لم يدر الشاب الفلسطيني، محمد السيد، البالغ من العمر 21 عاماً، إصابته بـ "التليف الرئوي"، إلا في عمر الـ 14، وعائلته منذ ذلك الحين تبحث عن علاج لمرض أنهكه وحال دون ممارسة حياته اليومية الطبيعية، وقد بلغ عشرين عاماً دون أن يجد العلاج.
بحاجة إلى رئتين
السيد، ابن مخيم برج البراجنة، والقاطن في منطقة بشامون قرب بيروت، بسبب عدم قدرة رئتيه على تحمّل هواء العاصمة الملوث، يبحث اليوم عن أفراد أو مؤسسات تساعده على تأمين تكاليف عملية "زراعة رئتين"، والتي يأمل بها أن تنقلب حياته رأساً على عقب، وأن يتخلص من داء لازمه منذ الولادة.
وقال السيد لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إن احتمال إجراء هذه العملية في بيروت ضئيل، بسبب قلة المتبرعين بالأعضاء، وفق ما أخبره به الأطباء، لذلك نصحه أحدهم بإجراء العملية في فرنسا، على أنه سيجد من يتبرع له برئتيه.
لكن عملية بهذه الصعوبة، تحتاج إلى 6 أشهر للتحضير، ومن بعدها سنة من المراقبة الحثيثة، وهي وحدها، دون مصاريف الإجراءات الأخرى، تكلف 180 ألف يورو.
ويوضح السيد أن فعالية رئتيه تصل، بحدها الأقصى إلى 22%، وبالتالي، عند القيام بأي جهد بدني، أو حتى صعود الدرج، يلهث بشدة وينقطع نفسه، بل إن مرضه أثر أيضاً على جهازه الهضمي، وتحديداً البنكرياس، الذي توقف عن إفراز بعض المواد.
البحث عن منفذ أمل
وأبلغ الأطباء، أن لا أمل له إلا بزراعة الرئتين، وأن أي علاجات غير ذلك، هي فقط للحفاظ على فاعلية الـ 22%.
وهكذا، بدأ أصدقاء السيد بالبحث والتواصل مع جمعيات فرنسية أو بريطانية، للمساعدة في التكاليف المادية العالية، بعدما قالت "أونروا" إنه لا يمكنها تقديم أي مساعدة (محدودة) إلا داخل لبنان، ولم يجد أياً من الجمعيات في لبنان قادرة على المساعدة، على اعتبار أن العملية ستكون خارج البلاد.
وما يزيد الأوضاع سوءاً، أن والد محمد، عاطل عن العمل منذ عام 2018، حاله كحال كثيرين ممن تأثروا بالأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يمر بها لبنان.