القدس المحتلة
تخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء عمل العيادات الصحية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مدينة القدس المحتلة، عبر فرض التأمين الصحي الإلزامي على المقدسيين، على الرغم من حيازتهم بطاقات صحية من قبل الوكالة الدولية.
وحذر الخبير في شؤون القدس، جمال عمرو، من هذا المخطط الرامي إلى إنهاء عمل عيادات "أونروا" الصحية، مؤكداً أن الاحتلال عمد كذلك إلى تشويه صورة الوكالة من خلال "نشر إحصاءات مزورة بأن اللاجئين تفككوا من مخيمات القدس المحتلة وأن أبناءهم سافروا إلى بلدان العالم".
وكشف في تصريح لصحيفة "فلسطين" المحلية، أن الاحتلال زعم بأن أبناء مخيمات القدس المحتلة ليسوا بحاجة إلى خدمات صحية من قبل الوكالة بسبب الحالة المادية الجيدة لهم"، وذلك بهدف تضييق المجال الخدماتي الذي كانت تعمل عليه "أونروا" في المدينة.
كما لفت عمرو إلى أن سلطات الاحتلال دأبت في الآونة الأخيرة على وقف إصدار تصاريح دخول موظفي الوكالة العاملين في المجال الصحي إلى القدس.
وكان مجلس بلدية الاحتلال في القدس صادق منذ نحو 10 أيام على مخطط لإقامة مجمع مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم التابعة للاحتلال في منطقة مخيم شعفاط وقرية عناتا، ليكون بديلاً لمدارس "أونروا" في المدينة المقدسة.
يذكر أن رئيس البلدية السابق، وعضو الكنيست الحالي، نير بركات، قدم، في أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مشروع قانون يحظر نشاط "أونروا" في القدس.
وبحسب بركات، فإن معظم الأحزاب الإسرائيلية أيدت مشروع القانون الذي أعده.
وتحتوي القدس على مخيم واحد للاجئين يقع في شطرها الشرقي، هو "شعفاط"، والذي يقع تحت مسؤولية "أونروا"، ولكن للوكالة مراكز تعليمية وصحية في أنحاء متفرقة في المدينة.
وخلال عام 2018، وهي السنة الأخيرة لبركات كرئيس لبلدية الاحتلال، سعى إلى محاولة منع "الأونروا" من العمل في مخيم شعفاط، لكن الوكالة والفلسطينيين رفضوا المحاولة آنذاك.
قرارات تجري على الأرض لتصفية عمل "أونروا" بالقدس
وتعليقاً على محاولات الاحتلال القديمة الجديدة، حذر مدير عام المخيمات بالضفة الغربية المحتلة في دائرة شؤون اللاجئين، ياسر أبو كشك، من مخطط لسلطات الاحتلال وقرارات تجري على الأرض لتصفية عمل "أونروا" بالقدس المحتلة.
وأشار، في تصريحات صحفية، إلى أن الاحتلال اتخذ قراراً بإنهاء عمل "أونروا" في القدس المحتلة، أو ممارسة أي نشاط أو دور إغاثي أو تعليمي أو طبي لصالح اللاجئين فيها، موضحاً بأن "هناك قرارات تجري على الأرض لتصفية عمل الوكالة والسيطرة على مقرها في الشيخ الجراح، واقتطاع أراض تابعة لمعهد قلنديا لتحويله إلى حديقة".
مخططات الاحتلال ضد "أونروا" أحد سياقات تهويد القدس
وفي سياق متصل، استنكرت منظمة التحرير مخططات الاحتلال تجاه "أونروا" في القدس المحتلة وأكدت أنها تأتي في "إطار تهويد المدينة بالكامل".
جاء ذلك خلال لقاء أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، صائب عريقات، مع القائم بأعمال المفوض العام لـ "أونروا"، كرسيتيان ساوندرز، ومديرة عمليات الضفة الغربية، غوين لويس، أمس الخميس.
ودعا عريقات إلى "توطيد التعاون وترسيخه من أجل مواجهة المخططات الإسرائيلية وخاصة في القدس، حتى إنهاء الاحتلال، وإنجاز حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة".
وشدد عريقات على وجوب تحمّل الوكالة مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، موضحاً أن تجديد التفويض حتى عام 2023 هو "تعبير عن الإجماع السياسي الدولي في حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسراً، وعلى إعادة الاعتبار للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
وفيما يتعلق بالتحديات المالية التي تواجهها "أونروا"، بحث رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، مع ساوندرز موازنة الأونروا للعام الحالي وتطورات العجز المالي في الميزانية وتداعياته على الخدمات المقدمة اللاجئين الفلسطينيين، إلى جانب مطالب العاملين واحتياجات اللاجئين والتحديات التي تواجه الوكالة في مناطق عملياتها الخمس.
واتفق الطرفان على وضع خطة استراتيجية لمواجهة العجز المالي وتعزيز التنسيق لمتابعة قضايا اللاجئين وتحديد احتياجاتهم، إضافة إلى التشاور في إعداد موازنة الوكالة للعام 2020-2021.