اشتكى ناشطون من أبناء مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق، مما وصفوه بالتعامل الفوقي والمحسوبيّات في مستوصف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" وخصوصاً من قبل الطبيب المنتدب من قبل الوكالة لخدمة أهالي المخيّم.
وفي منشور له، كشف أحد نشطاء مخيّم خان دنون ومحرر إحدى الصفحات المعنيّة بنقل أخبار المخيّم، ما اختبره بنفسه من معاملة فوقيّة من قبل طبيب المستوصف، أثناء قيامه بمراجعة علاجيّة، إضافة إلى المحسوبيّات في تنظيم الدور للدخول إلى الطيب المُعاين، والفوضى التي تعتري العمليّة.
#مخيم_خان_دنون يلا حاجتكن تفوتوا وتطلعوا تشوفوني إذا نشرت شي إلى وكالة الغوث الدولية #الأونروا إلى الإدارة الرئيسية...
Julkaissut هادي مخيم خان دنون.2. Tiistaina 28. heinäkuuta 2020
وقال الناشط: إنّه يعاني من التهاب بالأذن الوسطى وآلام في الضرس وذهب إلى المستوصف لإجراء معاينة عند الساعة 9 والنصف صباحاً، وكان حينها في المستوصف نحو 12 مُراجعاً، دون أن يكون هناك أحد لتنظيم الدور، والمناداة على الأسماء تباعاً، وقد لاحظ أنّ أشخاصاً يدخلون عبر المحسوبيّات والواسطات.
وتحدّث الناشط عن معاملة الدكتور المسؤول ويُدعى "فراس" للمرضى والمُراجعين، واصفاً إيّاه بالتعامل الفوقي وكأنّه يصدر أوامر عسكريّة للناس، ويأمرهم بنبرة فوقيّة وصوت مرتفع بالخروج من المكان، حسبما أشار.
وأضاف الناشط، أنّ أعداد المُراجعين ازدادت وقاربت نحو 30 شخصاً، ينتظرون في الساحة الخارجيّة في الشمس والحر، ما جعل مخاطر الحالة الوبائيّة أعلى من انتظارهم في الداخل، ومعظمهم يضطر لانتظار ساعات طوال دون تحصيل دور له، عدا عن المعاملة الفوقيّة التي يتلقّوها من الطبيب، خصوصاً كبار السنّ والأمّهات اللواتي يتعرّضن للـ" شنططة" بحسب وصفه على باب العيادة.
ووجه الناشط شكواه إلى "أصحاب الضمائر بوكالة أونروا" ، مُطالباً بحل هذه المُشكلات ووضع الشخص المُناسب في المكان المُناسب سواء في المستوصفات أو المدارس وكافة المنشآت الخدميّة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجين الفلسطينيين.
الجدير بالذكر، أنّ شكاوى عدّة تصدر من أهالي مخيّم خان دنون تجاه المستوصف الوحيد التابع لوكالة " أونروا" والمُوجود لخدمتهم في المخيّم، ووصفه ناشطون في وقت سابق بـ" بالسجن وفرع التعذيب" وذلك بسبب سوء المعاملة التي يتلقاها المرضى والمراجعين من قبل موظفي وأطبّاء المستوصف.
وكان "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قد تلقّى في وقت سابق، شكوة من إحدى اللاجئات من سكّان المخيّم قالت: إنّها قد تلّقت معاملة سيّئة من قبل طبيب المستوصف، أثناء مراجعتها، بعد أن شعرت بأعراض دوخة وغثيان شديدين، وطلبت من الطبيب أن يعاينها ويعطيها العلاج اللازم، فواجهها بعبارة: "مش كل حدا بدوخ يعني محتاج علاج"، مكتفياً بنصيحتها، بأن تأخذ قسطاً من الراحة فقط.
وأضافت اللاجئة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، إنّها قد سمعت الطبيب يهمس لأحد العاملين في المستوصف ويقول له: "شعب ما بينعطى وجه"، واصفةً ما تعرّضت له بـ" التنمّر"، مشيرة إلى معاملة سيّئة يتعرض لها المراجعون من قبل بعض العاملين في المستوصف.
ويضع أهالي المخيّم، ما يحصل في مستوصف "أونروا" برسم إدارة الوكالة، متسائلين عن غياب الجهات الرقابيّة التي تحرص على توفير أفضل جودة خدمات صحيّة، مطالبين المسؤولين والجهات المعنيّة وعلى رأسها رئاسة الوكالة والهيئة العامّة للاجئين الفلسطينيين العرب، للتدخّل السريع من أجل إصلاح وضع المستوصف، وحفظ كرامة أبناء الشعب الفلسطيني التي تُمس يوميّاً، لمجرّد توجههم للحصول على حقهم في الرعاية الصحيّة والإنسانيّة.
تجدر الإشارة، إلى أنّ وكالة " اونروا" لم تعمل على تطوير مستوصفاتها الصحيّة سواء في مخيّم خان دنون وعيره من المخيّمات، لزوم مواجهة جائحة "كورونا" وهو ما أثار العديد من التساؤلات عن دور الوكالة في توفير الإجراءات اللازمة.
ويعاني مخيّم خان دنون يعاني كسواه من المخيّمات من ضعف في الخدمات الصحيّة من قبل وكالة "أونروا" ما يعزز قلق الأهالي في ظل انتشار وباء "كورونا"، في واقع صحّي في سوريا يتسّم بالانهيار الشامل، وعجز لمستشفيات البلاد عن استقبال المرضى.