أعلنت وزارة خارجيّة الاحتلال، الثلاثاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر، عن استضافتها وفداً إعلاميّاً بالإضافة إلى مُدوّنين من دولٍ عربيّة وبينها من دول الخليج والعراق، دون الكشف عن هويّتهم.
وفي حساب "إسرائيل بالعربيّة" التابع لحكومة الاحتلال على موقع "تويتر" قالت إنّ بعض الصحفيين الذين استضافتهم خارجيّة الاحتلال هم من دولٍ لا تُقيم علاقات مع الكيان.
وذكرت أيضاً "هذا من أجل منح الفرصة للصحفيين الذين ينحدر بعضهم من دولٍ لا تُقيم إسرائيل معها علاقات رسميّة، التعرّف المُباشر على المُجتمع الإسرائيلي المُتنوّع ومناظر إسرائيل المُختلفة."
ورافق التغريدة صورةً للوفد المُطبّع دون إظهار وجوه المُشاركين، باستضافة وزير خارجيّة الاحتلال يسرائيل كاتس.
يُذكر أنّ هذه الزيارة التطبيعيّة ليست الأولى من نوعها، حيث سبقها أخرى مؤخراً لوفدٍ إعلامي ومُدوّنين عرب خلال تموز/يوليو الماضي، وكذلك طيلة العامين الماضيين كانت قد استضافت العديد من الوفود العربيّة، بالإضافة لمُشاركة وفود تُمثّل الكيان الصهيوني في فعاليات عربيّة خاصة في بعض دول الخليج.
من جانبه، كشف حسن كعبيّة الناطق بلسان وزارة خارجية الاحتلال للإعلام العربي، تفاصيل زيارة تطبيعيّة لوفدٍ عربي يضم شخصيّة سعوديّة شهيرة و(3) أشخاص من العراق أحدهم موسيقي، وصحفيان، بالإضافة إلى كويتي ومصري.
وقال كعبيّة إنّ الزائرين الذين فضّلوا عدم الكشف عن هويّاتهم "قضوا نصف يوم مع العاملين في وزارة الخارجيّة والتقوا وزير الخارجيّة الإسرائيلي يسرائيل كاتس لمدة ساعتين، حيث عُقد اللقاء بأجواءٍ إيجابيّة."
كما أشار إلى أنهم زاروا "الكنيست" والتقوا أعضاءه من كُل الكُتل البرلمانيّة تقريباً، وزاروا متحف "ياد فاشيم" لإحياء ذكرى المحرقة، بالإضافة إلى جولة في البلدة القديمة بالقدس المُحتلّة حيث زاروا خلالها المواقع التاريخيّة والمُقدّسة، كما زار الوفد يافا ومركز "يهود بابل" الواقع في ما تُسمّى بلدة "أور يهودا" شرقي "تل أبيب."
وقال المسؤول لدى الاحتلال "الشعب والشارع العربي ما زال غير مُستعد لتقبّل إسرائيل، فأعضاء الوفد خائفون من الكشف عن أسمائهم لأنهم معروفون في بلدانهم، ولكنهم كانوا يقولون لي حبّذا لو كان بإمكاننا زيارة إسرائيل في العلن."
وكانت تقارير إعلاميّة قد أوضحت أنّ الوفد يتكوّن من (6) أشخاص، من السعودية والعراق والأردن، وهم طلاب وأكاديميّون وكُتّاب، وقالت خارجيّة الاحتلال في حينها إنّ الزيارة تهدف إلى إطلاع أعضاء الوفد الإعلامي الذين لا يُقيم الكيان علاقات دبلوماسيّة مع دولهم، على مواقف الاحتلال بخصوص مُختلف القضايا السياسيّة والجيوسياسيّة وأيضاً منحهم نظرة مُباشرة على مجتمعه بكل تنوّعه، على حد زعمها.
وبدوره، استنكر اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلاميّة "مكتب فلسطين" بشدّة زيارة وفد إعلامي ومُدوّنين من دولٍ عربيّة للكيان، بدعوةٍ من وزارة خارجية الاحتلال.
واعتبر الاتحاد في بيانٍ صدر عنه الثلاثاء، أنّ هذه الزيارة تجاوز خطير لقواعد الشرف الصحفي وانقلاب على حملة تجريم التطبيع مع الاحتلال ورفض كل أشكاله، خصوصاً مع تزايد وتيرة الاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين بشكلٍ خاص وجرائمه عموماً ضد الشعب الأعزل في كافة الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة.
وفي بيانه، دعا الاتحاد النقابات والاتحادات العربيّة والإسلاميّة إلى المُسارعة باتخاذ إجراءات عقابيّة بحق الصحفيين المُشاركين في هذه الزيارة التطبيعيّة وإعلان أسمائهم لوضعهم على القائمة السوداء.
وتابع البيان "نُدرك تماماً أنّ الاحتلال العنصري يُحاول أن يستخدم هذه الزيارات التطبيعيّة لتحسين صورته أمام العالم، بعد اهتزازها جراء جرائمه بحق المدنيين العزل في غزة والضفة والقدس المُحتلّة، والتي كان آخرها المجزرة التي ارتُكبت بحق عائلة أبو ملحوس وسط قطاع غزة وراح ضحيّته 9 مواطنين من بينهم خمسة أطفال."
وشهدت السنوات الأخيرة محاولات واسعة من قِبل الاحتلال لتبييض صورتها أمام العالم خاصة الشارع العربي، حيث شارك مُمثلون عن الاحتلال في عدة أنشطة رياضيّة وثقافيّة وفنيّة وعلميّة وغيرها في دولٍ عربيّة، بالإضافة إلى الدعوات التي تُطلقها وزارة خارجيّة الاحتلال بشكلٍ دائم لشخصيّات عربيّة مثل المدونين والصحفيين والفنانين في مُحاولة لجعل وجود ومسمع ورموز هذا الاحتلال طبيعيّاً في المُجتمعات العربيّة، وسعياً لاستقطاب وجذب هذه الأقلام والأصوات إلى جانب الاحتلال لخدمة روايته ومسعاه.