سُجّلت في مدينة صور جنوبي لبنان، 7 حالات إصابة جديدة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين بفايروس " كورونا" حسبما جاء في بيان "وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور" الذي يرصد الإصابات في الـ 24 ساعة الأخيرة.
ويرتفع بذلك، عدد الإصابات في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في قضاء صور، إلى 865 حالة مثبتة مخبرياً منذ بدء الجائحة، بسحب الأرقام الواردة في البيان، فيما يبدو أنّ عدم الالتزام بالإجراءات الوقائيّة هو العامل الأبرز في ارتفاع الأعداد، مع تباين ملحوظ في نسب الالتزام بين مخيّم وآخر كما رصد " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في مخيمي البص والرشيدية.
الواقع داخل المخيّم يسير وكأنّه لا يوجد وباء
ارتفاع كبير في أعداد الإصابات في مخيّمات صور، ناتج عن عدم التزام بإجراءات الوقاية، ولحالة الوعي المتدنيّة بخطورة الوباء، وهو الحال في مخيّم البص للاجئين الفلسطينيين في المدينة، حيث لا تتجاوز نسبة الالتزام من 15 إلى 20 % حسبما أفاد الناشط والإعلامي محمد عبد الرازق لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وقال عبد الرازق: إنّ نسبة ارتفاع كبيرة في الإصابات يسجّلها المخيّم، حيث لا يخلو يوم دون اكتشاف من 3 إلى خمس إصابات، عدا عن أيّام يكون فيها المعدّل انفجارّياً بسبب عدم الالتزام.
وأوضح عبد الرازق، أنّه خلال الأسابيع الأخيرة، سُجّل في يوم واحد فقط 20 إصابة، و17 إصابة، وذلك بسبب التجمعات في المقاهي والمطاعم، وإقامة حفلات الأعراس.
ونقل عبد الرازق انتقادات من داخل المخيّم، لعدم التزام الأهالي بالإرشادات والتوجيهات سواء التي تطلقها وحدة الأزمة في المخيّم، أو التي تحث عليها الجهات والناشطون، مشيراً إلى أنّ الواقع داخل المخيّم يسير وكأنّه لا يوجد وباء، من حيث افتتاح المقاهي واستمرار تقديم النراجيل، واستمرار التجمعات في الشوارع والمساجد وملاعب كرة القدم، وعدم التزام الأهالي بوضع الكمامات والتزام التباعد الاجتماعي.
كما انتقد ناشطون في المخيّم، تقاعس القوى الأمنية عن القيام بواجباتها لجهة فرض الإجراءات الوقائيّة.
في مخيّم الرشيدية الوضع تحت السيطرة
أمّا في مخيّم الرشيدية وهو من المخيمات الكبرى في مدينة صور، بدا الوضع أكثر انضباطاً، بحسب تأكيد أمين سر اللجنة الداخلية في المخيّم أحمد أبو الذهب " أبو ابراهيم" لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وقال أبو الذهب، إنّ الوضع داخل مخيّم الرشيدية تحت السيطرة، من جهة الأخذ بكافة الإجراءات الوقائيّة، والتنسيق المستمر مع مسؤول ملف الطبابة لدى وكالة " أونروا" الدكتور حمد حيدر، من حيث متابعة الحالات واتخاذ كامل الإجراءات تجاه الحالات المُصابة التي يجري اكتشافها.
ولفت أبو الذهب إلى أنّ إجمالي الإصابات في مخيم الرشيدية منذ بدء الجائحة قارب 135 حالة، مشيراً إلى أنّ معدّل الإصابات اليومي يتراوح بين 3 إلى خمس إصابات، يجري التعامل معها وفق الأصول الإجرائيّة المتبعّة.
وحول الالتزام الأهلي بالإجراءات الوقائيّة في مخيّم الرشيدية، لفت أبو الذهب إلى أنّ الوضع جيد في المخيّم من ناحية الالتزام، مشيراً إلى أنّ كافة أماكن التجمعات كقاعات الأفراح والقاعات العامّة مقفلة أمام المناسبات الاجتماعية ومجالس العزاء.
ونوّه ابو الذهب، إلى دور حملات التوعية التي تقيمها "أونروا" ومنظمات المجتمع المدني والهلال الأحمر، حيث أنّها أثمرت تجاوباً بين الأهالي من ناحية التزام الكمامات والتباعد، كما أشار إلى جملة إجراءات تتم بالتنسيق مع وكالة " أونروا" والهلال الأحمر الفلسطيني، ومن ضمنها حملات التعقيم التي شملت رشّ السيارات بالمواد المعقّمة عبر مضخات مخصصة لذلك.
وناشد أبو الذهب، كافة أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات، بالالتزام بالإجراءات والتباعد وعدم التجمع، مشيراً إلى ما حصل قبل أيّام في مخيّم البداوي شمال البنان، حيث تجمّعت أعداد كبيرة في ملعب كرة قدم، داعياً إلى عدم تكرار المشهد بأيّ مخيّم، "للحفاظ على عائلاتنا وأطفالنا".
وكان مسؤول اللجان الأهلية في مخيمات وتجمعات مدينة صور، أبو هشام الشولي، قد أكّد في حديث سابق مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن السبب الرئيسي في ارتفاع أعداد الإصابات في مخيمات صور، يعود إلى عدم التزام الأهالي بالإجراءات الوقائية، مشيراً إلى أن هناك تفلتاً كبيراً وعدم استجابة لأي من الدعوات التي تصدر يومياً حول أهمية تطبيق إجراءات الحماية من الفيروس.
وقال:إن جميع الجهود المبذولة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والفصائل واللجان الشعبية لم تفلح في الوصول بالناس إلى حد الشعور بالخطر.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قد أعلنت أنّ عدد الإصابات التراكمي في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قد بلغ 3801 حالة، حتّى تاريخ 6 كانون الأوّل/ يناير 2021، بينهم 400 حالة نشطة.