يشهد مخيّم النيرب للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب شمالي سوريا، أزمة مواصلات حادّة، بسبب توقف معظم وسائل النقل العاملة على خطّ المخيّم، جرّاء أزمة المحروقات، الأمر الذي انعكس على الموظفين وطلبة الجامعات بشكل كبير، حسبما أفادت شكاوى رصدها "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
ونقل اللاجئ "أبو هشام دعاس" لموقعنا، أنّ أزمة المواصلات التي يشهدها المخيّم هي الأكثر حدّة منذ بدء الأزمة في سوريا، ولم يشهد لها المخيّم مثيلاً حتّى في ظل الوضع الأمني المتوتّر خلال السنوات السابقة، وفق قوله.
وأوضح، أنّ معظم مالكي "الميكرو باصات" العاملين على خط المخيّم، قد توقفوا عن العمل بسبب شحّ مادة المازوت، وغلاء أسعارها في السوق السوداء، وعدم كفاية مخصصات المازوت المدعوم الذي يُباع للسائقين، بينما بلغ سعر لتر المازوت الحر 700 ليرة سوريّة، وهو ما يعجز معظم السائقين عن تأمينه.
ولفت إلى أنّ الأزمة قد تفاقمت اثر قرار الحكومة السوريّة قبل أشهر، برفع سعر المازوت الصناعي الذي يُباع للمعامل والمؤسسات، الأمر الذي انعش تجارة السوق السوداء، حيث باتت المخصصات المدعومة التي يباع اللتر الواحد منها بـ 180 ليرة، تجد طريقها للشركات والورش والمصانع بأسعار 650 إلى 700 ليرة، وسط غياب الرقابة والمحاسبة، حسما أضاف.
ونشرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المعنية بنقل أخبار المخيّم، صور تظهر تجمّع أعداد كبيرة من الموظفين وطلاب الجامعات في وقت متأخّر من الليل، في انتظار وسيلة نقل تقلّهم إلى المخيّم.
يأتي ذلك، في ظل مناشدات للجهات الحكوميّة المعنيّة، والجهات التي تسيطر أمنيّاً على المخيّم ولا سيما "لواء القدس" بالتدخّل من أجل توفير حافلات للنقل العام، وخصوصاً للطلبة والموظفين، في ظل انعدام البدائل عن وسائط النقل المعمول بها، والتي توقّفت بشكل واسع عن العمل وسط ترجيحات بمزيد من التفاقم خلال الأسابيع المقبلة.
وتُضاف هذه الأزمة، إلى سلسلة أزمات يعاني منها أهالي مخيّم النيرب الذي يفوق عدد سكانه 40 الف لاجئ، سواء على الصعيد المعيشي أم الخدمي، حيث الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، بسبب تقادم التمديدات وعدم خضوعه لعمليات تأهيل وصيانة منذ زمن طويل، إضافة إلى مشاكل مزمنة في مجاري الصرف الصحّي ما يعرضه لفياضات متكررة خلال مواسم الشتاء، فضلاً عن أزمات توفير الغاز المنزلي والخبز بسبب غلاء الأسعار.