صابر حليمة – بيروت
نظم مركز حقوق اللاجئين، عائدون والمركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين ومركز حقوق اللاجئين "بديل" ورشة شبابية سلطت الضوء على التحديات التي يواجهها الشباب الفلسطيني في لبنان والحلول المتصورة لها.
الورشة التي عقدت، اليوم الإثنين، في فندق "Four Points" في منطقة فردان بالعاصمة اللبنانية بيروت، تضمنت جلستين، الأولى ركزت على التحديات الخاصة باللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من الأوضاع المعيشية والاقتصادية إلى الأوضاع السياسية، إلى جانب دور ومواقف الفاعلين من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والأحزاب الفلسطينية والحكومة اللبنانية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
أبرز التحديات.. غياب مشروع فلسطيني جامع
وسلط الكثير من الشباب والشابات المشاركات في هذه الجلسة الضوء على سوء الأحوال المعيشية التي تعيشها المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث البطالة مستشرية والفقر وصل إلى مستويات غير مسبوقة، بفعل التراكمات التي مرت بها المخيمات والتي تفاقمت مؤخراً مع الأزمة اللبنانية الاقتصادية والمالية، والتي سبقتها حملة وزير العمل السابق كميل أبو سليمان.
وأجمع المشاركون على ضرورة استمرار "أونروا" باعتبارها شاهداً أساسياً على النكبة، إلى جانب الخدمات التي تقدمها للاجئين (على الرغم من تراجعها)، في المناحي الصحية والتعليمية والخدماتية.
كما أكدوا غياب المشروع الوطني الفلسطيني الجامع، حيث يعيش اللاجئون الفلسطينيون تهميشاً سياسياً في أي من القضايا المتعلقة بفلسطين.
وفيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا، شدد عدد من المشاركين على ضرورة تأمين الحماية لهم باعتبارهم الحلقة الأضعف، خصوصاً مع الأوضاع المزرية التي يكابدونها.
وتضمنت الجلسة الثانية قضية الحراكات الشبابية في لبنان، بما فيها حراك المطالبة بالهجرة، إلى جانب تصور الشباب لعلاقته بفلسطين والفلسطينيين في مختلف مناطق وجودهم ودورهم في العودة والتحرر.
ولم يخف عدد من المشاركين رغبتهم في الهجرة باعتبارها سبيلاً لما أسموه "الخلاص" من الواقع الراهن، إلا أن آخرين عارضوا الفكرة، وخصوصاً عند الحديث عن "الهجرة الجماعية"، التي اعتبروها تتماشى مع "إلغاء حق العودة"، وأكدوا الأهمية القصوى لاستمرار "أونروا" ورفض أي دعاوى لإلغائها أو تحويل ملف اللاجئين إلى أي جهة دولية أخرى.
الافتقار إلى التنسيق أو تراكم الإنجازات
وفي تعليق على تلك المشاركات، أشار رئيس مركز "بديل"، نضال العزة، إلى أن الشباب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده، يفتقر إلى أي تنسيق أو تشبيك أو تراكم للإنجازات التي يحققها، وبالتالي، غياب الرؤية الموحدة والمنهجية في العمل.
وأوضح، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن آراء المشاركين كانت في بعضها "معلبة" ضمن الرؤى السياسية للفصائل والأحزاب الفلسطينية، فيما لمس آراء "غير ناضجة" وأخرى بحاجة إلى تطوير.
وبناء عليه، ذكر أن هذه الورشة يُبنى عليها لإيجاد سبيل إلى تشبيك الحراكات الشبابية في مختلف أماكن الوجود الفلسطيني.
ولم يخفِ العزة وجود حالة من اليأس والإحباط في صفوف الشباب الفلسطيني في لبنان، خصوصاً في ظل الوضع المعيشي الراهن، الأمر الذي أوجد حالة من البحث عن ما سماه "الخلاص الفردي"، بعيداً عن الفكر الجماعي الوطني الجامع.
كما حذر العزة من "الغرق في خصوصية كل منطقة"، منتقداً حملات "التضامن" بين منطقة فلسطينية وأخرى، إذ اعتبر أن الشعب الواحد لا يتضامن مع بعضه البعض، بل يناضل سوياً في سبيل قضيته الجامعة.
وقارن العزة بين مخيمات الضفة ولبنان، حيث لاحظ "حالة من الاغتراب عن القضية" سائدة في صفوف الشباب الفلسطيني في مخيمات لبنان، إلى جانب "الشيطنة" المستمرة التي تتعرض لها المخيمات، ما يوحي بأن هذا "النهج مبرمج لفصل الإنسان الفلسطيني عن قضيته الأساس".
عدم الانفصال عن المشروع الوطني العام
الباحث جابر سليمان أوضح أن الورشة عمل تمهيدي للبناء عليه في سبيل دمج الشباب في المشروع الوطني السياسي.
وأشار، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إلى أنه من الخطأ التركيز على القيم الوطنية الكبرى وتجاهل القضايا اليومية والمعيشية، مع التشديد، أنه لا ينبغي لها (القضايا اليومية والمعيشية)، أن تحرفنا عن بوصلة المشروع الوطني.
ومع الإقرار بأن لكل ساحة من ساحات الوجود الفلسطينية خصوصية يجب مراعاتها، إلا أنه لا ينبغي لها أن تنفصل عن الواقع الفلسطيني العام، آملاً أن يبنى على هذه الورشة برامج شبابية في المستقبل.
مركز "بديل" هو مؤسسة أهلية فلسطينية تأسست في عام 1998 بناء على التوصيات الصادرة عن سلسلة من مؤتمرات اللاجئين الشعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويُعنى بالدفاع عن حقوق اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين.
أما مركز حقوق اللاجئين "عائدون"، فهي هيئة أهلية مستقلة للدفاع عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين تأسست في لبنان في أواخر عام 1999، وهي عضو مؤسس للائتلاف الفلسطيني لحق العودة.