لبنان
دعا رئيس لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني الوزير السابق حسن منيمنة، "الشعوب والدول العربية و الصديقة والمحبة للسلام والأمن الدوليين، والمجتمع الدولي إلى رفض ما تتضمنه صفقة القرن من تجاوز على الحقوق الفلسطينية المكرسة".
وقال منيمنة في تصريح صحفي عقب الإعلان عن بنود الصفقة: "إنّ لبنان الذي يستشعر خطر هذا الإعلان بالنظر إلى ما يتضمنه من بنود لتصفية القضية الفلسطينية بما فيها قضية اللاجئين ويرى فيه مقدمة لمشروع التوطين الذي أعلن الدستور اللبناني رفضه".
وأضاف منيمنة: "إنّ لبنان في موقفه هذا متقاطع مع الأخوة في القيادة السياسية والفصائل الفلسطينية الذين يصرون على حق العودة بموجب القرار الأممي رقم 194، وكذلك ما ورد في القوانين الدولية والشرعة الدولية لحقوق الانسان وسواها من وثائق أممية".
واعتبر منيمنة، أنّ إعلان " صفقة القرن" يطلق مرحلة نوعية تحمل أشد المخاطر ليس على الشعب والقضية الفلسطينية فحسب، بل على سائر دول وكيانات المنطقة العربية.
وأكّد "أنّ الواجب في هذه اللحظة التاريخية" إعلاء مبدأ نصرة الشعب الفلسطيني، دفاعاً عن حقه في بناء دولته المستقلة على ترابه الوطني المحتل، وعن حق دول المنطقة العربية في صيانة مجتمعاتها وكياناتها في مواجهة "حق القوة" الذي طالما مارسته إسرائيل منذ قيامها، عبر اعتداءات متكررة طالت معظم الدول والشعوب العربية القريبة والبعيدة".
وتابع منيمنة في تصريحه قائلاً: " لقد أعلن الرئيس الاميركي بوضوح أن فلسطين هي إسرائيل التوراتية التي يصممها اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو وفريقه الذي لا يعترف بأي حق أو وجود فلسطيني، ويعتبر أن اسرائيل هي دولة اليهود دون سواهم، لا وجود على أرضها لشعب فلسطيني يرفض الاحتلال، ويصر على انتزاع حقوقه السياسية والانسانية بصموده ونضاله اليومي".
وأشار إلى أنّ قرار الرئيس الاميركي جاء "ليضرب عرض الحائط بكل ما توصلت إليه البشرية من مواثيق وقرارات وقانون دولي يرفض السيطرة على أراضي الغير بالقوة، ويؤكد على حق الشعوب في نيل الحرية وتحقيق الاستقلال وإقامة دولها على ترابها الوطني".
وأوضح أنّ "هذا التطور الجديد بمثابة ضوء أخضر يبيح للكيان الإسرائيلي السيطرة على المزيد من الأراضي العربية وضمها، من هنا فإن الخطوة الأخيرة هي مجرد نقلة في سياق بدأه الرئيس ترامب خلاف الرؤساء الاميركيين السابقين، عندما أعلن الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها ، وحاول جاهداً حذف قضية اللاجئين من قاموس التفاوض والحل النهائي" وفق ماجاء في التصريح.
ولفت منيمنة إلى قطع التمويل الأمريكي عن وكالة " أونروا" يأتي ضمن جهود إدارة ترمب للقضاء على الوكالة، كشاهد أممي على المأساة الفلسطينية المتواصلة منذ 72 عاماً، وشيطنة ما تقوم به من مساعدة وحماية للشعب الفلسطيني في مواطن لجوئه ما أوقعها في حال من العجز عن النهوض بالمهام المناطة بها
وختم منيمنة تصريحه، بأنّ لبنان "يدعو الأخوة في جامعة الدول العربية والدول الإسلامية إلى أخذ زمام المبادرة وتنظيم حملة عالمية لمحاصرة هذا التوجه، ودعم الشعب الفلسطيني بشتى السبل في نضاله، كما يدعو الأخوة في الفصائل الفلسطينية إلى التوحد تحت راية الدفاع عن أرض فلسطين وترابها، وكل ما تحمله من رموز اسلامية ومسيحية في مواجهة محاولة إلغائها وحذفها من الوجود".
مضيفاً، أنّ لبنان "يصر على اعتماد حل الدولتين الذي تدعمه دول العالم باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل .
وللمناسبة يؤكد لبنان للأخوة الفلسطينيين أنه سيواصل مهمة الدفاع عن حقوقهم في شتى المحافل، نصرة لقضيتهم، ودعما لصمودهم المثابر توصلاً إلى انتزاع وتحصيل حقوقهم الشرعية الثابتة في بناء دولتهم الوطنية وعاصمتها القدس".