لبنان - خاص
يفرض الأمن العام اللبناني شروطاً تعجيزيّة على التلامذة الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، لقاء إقامتهم في البلاد، ما يحرم العديد منهم من الإقامة القانونية ويعرضّهم للمساءلة والاحتجاز من قبل حواجز الشرطة والجيش المنتشرة في المدن اللبنانية.
ويضطر العشرات من تلامذة الثانوية العامّة والتعليم الأساسي المهجّرين في لبنان، والذين يتلقون تعليمهم في معاهد مخصصة لتدريس المنهاج السوري، للذهاب سنوياً إلى سوريا لتقديم امتحانات القبول سواء للشهادة الثانوية أو التعليم الأساسي، وتعترضهم العديد من العراقيل أثناء عودتهم من سوريا.
أحد هؤلاء التلاميذ قال لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّه قد تعرّض للاحتجاز لثلاث مرّات من قبل عناصر حاجز مخيّم عين الحلوة حيث يقيم، لعدم امتلاكه أوراق إقامة قانونية.
وأضاف اللاجئ الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ الأمن العام يحرمه من الإقامة منذ عودته من تقديم امتحان القبول للشهادة الثانوية في سوريا العام الفائت، ويحتجز أوراقه منذ شهر حزيران/ يونيو 2018، لعدم استيفائه الشروط الموضوعة والتي وصفها بالتعجيزيّة.
ويطلب الأمن العام من التلاميذ المهجّرين في لبنان، وديعة بنكيّة وقدرها 1500 دولار كـ"ضمان مصاريف دراسة" وتسلسل دراسي صادر من سوريا، فضلاً عن 250 دولار رسوم معاملة الإقامة، وهي شروط يعجز التلامذة وعائلاتهم عن توفيرها وفق ما أفاد اللاجئ الذي يعجز عن تأمين المطلوب منذ العام الفائت ما يجعله وسواه عرضة للتوقيف المستمر.
الجدير بالذكر، أنّ خروج التلاميذ من لبنان إلى سوريا، يتم وفق برقيّة "خروج وعودة" صادرة عن الأمن العام، يجري استحصالها من قبل إدارة المعهد المسؤول عن تعليم التلاميذ، إلّا أنّ ذلك لا يحميهم من العراقيل التي يتلقونها سواء على الحدود خلال عودتهم إلى لبنان، أو خلال توجههم إلى الأمن العام للحصول على الإقامة، وفق ما أوضح اللاجئ.
وخرجت يوم 17 تشرين الأوّل/ أكتوبر الفائت، دفعة من التلاميذ الفلسطينيين والسوريين المهجّرين من لبنان، لتقديم امتحانات القبول للثانوية العامّة في سوريا، وذلك وفق الآلية السنوية المعتمدة، على أن تعود يوم الأربعاء المقبل إلى لبنان، بعد تأخير بسبب الأوضاع الراهنة في البلاد.
وقال أحد تلاميذ الدفعة لـ"بوابة اللاجئين" إنّ عودتهم إلى لبنان التي كانت مقررة السبت 19 أكتوبر، قد تأجلّت بسبب إغلاق الحدود بين البلدين بفعل الأوضاع التي تشهدها البلاد.
وأشار اللاجئ، إلى أنّ التأخير في العودة إلى لبنان، دفع العديد من التلاميذ للمبيت في مراكز الامتحانات منذ وصولهم يوم 17 تشرين الأوّل، وذلك لعدم وجود أقارب لهم في سوريا، مشيراً إلى مخاوف لدى التلاميذ من عرقلة دخولهم إلى لبنان يوم غد الأربعاء رغم حصولهم على تصريح دخول.
إلى ذلك، طالب التلاميذ الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان عبر" بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إيصال صوتهم إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية للتدخل لدى الأمن العام، لتسيير أمور إقامتهم وخروجهم وعودتهم من وإلى لبنان، نظراً لعجزهم وعائلتهم عن تأمين تكاليف الإقامة في ظل الأوضاع الماديّة القاسية التي يعانيها فلسطينيو سوريا في لبنان.
يذكر، أنّ نحو 29 ألف لاجئ فلسطيني مهجّر من سوريا إلى لبنان، تُصنّفهم "أونروا" من ضمن الأكثر تهميشاً وضعفاً من بين مجتمعات اللاجئين في العالم، ووفق الوكالة الدولية فإنّ نحو 90 % منهم يعيشون تحت خطّ الفقر، أي بأقل من دولارين في اليوم الواحد، وهو المعيار العالمي المُحدد من قبل البنك الدولي، في حين يفتقد 95 % منهم للأمن الغذائي، أي لا تتوفّر لديهم كميّات الغذاء التي تحميهم من الجوع.