فلسطين المحتلة
يُواصل الاحتلال سياساته في استهداف اللاجئين الفلسطينيين ووجودهم، من مُحاولات إنهاء "أونروا" بغرض تصفية حق العودة، أو الاستهداف المُباشر للمُخيّمات الفلسطينيّة بالاقتحامات والاعتقالات والقتل اليومي بالرصاص والحواجز والجدار وتضييق الخناق على سكانها، وفي حالة بعض المُخيّمات في الضفة المُحتلّة يستخدم الاحتلال التهديد تارة وشيطنة صورة اللاجئ ومُحاولات تأليب اللاجئين على بعضهم تارةً أخرى، مُستغلّاً كذبة "الأمن والاستقرار" تحت سقف الاحتلال الذي يُهددهم وجودهم وحقّهم في الحياة والبقاء منذ تهجيرهم وتشريدهم عام 1948.
وفي ما جرى خلال الساعات الماضية، كتب ما يُسمّى "مسؤول منطقة الريف الغربي" لدى الاحتلال، الذي يُطلق على نفسه "كابتن نسيم"، عبر حسابه على موقع "فيس بوك"، أنه تم تعيينه مؤخراً مسؤولاً أمنيّاً لمنطقة المُخيّمات "مُخيّم الدهيشة، مُخيّم عايدة، مُخيّم العزّة، بيت جالا، الدوحة والريف الغربي."
وتضمّن حديثه الذي وجّهه إلى أهالي المُخيّمات تحريضاً على بعض أبنائها في مُحاولة لقلب الأهالي على بعضهم البعض واستغلالهم في الإيقاع بأبناء المُخيّمات المذكورة، وتخلّل ذلك تهديداً مُوجّهاً للأهالي.
وجاء في المنشور الذي كتبه الأربعاء 6 تشرين الثاني/نوفمبر: "أنا أعي تماماً أنّ أغلب الناس يُريدون الأمن والاستقرار والعيش بسلام، ولكن خطأ صغير قد يعكس كل الاتجاهات للأمن والاستقرار، وأنا أعلم أنه يُوجد نسبة صغيرة تعمل على عدم هدوء الوضع، ولازم الكل يعرف انه رايح يكون في انعكاسات وضرر لكل من يُحاول عمل المشاكل."
يأتي حديث المسؤول لدى الاحتلال في ظل حملة شرسة تشنّها قوات الاحتلال منذ أيام على المُخيّمات، حيث شهد مُخيّم عايدة اعتقالات واسعة خلال الأسبوع طالت أسرى مُحررين وقيادات في العمل الوطني، كان آخرها فجر اليوم الخميس.
يُذكر أنّ السنوات الماضية شهدت أيضاً مُحاولات مُشابهة للتواصل المُباشر والتقرّب من الأهالي وسط تهديدات مُبطّنة أو مُعلنة، حيث شهدت هذه المُخيّمات هجمة شرسة قادها مسؤول أمني لدى الاحتلال عُرف باسم "كابتن نضال"، كان يُهدّد فتية وشبّان المُخيّمات بشكلٍ علني وخلال التحقيق معهم، مُتوعّداً بكسر أرجلهم وإصابتهم والتسبّب لهم بالإعاقة الدائمة.
ومن الجدير بالذكر أنّ تلك المنطقة تشهد انتشاراً واسعاً لجيش الاحتلال، حيث يقع على مدخل مُخيّم عايدة مُعسكراً للاحتلال وبُرجاً عسكرياً مُتاخم للمُخيّم، ويحد المُخيّم من الشرق والشمال جدار الفصل العنصري، وكذلك المُخيّمات الأخرى فهي مُحاصرة ما بين الجدار والحواجز والأبراج العسكريّة والمستوطنات، والاقتحامات اليوميّة التي يشنّها جيش الاحتلال.