عبّر مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي، عن "ثقته بالحكومة السوريّة ومُحافظة دمشق بأنّها لن تعتمد أي مخطط تنظيمي جديد يضر بأهالي مخيّم اليرموك من سوريين وفلسطينيين".
جاء ذلك، في تصريح نقلته وكالة أنباء الرسميّة التابعة للسلطة الفلسطينية "وفا" عن هادي الذي أشار إلى ما قال أنّها "توجيهات الرئيس السوري بشار الأسد بالعمل على إعادة أهالي المخيّم إليه بعد تحريره من الإرهاب".
كما أشاد عبد الهادي بما اعتبره " الدور الهام الذي تقوم به محافظة دمشق لإعادة بناء وترميم مخيم اليرموك وحرصها على المحافظة على ممتلكات أهالي المخيم من سوريين وفلسطينيين، من خلال إعادة النظر بمخطط شركة الدراسات للمخيم".
وأثارت تصريحات عبد الهادي، انتقادات واسعة بين أبناء مخيّم اليرموك، عكسته التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تلقّى ناشطون كلام عبد الهادي بطلبهم لتوضيحات، فيما يتعلّق بتوجه مفترض لدى المُحافظة لإلغاء المخطط التنظيمي لمخيّم اليرموك، وما اذا كان ثمّة قرار رسمي بإلغائه.
واعتبر كثيرون تصريحات مدير الدائرة السياسية في المنظمة، مجرد كلام تخديري، ليس له انعكاسات حقيقية على الأرض، حيث لم تُرَ عمليات إعادة إعمار لمخيّم اليرموك حسبما تشير الوقائع ويؤكّد الأهالي، منذ انتهاء العمليات الحربيّة في حزيران/ 2018.
وفي سياق الحديث عن إلغاء المخطط التنظيمي لمخيّم اليرموك، تواردت أنباء مصدرها المُحامي "نور الدين سلمان" منذ أمس الإثنين، عن إلغاء المخطط الذي أعلنت عنه مُحافظة دمشق أواخر حزيران/ يونيو الفائت، دون أن يصدر ذلك في بيان عن مُحافظة دمشق، أو وكالات الأنباء الرسميّة السوريّة.
وقال المُحامي الفلسطيني والناشط في حملات رفض المخطط التنظيمي نور الدين سلمان في منشور له على صفحته في "فيسبوك" : "اخوتي، اليوم تم الأخذ بالاعتراضات وانتهى الأمر... وعدنا كما كنا، وبان ووضح الخيط الابيض من الاسود.... مبروك".
اخوتي اليوم تم الاخذ بالاعتراضات وانتهى الامر... وعدنا كما كنا وبان ووضح الخيط الابيض من الاسود.... مبروك.
Julkaissut Nour Aldin Salman Maanantaina 24. elokuuta 2020
وأكّد سلمان في تعليق له على مشككين، أنّ: "قراران صدرا عن مُحافظة دمشق الإثنين 24 آب/ اغسطس، يقضيان بإلغاء المخطط التنظيمي لمخيّم اليرموك، واعتماد مخطط جديد يراعي جانب الإعمار وفق تنظيم العام 2004"، حسب قوله.
وكان سلمان قد أشار إلى أنّ حجم الإعتراضات على المخطط التنظيمي لمخيّم اليرموك، قد بلغ 11 ألف مُعترض، وهو ما جرى اعتباره، أكبر اعتراض في تاريخ سوريا على مخطط تنظيمي.
وكانت محافظة دمشق قد أعلنت في 25 حزيران/ يونيو، تسلّمها المخطط التنظيمي لـ"منطقة اليرموك" من قبل من قبل الشركة العامة للدراسات الهندسية، بمراحله الثلاث ويتضمّن إعادة تنظيم شاملة للمنطقة الأكثر تضررا، إضافة إلى تخديم المناطق الأقل ضررا بما يسهم بإعادة أكثر من ٤٠% من االأهالي، حسبما اوضح مدير التخطيط والتنظيم العمراني في المحافظة المهندس إبراهيم دياب.
وأثار المخطط المُعلن عنه، عاصفة من ردود الفعل في أوساط ابناء مخيّم اليرموك، لما ينطوي عليه من إنهاء لحالة المخيّم، وتجاوز للخصوصيّة الوطنيّة والرمزيّة للمخيّم، بصفته عاصمة للشتات الفلسطيني في سوريا.
وكانت مُحافظة دمشق قد منحت فرصة 30 يوماً لتقديم الإعتراضات الأهليّة على المخطط المطروح، انتهت فعلياً في يوم 9 آب/ أغسطس الجاري.