ميرنا حامد – مخيم عين الحلوة
اثنان وسبعون عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني وذاكرة الحاج حسن عيسى لم يطالها أي تعب.
لم ينس قريته حطين .. أيام الصبا والشباب في فلسطين .. مقاومته للعصابات الصهيونية .. مشاهد كثيرة لا زالت حاضرة في ذاكرته طوال سني حياته الثلاثة والتسعين.
الحاج أبو رمزي المقيم حالياً في مخيم عين الحلوة بصيدا، من مواليد عام 1927 لا يزال يستذكر أجداده الذين قدموا من مدينة نابلس ليحط بهم المطاف في قرية حطين قضاء طبرية التي ولد فيها هو ووالده.
ذكريات أيام الانتداب
ورغم أنه بات من أهل حطين، إلا أنه يعتز بمدينته الأم، حيث يصف الحاج أبو رمزي في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مدينة نابلس بأنها "تاريخ تعتز به كل فلسطين، حيث كان الرجال يقيمون الكمائن للقوافل الإنجليزية والنساء ترسل الطعام بالسر لهم أثناء إقامتهم في الجبال، ولذا أطلق على جبل نابلس اسم جبل النار".
ولحطين حصة كبيرة في ذاكرة الحاج أبو رمزي، فيصف أراضيها بأنها "خيرة وصالحة للفلاحة ولزرع جميع أنواع الحبوب من عدس وذرة وقمح وشعير، حيث كانت تسقى من نبع حطين وهو نبع شهير فيه عيون مياه كثيرة"
بتابع بشغف وحنين: "باختصار الحياة في حطين لا يوجد أجمل منها حيث كانت الحياة بسيطة والناس تحب بعضها وتشارك بعضها في الأفراح والأحزان".
وفي بداية أربعينيات القرن الماضي، وفي ظل الانتداب البريطاني على فلسطين اضطر الحاج أبو رمزي أن يتجند في صفوف الجيش البريطاني وتحديداً في قوات حرس الحدود، الأمر الذي جعله يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة.
قاوموا العصابات الصهيونية ..
حين بلغ عامه الحادي والعشرين في 1948، سنة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الحاج أبو رمزي لانه اضطر فيها للهجرة قسراً من حطين وهو في ريعان شبابه، حاله كحال آلاف الفلسطينيين الذي هجروا على يد العصابات الصهيونية التي طردتهم من أرضهم، بفعل المجازر التي ارتكبتها.
ويقول: "عند حدوث النكبة كنا نحرث الأرض والرزق بالعصي، وكنا نبحث عن بارودة لنحارب بها اليهود، لكن ماذا يفعل الحجر والعصي أمام المدفعيات والرشاشات.. بعدها اضطررنا للجوء إلى سوريا وبقينا هناك شهرين، لينتهي بنا المطاف في لبنان".
"فلسطين عروسة الدنيا لا يعلى عليها في العالم .. لو يطوبوا لي لبنان بأكوام من الذهب أرفضهم وأعود إلى وطني، اللي ما اله وطن يروح يموت، أرجع اليوم على فلسطين وأموت تاني يوم بتربة وطني .. الوطن غالي لا يرفضه إلا الإنسان العميل".
هذه أمنية الحاج أبو رمزي الوحيدة قبل مماته، والشوق يزداد إلى أيام حطين، فهل من لقاء؟
شاهد الفيديو