نظّمت اللجنة الشعبية للاجئين في مُخيّم الشاطئ، يوم أمس الأربعاء 23 ديسمبر/ كانون الأوّل، وقفة شعبيّة احتجاجيّة ورافضة لسياسة تقليصات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ""أونروا"، أمام عيادة الرمال (السويدي) التابعة لوكالة الغوث.
وخلال الوقفة التي حضرها حشدٌ واسع من اللاجئين والشخصيات الاعتبارية، أكَّد رائد نجم نائب رئيس اللجنة الشعبيّة، أنّ حقوق اللاجئين الفلسطينيين حقوق مشروعة كفلتها الأعراف والقوانين الدُولية كافة، حقه في التعليم وحقه في التطبيب وحقه في المسكن والعمل والغذاء حتى عودته إلى دياره، وهذا واجب من واجبات ومهمات وكالة "أونروا"، التي أُسست منذ النكبة لتكون سنداً وداعماً حقيقياً لهؤلاء اللاجئين.
وأشار نجم إلى أنّ إدارة "أونروا" في قطاع غزة تأبى إلّا أنّ تواصل سياستها الظالمة والمجحفة بحق اللاجئين، هذه السياسة الممنهجة التي تتضح يوماً بعد يوم متمثلة في مواصلة تقليصاتها لخدماتها، مما يفاقم من أزمة الفقر والبطالة وإيجاد مجتمع لاجئين لا يملك أدنى مقومات الصمود، وفي هذا الوقت الراهن الحسّاس والصعب، أصدر مدير عمليات الوكالة إضافة إلى قرار المفوض العام لأونروا بتأجيل رواتب موظفي الوكالة، أصدر قراراً بتوحيد السلة الغذائيّة المقدّمة للفقراء في غزة بحيث يتم اعتماد السلة الغذائية حسب تصنيف الفقر المدقع فقط المعروفة بالبيضاء، الأمر الذي يجحف بحق اللاجئ المصنف بالفقر المطلق، فضلاً عن أن واقع الفقر في ظل أزمة كورونا قد ازداد بشكلٍ كبير، وهذا يؤدي إلى تكريس واقع الفقر بين جموع اللاجئين.
ولفت نجم أيضاً إلى أنّ العمل وفق هذه الآلية له أبعاد خطيرة تؤثّر على قضية اللاجئين برمتها وعلى الجوانب السياسيّة منها، كون الإدارة الحالية تعمل وفق أجندة محددة مسبقاً؛ تهدف إلى إنهاء عملية توزيع الغذاء من مراكز التوزيع لإخفاء مشاهد اللاجئين الذين يتسلمون المساعدات التي تذكّر بالنكبة.
كما شدّد على أنّ العمل بهذا النظام الجديد سيكون له آثاراً كارثيّة منها: إلغاء الزيارات المنزلية للأسر، وإلغاء مجموعة من الوظائف للعاملين على مسح الأسر والقائمين على التوزيع الذين يعملون في هذا المجال منذ سنوات، وسوف يتم قطع المساعدات الغذائية عن الأسر التي لديها مصدر دخل ثابت وهذه الفئة تشمل (موظفي الحكومة وموظفي المؤسسات كافة)، مشيراً إلى أنّ العديد من اللاجئين سيضطرون إلى إيقاف تعليم أبنائهم في المدارس والجامعات وازدياد عمالة الأطفال.
وحذَّر نجم من أنّه أمام كل هذه المعطيات الخطيرة، فإننا في اللجان الشعبية للاجئين بمُخيّمات قطاع غزّة، سنقف وقفة جادة وحازمة أمام أيّة محاولات لتمرير تقليصات جديدة وقرارات جديدة مُجحفة من شأنها تقويض وسلب حقوق اللاجئين الفلسطينيين، حتى عودة إدارة "أونروا" عن هذه القرارات، والوقوف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني ودعم صموده حتى عودته إلى دياره التي هجر منها.
وفي نهاية الوقفة، تم تسليم رسالة احتجاج إلى رئيس منطقة غزة بوكالة "أونروا" تسلّمها عنه نائبه مروان ياغي.
وعلى مدار الشهور الماضية، نُظّمت العديد من الوقفات الاحتجاجية في مُخيّمات قطاع غزّة كافة، رفضاً لسياسات "أونروا" تجاه اللاجئين في المُخيّمات، خصوصاً مع حديث الوكالة عن نيتها توحيد "الكابونة" الغذائية مطلع العام القادم 2021، ما قوبل برفضٍ واستنكارٍ شديدين من اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة.