دعاء عبد الحليم – مخيم برج البراجنة
استكمالاً للاجراءات المتّخذة في مخيم برج البراجنة للوقاية من وصول فايروس "كورونا"، ما تم خلال هذه الفترة من حملة ضد مروجي المخدرات وتسليمهم للسلطات اللبنانية، تمّ إغلاق 12 مدخلاً فرعياً ببوابات حديدية وإبقاء المداخل الرئيسة مفتوحة أمام حركة المرور.
وأوضح قائد القوى الأمنية في منطقة بيروت يوسف غضية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنّ المخيم يحتوي على 32 مدخلاً ما بين رئيسي وفرعي، وللحفاظ على أمن المخيم الذي إلى الآن لم يسجل فيه أي حالة إصابة بالفايروس كان لا بد من تخفيف حركة الدخول والخروج، وأضاف غضية بناء عليه تم عقد عدة لقاءات مع جميع الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الاجتماعية والروابط الأهلية وتقرر إقفال المداخل الفرعية حتى تسطيع القوى الأمنية السيطرة على باقي المداخل طوال اليوم قائلاً: "32 مدخلاً بحاجة إلى فيلق لمتابعة حركة الخروج والدخول فيهم على مدار 24 ساعة".
حواجز الوقاية من "كورونا" ساهمت في كشف مروجي المخدرات
وتابع "هذه البوابات مؤقتة وسنقوم بازالتها فور الانتهاء من هذا الوباء"، مشيراً إلى أنه منذ بداية الأزمة تم حواجز على مدار 12 ساعة من الساعة السادسة صباحا وحتى السادسة مساء ، لكن هذه الإجراءات لا تكفي، وأكمل غضية "نحن نعمل بجهد كبير مع الفصائل ومع كل القوى الموجودة داخل المخيم حتى نسيطر على مداخل محددة تدخل منها السيارات وهذه المداخل لا يمكن إغلاقها، بينما يمكن الاستغناء عن المداخل الفرعية الصغيرة عبر البوابات التي وزعت مفاتيحها على أهل المنطقة لفتحها عند الضرورة.
وبخصوص تسليم تسعة من تجار المخدرات للقوى الأمنية اللبنانية، قال غضية: "كان الهدف الأساسي من الحواجز هو حماية أهل المخيم من انتقال فايروس كورونا إليهم، لكن من خلال الإجراءات الأمنية والوقائية تفاجأنا بحالات كثيرة ضبطنا معها كميات هائلة من المخدرات وآخرون يحملون أسلحة غير مرخصة سلمت لمخابرات الجيش اللبناني" ، موضحا أن 90% من المتعاطين والتجار من مناطق لبنانية متفرقة (منطقة شويفات وحي السلم والليلكي المعمورة الأشرفية والطريق الجدديدة) وهم من الجنسية اللبنانية وعدد محدود من الجنسية السورية.
ترحيب أهلي
هذه الإجراءات لاقت ارتياحاً وترحيباً كبيرين من قبل أهالي المخيم، الذين لطالما طالبوا بإنهاء ظاهرة المخدرات والتي وصفها البعض بأن خطرها أشدّ فتكا على المخيم من فايروس كورونا.
وقال الباحث الفلسطيني أحمد الحاج: "في حالة السلام يسعى الناس إلى الرفاه وفي حالة الحرب يسعون إلى الانتصار، و"نحن في حالة حرب سواء مع كورونا أو المخدرات مما استوجب أن نغلق حوالي 12 مدخلاً فقط من الساعة السادسة مساء إلى الساعة السادسة صباحا اما باقي الوقت فمسموح الخروج والدخول، والمداخل كلها قريبة من بعضها"، وأشار الحاج إلى أن تفشي وباء كورونا في البلاد حدّ من التجوال خارج المخيم وفي كل مناطق العالم ،وعليه فإن أهالي المخيم عليهم تحمّل هذه الفترة العصيبة.
وتابع "إضافة لكورونا هناك مدمنون وتجار مخدرات يستغلون هذه الطرقات الفرعية للكسب من دماء الناس وكان القرار صائباً جداً من الفصائل والمؤسسات والروابط ليتم التركيز على المداخل الرئيسية".
موقف يشاطره فيه اللاجئ الفلسطيني نادر راجي الذي أكد أن وضع البوابات خطوة صحيحة جداً في هذا الوقت بالذات، لمحاربة الفايروس الذي انهزم أمامه القطاع الصحي في كل الدول مضيفا "نحنا بمخيم صغير فيه كثافة سكانية عالية فتوقعي يفوت مريض نص المخيم بكون معرض لهذا المرض".
وأضاف أنّه لنجاح الخطة يجب إغلاق البوابات الفرعية طوال اليوم وتفتح فقط في الحالات الطارئة، وختم قوله " من الممكن أن مرض الكورونا جاء لمصلحة المخيم، حتى نكشف مروجي المخدرات ونتوحد لتخليص االمخيم من هذه الآفة".
كذلك عبّر الشاب سامر المختار عن ترحيبه بهذه الإجراءات، مشيراً إلى أن القوى الأمنية في المخيم تسير بالاتجاه الصحيح وبدون إغلاق البوابات الفرعية لا يمكنها أن تسيطر على المداخل الرئيسة "لا سمح الله اذا دخلت حالة مصابة عالمخيم خلال 24 ساعة بصيروا ألف بسبب الاكتظاظ السكاني".
من جهته دعا اللاجئ الفلسطيني أبو كفاح أهله وجيرانه وأبناء مخيمه إلى الوقوف بجانب القوى الأمنية لمؤازرتها ودعمها حتى تنتصر على وبائي كورونا والمخدرات".
وكانت القوى الأمنية الفلسطينية سلّمت عددا من تجار المخدرات إلى الدولة اللبنانية وأكدت الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية أن الحملة مستمرة حتى انتهاء ظاهرة المخدرات بالمخيم.
شاهد التقرير