ندد الناطق باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، "بشدة" بزيارة بومبيو والقرار الأمريكي باعتبار صادرات مستوطنات الضفة الغربية على أنها "صناعة إسرائيلية".
يأتي ذلك بالتزامن مع لقاء أجرته السلطة الفلسطينية، مع الاحتلال الصهيوني، هو الأول منذ استئناف العلاقات بين الطرفين.
وأشار أبو ردينة في بيان إلى "أن هذا القرار هو تحد سافر لكافة قرارات الشرعية الدولية، مضيفاً: "هذه الخطوة الأمريكية لن تضفي الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية التي ستزول عاجلاً أم آجلاً".
ودعا المجتمع الدولي وتحديداً مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته وتنفيذ قرارته وخصوصاً القرار الأخير 2334 الذي جاء بموافقة الإدارة الأمريكية السابقة .
وبالتزامن مع تلك التصريحات، التقى مسؤولون صهاينة وفلسطينيّون، أمس الخميس، في رام الله، في أول اجتماع من نوعه منذ أشهر، بعد إعلان السلطة استئناف العلاقات مع الاحتلال.
وشارك في الاجتماع رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، ومنسّق نشاطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينيّة، كميل أبو ركن.
وقال الشيخ في حسابه على "تويتر" أنه أجرى لقاءً مع الجانب الصهيوني "تم التأكيد فيه على أن الاتفاقيات الموقّعة بين الطرفين والتي أساسها الشرعية الدولية هي ما يحكم هذه العلاقة"، مشيراً إلى أنه "تم الاتفاق على تحويل كل المستحقات المالية للسلطة ورفضنا لسياسة الاستيطان وهدم البيوت ومصادرة الأراضي. وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر".
يذكر أن الشيخ أعلن الثلاثاء الماضي عودة "مسار العلاقة مع إسرائيل كما كان"، ذاكراً أنه "على ضوء الاتصالات الدولية التي قام بها الرئيس بشأن التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة معها، فإنه سوف يتم إعادة مسار العلاقة مع إسرائيل كما كان عليه الحال"، على الرغم من الرفض والاستنكار الفلسطيني الفصائلي والشعبي الواسع.
بومبيو في زيارة غير مسبوقة
وأجرى وزير خارجية الولايات المتحدة، مايك بومبيو، أمس الخميس، إلى مستوطنة "بساغوت" في رام الله، وانتقل بعدها إلى مرتفعات الجولان السوري المحتلة، في جولة غير مسبوقة لوزير خارجية أمريكي.
وقال بومبيو، في زيارته التي خصصها إلى مصنع "بساغوت" للنبيذ، أطلق أحد أصحابه على نبيذه اسم "بومبيو"، إن الولايات المتحدة ستسمح بدخول البضائع المُنتجة في المستوطنات باعتبارها "صُنعت في إسرائيل"، وفق زعمه.
ويُصنِف المصنع نبيذه على أنه "صنع في إسرائيل"، على الرغم من أنه تم إنشائه على أرض صُودرت من الفلسطينيين.
وخلال الزيارة، نشر بومبيو تغريدة مرفقة بثلاث صور، قبل أن يقوم بحذف إحداها لاحقاً، حينما عرف أنها صورة لقرية مخماس الفلسطينية القريبة.
(تغريدة بومبيو قبل وبعد حذف صورة لقرية مخامس)
وكشفت شبكة CNN الأمريكية أن زيارة بومبيو لمصنع النبيذ شجعه عليها زعيم إنجيلي من ولاية أيوا الأمريكية.
وقال الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة "زعيم العائلة" المحافظة، بوب فاندر بلاتس: "أعتقد أنه أمر رائع أنه يفعل ذلك"، مشيراً إلى أن الزيارة تسلط الضوء على بومبيو، الذي يضع عينيه على الترشح للرئاسة في عام 2024، كحليف للمسيحيين الإنجيليين.
وكان بومبيو أعلن رفضه الرأي القانوني للخارجية الأمريكية الصادر عام 1978، والذي اعتبر المستوطنات "غير متوافقة مع القانون الدولي".
بومبيو: "الجولان جزء من إسرائيل"
وفي سياق متصل، زار بومبيو الجولان السوري المحتل، في جولة غير مسبوقة لدبلوماسي رفيع من واشنطن.
وزعم في تصريح صحفي مرتفعات الجولان "جزء من إسرائيل وجزء رئيسي من إسرائيل"، مضيفاً: "لا يمكن الوقوف هنا (في الجولان) والتحديق عبر الحدود، وإنكار أمر أساسي يكمن في أن الرئيس الأمريكي (دونالد) ترامب اعترف بأن هذا الجزء من إسرائيل".
وتابع:"الولايات المتحدة لها الحق وأن إسرائيل لها الحق وأن لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها في سيادتها الخاصة، وأن أمريكا وإدارة ترامب ستواصلان بذل كل ما في وسعنا للتأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للقيام بذلك. سنحترم حقك في الدفاع عن شعبك".
يذكر أن ترامب "اعترف" رسمياً بسيادة الاحتلال الصهيوني على الجولان المحتل في 25 آذار/مارس عام 2019.
واحتل الكيان الصهيوني مرتفعات الجولان عام 1967، وفي 1981 أقر الكنيست قانون ضمها إلى كيان الاحتلال، لكن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع المنطقة على أنها أراض سورية محتلة.