتس."
لكن احتمال تشكيل حكومة كهذه ضئيل للغاية، وهي موجودة على الورق فقط.
وتُشدّد الصحيفة أنّ المؤسسة السياسية برمّتها تنتظر المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت، وأي قرار سيتخذه بخصوص ملفات نتنياهو ستعيد ترتيب الأوراق وتعيد بناء اللعبة."
وشهد نتنياهو، الذي يحكم الكيان منذ عقد، وأمضى في الحكم مدة تصل إلى (13) عاماً، تراجع قوته السياسية، في الوقت الذي يواجه فيه اتهامات في قضايا فساد.
وكان جانتس تعهّد في وقتٍ سابق بألّا يُشارك في حكومة يقودها رئيس وزراء يواجه تُهماً جنائية.
وحل حزب "ليكود" ثانياً في الانتخابات التي أجريت في 17 أيلول/سبتمبر، إذ شغل (32) مقعداً في الكنيست المكون من (120) مقعداً، وسبقه في الترتيب حزب "أزرق أبيض" بحصوله على (33) مقعداً.