فلسطين المحتلة
يؤكد اللاجئون الفلسطينيون، في المناسبات كافة، تمسكم في أراضيهم وقراهم التي خرجوا منها مجبرين، بعدما ترك أجدادهم وحيدين في مرمى النيران الصهيونية.
وخلال فعالية لقطف الزيتون نظمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في سلفيت، الأسبوع الماضي، قالت العاملة في قسم الموارد البشرية في الوكالة، فاطمة بيطار، إن "موسم حصاد الزيتون يمثل فرصة للتعرف على قرى فلسطين وفرصة للرجوع إلى التراث بما يتضمنه من خيرات ومأكولات".
بدوره، مدير مخيم عايدة، إبراهيم أبو سرور، أوضح أن "موسم قطف الزيتون هو سيد المواسم بالنسبة للمزارع الفلسطيني، فالزيتون بثماره وصفاء زيته يعكس موعداً بالأمل يتكرر كل عام".
اللاجئة من قرية يازور قرب يافا، منى جمعة، والتي تشارك لأول مرة في قطف الزيتون، أكدت أن هذه التجربة جلتها تشعر بالحنين إلى بلدتها وأشجار الزيتون التي لم تتسن لها الفرصة لتراها.
الحاجة لطيفة، صاحبة الأرض، دعت "أونروا" إلى المساعدة في قطف الزيتون في قرية ياسوف القريبة من سلفيت، خصوصاً في ظل التهديدات المستمرة من قبل المستوطنين ومصادرة الأراضي.
ومثلت هذه الفعالية تجربة خاصة لغير الفلسطينيين، والذين يجنون الزيتون للمرة الأولى في حياتهم.
مديرة قسم المالية في "أونروا" بإقليم الضفة الغربية، سينادكتا نكروما، أكدت أن هذه التجربة كانت فريدة حيث لا وجود لأشجار زيتون في موطنها غانا، معبرة عن سعادتها في تقديم المساعدة لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين.
ويبدأ موسم قطف الزيتون للعصير في فلسطين اعتباراً من بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر، ويستمر لمدة طويلة، ولكنها مدة أقصر بكثير من الماضي؛ لتوفر "المفارش"، والأمشاط، ولزيادة عدد المعاصر.
ويعتبر موسم قطف الزيتون في فلسطين عيداً يشارك فيه جميع أفراد الأسرة، حيث تقوم أحياناً وزارة التربية والتعليم والجامعات، بإعطاء الطلاب إجازات خاصة لمشاركة أهاليهم في القطف، وذلك من أجل إنهاء موسم القطف بوقت مبكر، وتقليل تكلفة الإنتاج.
هذا وتختلف عادات الأسرة الفلسطينية أثناء موسم قطف الزيتون، وتحديداً فيما يتعلق بتحضير الطعام؛ حيث تعتمد العائلة على الوجبات الخفيفة، والمعلبات؛ لانشغال العائلة في القطف.
وبالرغم من تردي أوضاع تجارة الزيتون وزيته بسبب تدني الأسعار وانتهاكات الاحتلال المستمرة، إلا أن شجرة الزيتون تبقى رمزاً للصمود لدى الشعب الفلسطيني.