نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم السبت 8 شباط/ فبراير، شهادة المعتقل القاصر محمد أحمد هادي (17 عامًا) من بيت لحم، والتي روى فيها تفاصيل تعرّضه للتّعذيب بعد نقله من سجن "عوفر" إلى سجن "الدامون" ومن ثم إلى عزل "الجلمة".
وقال المعتقل هادي في إفادته "يوم وصولنا إلى القسم إلى سجن الدامون وذلك في تاريخ 13.01.2020، يومها حوالي الساعة السادسة المغرب، دخل سجانون إلى الغرفة وسحبوني منها، أدخلوني إلى غرفة الانتظار خارج القسم، وهناك دخل إلى الغرفة ثلاثة أشخاص من وحدة اليماز، وأخذوا يضربونني بشكلٍ تعسفي، قاموا بتكسيري، وكنت مقيد اليدين، وكان ضابط يقف على باب الغرفة ويصور في جواله عملية ضربي، أصبت بالعديد من الكدمات والرضوض في جسمي، وانتفاخ في الوجه وحول العين، ثم أرجعوني للقسم في الساعة التاسعة ليلاً، أي بعد حوالي ثلاث ساعات، ودخلت فرقة يماز إلى القسم وسحبوني أنا ويحيى صبيح وخليل جبارين ورياض العمور ومحمود عويص من القسم، جرّونا إلى غرفة الانتظار، قيدوا أيدينا وأقدامنا بقيود حديدية، ضربونا مرّة أخرى، وبعد نصف ساعة نقلونا إلى البوسطة وأخذونا إلى زنازين الجلمة".
وأضاف هادي "كنا مضربين عن الطعام فوضعوا كل واحد في زنزانة لوحده، بقيت في زنزانتي مضرب الطعام لمدة أربعة أيام، وبعدها دخل على الزنزانة سجّان وضابط وأرادوا بالقوة نزع ملابسي عن إذا لم أنهي إضرابي، وخوفًا من أن يستمروا بهذا؛ أخبرتهم بأنني موافق على إنهاء الإضراب".
هيئة الأسرى بدورها بيّنت أن "قوّات قمع السّجون ما زالت تقتحم غرف المعتقلين القاصرين يوميًا، وتعتدي عليهم بالضّرب، مضيفة أنهم أكّدوا بأنهم ينامون وهم جائعون وذلك لعدم كفاية الطّعام المقدّم لهم، كما وأنهم يعانون من البرد الشديد الذي تسبب لغالبيتهم بالأمراض، لا سيما وأن إدارة السّجن توفّر لكل منهم غطاء خفيف واحد فقط، فيما تعرّض تسعة منهم للعزل الانفرادي في زنازين "تسلمون" و"الجلمة" وتمّ إعادتهم إلى "الدامون" بعد التنكيل بهم"، مُشيرةً إلى أن "إدارة سجون الاحتلال كانت قد نقلت (34) معتقلاً قاصرًا من سجن "عوفر" إلى "الدامون"، بتاريخ 13 كانون الثاني/ يناير الجاري دون السّماح لممثليهم بمرافقتهم، وسمحت لهم باصطحاب ملابسهم وغطاء واحد ومخدّة وغطاء فراش لكل واحد منهم، بالإضافة إلى مشتريات غذائية بسيطة من "الكنتينا" تمّ مصادرتها في "الدامون"، ودون السّماح لهم باصطحاب الأغراض الضّرورية الأخرى والتي تكون في غرف الأسرى كسخّانات الماء وأجهزة الطّبخ".
جدير بالذكر أن (26) قاصرًا تبقّوا في "الدامون" بعد الإفراج عن عدد منهم ونقل اثنين إلى سجون أخرى.
يأتي هذا بالإضافة إلى العقوبات العديدة المفروضة على الأطفال الأسرى كحرمانهم من زيارة ذويهم، وفرض غرامات مالية بحقهم، ومنعهم من الخروج للفورة.
وترى مؤسسات حقوقية في قرار الاحتلال بنقل الأطفال الأسرى والاستفراد بهم في زنازين دون ممثلين عنهم من الأسرى البالغين، سلب لأحد أهم مُنجازات الأسرى التي جاءت عبر عملية نضالية طويلة.
يُذكر أن عدد الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال يصلون إلى 200 طفل موزعين على سجون "عوفر، الدامون، ومجدو".