دعت اللجنة الشعبية في مُخيّم بلاطة للاجئين في نابلس، مساء أمس الثلاثاء 8 ديسمبر/ كانون الأول، إلى   معالجة الأحداث التي تحتاج لإعادة صياغة بما يحقق تطبيق القانون بآليات تمنع ازدياد حدة التوتر داخل المُخيّم وتخفض من حالة الاحتقان الدائرة، للوصول إلى حلول شاملة، وبذل جهود لضمان تعزيز السلم الأهلي بإنهاء مسببات الخلافات بكافة أشكالها.

وقالت اللجنة في بيانٍ لها، إنّ ما جرى من أحداث مؤسفة داخل المُخيّم خلال الشهر الماضي وما نتج عنها من تداعيات ألقت بظلالها على كافة أرجاء المُخيّم وأثّرت على سير الحياة الطبيعة فيه، وما كان من اللجنة الشعبية للخدمات سوى السعي الجاد لنزع فتيل الأزمة بكافة السبل.

 

وعبَّرت اللجنة عن استهجانها لعدم تجاوب قادة الأجهزة الأمنية رغم التواصل معهم فور وقوع الأحداث، وعدم تواصل كافة الجهات الرسمية حتى بعد الأحداث المؤسفة التي طالت مقر اللجنة الشعبية ومكتب حركة فتح في مخيم بلاطة، معتبرة أنّ ما جرى من هجوم على مقر اللجنة الشعبية لخدمات مُخيّم بلاطة ومكتب تنظيم حركة فتح، عملاً مستهجناً ومرفوضاً يأتي ضمن تعطيل جهود اللجنة في متابعة حيثيات الأحداث في المُخيّم، على حد تعبيرها.

ودعت اللجنة كافة الأطراف المتنازعة إلى الاحتكام للقانون والعشائر لحصول كل ذي حق على حقه وعدم تعريض الأمن والسلم الأهلي لمزيد من التردي والدخول في نفق معتم لا تُعلم نهايته، مضيفة أن المؤشرات على أرض الواقع لا تخدم أحد بما يجري من احتكاكات يوميّة وما يصاحبها من إغلاقات للشوارع العامة وإشعال الإطارات وإلقاء الحجارة من قبل الشبان ومقابلتها بإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية من قبل  قوى الأمن مما يؤثر على الصحة العامة للمرضى والأطفال وكبار السن في ظل انتشار وباء "كورونا".

وشدّدت على أنّ ما يتساوق مع الجهود الرامية لتثبيت حالة الأمن والسلم الأهلي في المُخيّم هو انتهاج سياسة أمنية واجتماعية واقتصادية عادلة في معالجة الأحداث، مُؤكدةً أنّ سير الحياة اليومية بشكل اعتيادي هو مطلب مجتمعي وحق لجميع أهلنا في المُخيّم لا يسمح لأحد بتجاوزه ومصادرة الحقوق العامة.

وكانت مصادر محلية قد أفادت أول أمس الاثنين بأنّ مجموعة من المجهولين قاموا بإحراق مقر حركة فتح في مُخيّم بلاطة، لكنّ عضو اللجنة الشعبيّة في مُخيّم بلاطة إبراهيم صقر، قال إن  "ما جرى احراقه داخل المُخيّم من قِبل مجهولين هو مبنى مهجور من فترة طويلة وليس كما يُشاع".

ويأتي الحدث يأتي في سياق التوتر المُستمر في المُخيّم ومحل الاشكال الحاصل داخل المُخيّم.

وسادت يوم الأحد حالة من التوتر في مُخيّم بلاطة عقب اقتحام الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينيّة لأحد المنازل في المُخيّم، إذ أفادت مصادر محلية، بأنّ قوّة من الأجهزة الأمنية بزي مدني داهمت أحد المنازل بحجة اعتقال أحد المطلوبين داخل المُخيّم.

يُشار إلى أنّ المُخيّم شهد خلال شهر نوفمبر الماضي، عدّة مواجهات عنيفة مع الأجهزة الأمنية عقب مقتل الشاب حاتم أبو رزق خلال اشتباكات مسلّحة داخلية.

وفي تقريرٍ سابق نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" سلّط الضوء على هذه الظاهرة، أكَّد خلاله رئيس مركز يافا الثقافي في مُخيّم بلاطة تيسير نصر الله، أنّ "المُستفيد الأكبر من إشعال المُخيّمات هو الاحتلال، وما يجري تشويه لتاريخ المُخيّمات وتاريخ اللجوء وإبعاد الناس عن القضية المركزيّة التي على أساسها بدأ الصراع "الفلسطيني – الإسرائيلي" والذي يمثّل عودة اللاجئين".

ويُعتبر مُخيّم بلاطة للاجئين الفلسطينيين الذي يقع في المنطقة الشرقية من نابلس، من أكبر مُخيّمات الضفة المُحتلّة من حيث عدد السكان، حيث تجاوز عددهم (23) ألف لاجئ مُسجّل لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، يعيشون على مساحة قرابة ربع كيلو متر مربع، وكثافة سكانية خانقة، انعكست وظروف أخرى على مناحي حياة الأهالي في المُخيّم.

متابعات - الضفة الغربية المحتلة

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد