يتواصل الرفض الشعبي في السودان منذ أيّام رفضاً لاتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني، والذي تم شفهياً يوم الجمعة بوساطةٍ أمريكية.

السودانيون يواصلون رفضّهم بشتى الطرق تعبيراً عن غضبهم من خيانة القضية المركزية للعرب والمسلمين وهي القضية الفلسطينية، إذ أحرق محتجون قبل أيّام علم الكيان الصهيوني خلال تظاهرة جابت شوارع العاصمة السودانية الخرطوم.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، نُشرت مئات بل آلاف التغريدات الرافضة لهذه الاتفاقية التي وصفها كثيرون بـ"الخيانية"، وأنّ هذا ما جلبه العسكر للسودان عقب ثورةٍ شعبيّة يبدو أنّها خُطفت من العسكر.

أحد المغردين قال عبر حسابه في موقع "توتير"، إنّ "المشكلة في ناس فاكرين إنو إحنا كبلد ضعيف وحالته صعبة حنكوّن علاقة متكافئة مع إسرائيل اللي معروف انها بتغدر بمن تريد وتبقي على من تريد.. احنا تعبنا وقاسينا ظروف صعبة والفلسطينيين واجهوا أسوأ من ذلك، إذا الواحد ما بدو يساعد على الأقل ما يضر الناس ويتفق مع قتلة".

وعلى ذات الوسم الذي غرّد عليه الآلاف وهو "سودانيون ضد التطبيع"، فقد قال د.محمد عبد الكريم، إنّ "إعلان ترامب موافقة البرهان على التطبيع مع الكيان الصهيوني ما هي إلا عربدة انتخابية رخيصة، ببيع الأوهام مع سلطة لا تفويض لها".

وأكَّد عبد الكريم "إنّنا في السودان يأبى علينا ديننا وشيمنا وأخلاقنا وتاريخنا أن نقايض عافيتنا ببلاء المرابطين من أهلنا في فلسطين".

أمَّا حامد الناظر فغرّد قائلاً: "بغض النظر عن أي مصلحة من وراء التطبيع، قضية فلسطين قضية إنسانية في الأساس، تتعلق بحقوق شعب محتل ومهجّر ومضطهد، وباحتلال يمارس أبشع أنواع الفصل العنصري والأبارتهايد في العصر الحديث، فينبغي ألا نكافئ الجلاد ونتجاهل الضحية".

يوم أمس السبت، هاجم تحالف الإجماع الوطني، الذي يضم قوى رئيسية في السودان، قرار الحكومة بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، داعياً إلى "تجميده، وإنّ هذه السلطة الانتقالية تعمّدت انتهاك الوثيقة الدستورية بالمضي خطوات في تجاه التطبيع".

وقال إنّ "تجاوز الوثيقة الدستورية فيما حددته من صلاحيات وسلطات، لأي من المجلسين، وتغول السيادي على سلطات الوزاري، والتقرير منفرداً في مسائل مختلف عليها، ليس بالأمر الجديد"، مُعتبراً أنّ "ما تم تجاهلاً للرأي العام وللموقف الشعبي واستخفافاً به، ونرى أن شعبنا، الذي يتم عزله وتهميشه، بطريقة منهجية، عبر الصفقات السرية، غير ملزم بما ينتهي إليه التطبيعيون من اتفاقيات".

وجدّد التحالف "الدعوة للإسراع في تكوين المجلس التشريعي، كجهةٍ رقابيةٍ وتشريعيةٍ، معنية بالتقرير في كافة القضايا التي نصت عليها الوثيقة الدستورية"، لافتاً إلى "خطورة نهج تحدي الإرادة الشعبية وتوجهاتها"، وحث السلطات على "الاستماع قبل فوات الأوان لصوت الشارع السوداني وأن تشرع فوراً، في التصحيح، ابتداءً، من تجميد أي خطوات للتطبيع مع إسرائيل".

كما أكَّد الحزب الشيوعي السودان ي، مساء أمس السبت، على "موقفه الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري الذي جرى بطريقة مراوغة فضلاً عن الابتزاز الذي تم".

 

دعوات للنزول للشارع واسقاط التطبيع

أيضاً، دعا حزب المؤتمر الشعبي في السودان، أمس السبت، للنزول إلى الشارع لإسقاط قرار التطبيع مع "إسرائيل".

ودعا الحزب في بيانٍ له، كافة "الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية والفئوية والشعبية وسائر قطاعات المجتمع للاصطفاف ضد الموقف المتخاذل من السلطة الانتقالية في البلاد، والنزول إلى الشارع لإسقاط قرار التطبيع مع إسرائيل، وعلى كافة القوى الشعبية تكوين جبهة شعبية عريضة لمناهضة التطبيع مع إسرائيل".

وطالب الحزب "الحكومة التنفيذية ومجلس السيادة (وهما جناحا السلطة الانتقالية في السودان) بالتراجع عنه، وعدم المضي في إقامة أي علاقات مع دولة الكيان الصهيوني المغتصب، وأن يترك أي قرار في القضايا المصيرية للحكومة المنتخبة شرعياً مع جموع الشعب السوداني، وليس من حكومة تسيرها السفارات والمنظمات الأجنبية".

واتفق الكيان الصهيوني مع السودان على تطبيع العلاقات بالتزامن مع الإعلان عن توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرسوماً برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

كما توسطت الولايات المتحدة في الاتفاق بين الطرفين، ليصبح السودان خامس بلد عربي يقيم علاقات مع الكيان، وثالث بلد عربي يلتحق بقطاع التطبيع معها في غضون شهرين.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد