خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
من منّا لا يذكُر "بوسطة عين الرمانة"؟ تلك البوسطة التي أسفر استهدافها عن اندلاع الحرب الأهلية في لبنان دون أن تستثني الفلسطينيين من نيرانها.
في ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين يعيد نشر مادة سبق أن نشرها في هذه الذكرى.
في 13 نيسان/ إبريل عام 1975، ادعى حزب الكتائب اللبنانية بأن مجهولين أطلقوا رصاصاً أودى بحياة عنصرين من الحزب في عين الرمانة، من هنا كانت الشرارة الحقيقية لاندلاع الحرب الأهليّة، التي زُجّ بالعنصر الفلسطيني فيها، حيث أقدمت مجموعة من ميليشيات "الكتائب اللبنانية" بإطلاق النار على حافلة كانت تقل فلسطينيين أثناء عودتهم إلى مخيم تل الزعتر، من مهرجان سياسي في مخيم شاتيلا، ما أدى إلى استشهاد 27 فلسطينياً من ركاب الحافلة.
ومع انتشار هذا الخبر الذي عُرف بـ"حادثة البوسطة"، اندلعت الاشتباكات بين الفلسطينيين والكتائب في أنحاء المدينة، وبدأت الميليشيات المسيحية اللبنانية بقتل المئات من الفلسطينيين واللبنانيين المسلمين، بناءًا على بطاقات الهوية، وارتكاب المجازر بحقهم.
ومن أبشع المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين في هذه الحرب، مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، حيث بدأت مقدمات المجزرة يوميْ 13 و14 من سبتمبر/أيلول في ذلك العام عندما اجتاح الجيش الإسرائيلي تحت غطاء جوي كثيف العاصمة اللبنانية بيروت بعد أن غادرها مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية، ونشر عشرات الدبابات على أطراف مخيم شاتيلا وحي صبرا وأحكم حصاره عليهما.
تعرضا لقصف متواصل خلف دماراً هائلاً وضحايا بالعشرات، تخلل ذلك اجتياح للمخيم من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي ومليشيا القوات اللبنانية وماكان يسمى حينها جيش لبنان الجنوبي، بدأ مع حلول ظلام الـ 16 من أيلول، وعلى مدار ثلاثة أيام بلياليها ارتكب العدو الاسرائيلي والمليشيات اللبنانية مذابح بشعة ضد أهالي المخيم العزل.
ونقل شهود عايشوا المجزرة مشاهد لنساء حوامل بقرت بطونهن وألقيت جثثهن في أزقة المخيم، وأطفال قطعت أطرافهم، وعشرات الأشلاء والجثث المشوهة التي تناثرت في الشوارع وداخل المنازل المدمرة.
خلفت المجزرة نحو 3500 شهيد فلسطيني، ولا يزال مرتكبوها طلقاء لم يُعرضوا على أي محاكمة رغم أن منظمة هيومن رايتس ووتش صنفت المجزرة بأنها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية .
قبل ذلك في كانون الأول/ يناير عام خمسة وسبعين وتسعمائة وألف فرض اليمين اللبناني المكون من أحزاب عدة على راسها الكتائب ومليشيا النمور ومليشيا حراس الارز حصاراً محكماً على المخيمات الفلسطينية شرقي بيروت التي صمدت دفاعاً عن نفسها..
استدعى هذا الصمود تدخل قوات النظام السوري في حزيران يونيو عام ستة وسبعين ليشتد الخناق على مخيم تل الزعتر ويدخل مرحلة عصيبة مع بدء الهجوم عليه في الثاني والعشرين من الشهر ذاته..
وعلى مدار اثنين وخمسين يوماً متتالياً امطرت القذائف والصواريخ المخيم بلا رحمة ولا توقف، قدر عدد القذائف بخمسة وخمسين الف قذيفة انهمرت على سكان مدنيين كان قد انهكهم الحصار والجوع والعطش الى حد يفوق التخيل ..
في السادس من آب /أغسطس غدرت المليشيات المارونية اللبنانية بالفلسطينيين الذين كانوا متحصنين في تل الزعتر عندما فتحت النار على جميع سكان تل الزعتر أثناء مغادرتهم المخيم عزلاً من السلاح وفقا لاتفاق سابق ،قتلوا المئات، ودخلوا الى المخيم أطلقوا النار على كل من صادفوه ذبحوا الاطفال وبقروا بطون الحوامل، ليسقط المخيم ويجتث من الوجود .
خلفت المجزرة أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وآلاف المفقودين، فيما بقي المجرمون دون حساب .
بلغت الخسائر البشرية للحرب الأهلية اللبنانية نحو 150 ألف قتيل، حوالي 15 % منهم شهداء فلسطينيون، لم توثق جهة ما عددهم الدقيق إلا أن استشهادهم وما تعرض له الفلسطينيون خلال هذه الحرب شكل نكبة مريرة في ذاكرة الفلسطينيين ما تزال تداعياتها مستمرةً إلى وقتنا الحاضر.
شاهد فيديو عن بوسطة عين الرمانة