نظّمت لجنة التنسيق الفصائلي في مُخيّم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم، مساء أمس الأحد 18 أكتوبر/ تشرين الأول، بالتعاون مع نادي الأسير الفلسطيني، وجمعية الأسرى المحررين، وهيئة شؤون الأسرى، وقفة تضامنية أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في بيت لحم، مع الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم 85 على التوالي رفضاً لاعتقاله الإداري.
ورفعت خلال الوقفة صور الأسير ماهر الأخرس، في حين ردّد المشاركون الشعارات المنددة بإجراءات وممارسات الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، ورفض الاحتلال للإفراج عن الأسير الأخرس.
بدوره، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السابق عيسى قراقع، إنّ "هذه الوقفة التضامنية، بمثابة دعوة من الشعب الفلسطيني لإنقاذ حياة أسير يطالب بالحرية والكرامة وإسقاط قانون الاعتقال الإداري الظالم الذي حوله الاحتلال لأداة انتقامية وعقاب جماعي بحق شعبنا".
ودعا قراقع خلال كلمته "العالم الحر إلى التحرّك فوراً لإنقاذ حياة الأسير ماهر الأخرس"، لافتاً إلى أنّ "الأسير الأخرس يصارع الموت، لكنه يتشبّث بالحياة والحرية ومن هذا المنطلق يواصل المعركة ضد الاحتلال".
وأكّد أنّ "الأسير ماهر لا يخوض إضراباً فردياً بقدر ما يسلط الضوء على ملف أصبح سيفاً مسلطاً على رقاب الأسرى ألا وهو ملف الاعتقال الإداري، والأسرى من خلال هذه الإضرابات يوجهون رسالة للعالم بأنّنا نرفض الموات ونرفض القوانين التعسفية الظالمة في دولة الاحتلال".
كما أوضح أنّ "الأسير الأخرس تحوّل معنى ودلالات وجيشٍ كبير، وفتح ملف الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في سجون الاحتلال، والآن في مُخيّم الدهيشة وكل الفعاليات في بيت لحم تقف إلى جانبه، ولن نتركه وحيداً كما يعتقد الاحتلال"، مُضيفاً: "علينا أن ننتصر أكثر لإرادة هذا الأسير البطل، ولا أدرى لماذا هذا التقصير من كافة المؤسسات والقوى تجاه الأسير الأخرس التي يضحي من أجلنا جميعاً".
كما شدّد قراقع على "ضرورة إعادة الهيبة للحركة الأسيرة ومكانتها من خلال فعاليات التضامن الحقيقية والجديّة من أجل الانتصار لحقوقها في وجه السجّان".
من جهته، قال عضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم محمد الجعفري، إنّ "الأسير ماهر الأخرس رقماً جديداً من الأرقام التي أحرجت العام والاحتلال والصليب الأحمر الذي يقتصر دوره على المراسلات والمطالبات الخجولة"، مُضيفاً: "لقد جئنا هنا لنقول للصليب الأحمر يجب أن يكون لك دوراً أكبر مع الأسرى الذين يصارعون الموت يوماً في سجون الاحتلال".
ولفت الجعفري إلى أنّنا "لا ندعو للاعتصام داخل المكاتب حتى لا يكون ذريعة للصليب لإغلاق مكاتبه، ولكن عليهم أن يلعبوا دوراً أكبر لوقف رائحة الموت التي تهب من زنازين الاحتلال"، مُعتبراً أنّ "المطلوب حالياً ضغط سياسي وجماهيري ليعرف الاحتلال أننا لن نتخلى عن أسرانا ومحاربينا الذين يصارعون الموت في كل لحظة".
كما دعا الجعفري "كافة الجماهير إلى الوقوف مع المقاتلين الأشداء الذين يخوضون المعارك داخل السجون، ومن المؤسف أنّ هناك حالة من النوم العميق التي يحياها الشعب الفلسطيني بخصوص الأسرى"، مُتسائلاً: "أين أبناء شعبنا من قضية الأسرى".
وفي ذات الوقفة، أكَّد الأسير المحرّر عمر حسان، وهو من كوادر حركة الجهاد الإسلامي، أنّ "إضراب الأسير ماهر الأخرس يأتي تأكيداً على أنّ الحقوق تنتزع انتزاعاً وإن النصر صبر ساعة".
وأضاف حسّان خلال كلمته، إنّ "الأسير ماهر الأخرس يواصل معركته على هذا السجان الظالم وسينكسر الاعتقال الإداري وسيخرج أسرانا من السجون الظالم أهلها"، مُشدداً على أنّ "الأسير ماهر الأخرس بمعركته المفتوحة بأمعائه الخاوية وحّد الشعب الفلسطيني خلف مطالب الأسرى وحقوقهم. وسنبقى الأوفياء في فلسطين وفي خندقٍ واحد".
وختم كلمته بالقول: أناديكم وأشدّ على أياديكم، يا أبناء شعبنا نحن في خندق واحد وسنبقى في خندق واحد، وهذه هي القوة التي من خلالها نقف في وجه هذا المحتل الذي يقتل أبناءنا ويغتصب مقدساتنا، وحتماً سينتصر الأسير ماهر الأخرس ويعود إلى أهله سالماً غانماً".
ويواصل الأسير ماهر الأخرس (49 عاماً) من جنين، بإضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ 85 على التوالي، رفضاً لاعتقاله الإداري، وسط تدهورٍ شديدٍ في حالته الصحية.
وأكَّد مكتب إعلام الأسرى، اليوم الاثنين 19 أكتوبر/ تشرين الأول، بأنّ "هناك تحذيرات من استشهاد الأسير ماهر الأخرس الذي يقبع في مستشفى كابلان بالداخل الفلسطيني المحتل بوضعٍ صحي خطير جداً".
ويتواجد في سجون الاحتلال 450 معتقلاً إدارياً، وهناك 700 من الأسرى المرضى، عدا عن المئات الذين يرفضون الكشف عن أوضاعهم الصحية، تخوفاً من عملية نقلهم بالبوسطة إلى سجن الرملة، وبالتالي زيادة معاناتهم، إضافة إلى 30 امرأة وفتاة، و350 طفلاً.