نشاط الشباب الفلسطيني في أوروبا يصطدم بتحديات الواقع والتفكك المؤسساتي

الجمعة 22 يناير 2021

اعداد: علاء سليم و غسان حسين / ضمن ورشة تدريب صحفي لشبّان مبتدئين

طالما كان الشباب هم العنصر الأساسي في التغيير والثورات، والشباب الفلسطيني في قلب هذه القاعدة، والذي أثبت أنّه شريحة فاعلة رغم ماعاناته منذ عام 1948 على يد الاحتلال الصهيوني، وخلال فترة شتاتهم وما تلقته على يد الأنظمة الاستبدادية وخصوصاً في دول الطوق.

"كل الناس لهم وطن يعيشون فيه إلا نحن لنا وطن يعيش فينا" مقولة فلسطينية شائعة قد تعكس واقع حال الشباب الفلسطيني، الذي طالما كانت قضيته بوصلته الأولى، ولا يرضى الاستسلام، ولا يرضى بالأمر الواقع،  ولكن في وقتنا الحالي،  تأتي ظروف استثنائية تجعل الأمر أصعب على الشريحة الشّابة، وذلك لأسباب داخلية فلسطينية، وأخرى خارجية.

ولعل الفلسطيني خلال فترة لجوئه المستمرة، لم يكن بمعزل عن المحيط الاجتماعي من حوله، وكان دائم الوقوف مع تطلعات جميع الشعوب بالحرية والعيش الكريم، وعانى مثلها تحت الاستبداد، وشاءت الظروف أن يتشتت مرة أخرى، ولكن، في قلبه وروحه الكثير من الأسى الذي حمله معه من سطوة الطغاة في البلاد العربية، وسطوة الاحتلال في فلسطين، وعندما وجد هذا الشباب نفسه في واقع آخر، اصطدم بمفرداته أو بسماته الغريبة، وبدأ بخوض تجربته الجديدة في العمل السياسي، ليكتشف صعوبات الواقع الجديد.

من الحرب المكانية والنفسية إلى الاستقرار المكاني فقط

"ثائر" شاب فلسطيني ثلاثيني، من مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا، نشأ وترعرع في عائلة عرفت بنضالها في مخيّم صغير المساحة، ولكنّه واسع الحياة.

انخرط  "ثائر"  في العمل السياسي قبل التحاقه بالجامعة، وكان ناشطاً مدنياً خلال الحرب. يقول: إنّ  العمل السياسي والنشاط الفكري هو ردة الفعل، التي يستعيد بها، جزءاً من إنسانية فقدها الناس في ظل حكم ديكتاتوري يقمع أبناء البلد قبل اللاجئ الفلسطيني بطبيعة الحال، وعلى الرغم من ذلك كانت هذه المخاطرة لها طعم الحرية،  في روح وُلدت بصفة لاجئ ومازالت تمارس اللجوء.

وبقي  "ثائر" ناشطاً مدنياً في المخيم حتى 2016، ولكن سني الحرب الطويلة ومشاهد القتل والجوع استنزفت كثيرا من طاقته فكان الخروج من المخيم هو السبيل الوحيد للحفاظ على حياته، بعد أن أصبحت مهددة بشكل مباشر من جميع الأطراف المتنازعة داخل وخارج المخيم،  ليضطر بعدها بذات العام،  للجوء الى ألمانيا، بعد ما عايشه وأصابه مثل الكثير من الفلسطينيين والسوريين في سوريا.

لم يأت إلى ألمانيا لأنه اختار ذلك ووقع الشتات الثاني كبير

لم يأت إلى ألمانيا لأنه اختار ذلك ولكن الظروف تكون أحيانا أقوى من الإرادة.  يقول "ثائر": إنّه جاء إلى هذه البلاد منهكاً، يحاول ترميم ما تضرر في روحه وعقله، إلّا أنّ الشتات الثاني الذي أصابه وأصاب الفلسطيين، كان وقعه كبيراً وخيبته أكبر، خصوصاً لجيل الذي لم يعايش الشتات الأول،  ولكنه نشأ على قصص الكبار،  والتي أصبحت جزءً أصيلاً  من ذاكرة لم يعشها.

ظروف نفسية عميقة الأثر، تُلاحظ في شخص "ثائر" فجميع أفراد  عائلته وأقاربه، وأصدقائه، كلٌ في بلد وفي مكان مختلف، وكأنّ روحه  تقسمت على كل القارات والمعنى أصبح مجزّءاً .

يقول ثائر: "نعم أنا الآن في بلد آمن ومستقر لكنه هذا فقط مكانياً، فالصراع النفسي والبُعد والشتات ما زالوا يكبرون ويعصرون قلبي"، هكذا عبرّ عن حاله وضعفه وفي عينيه لمعة حنين وشوق، وبعض الأمل،  وكأنّ حالته تجسيدٌ لقول سعد الله ونوس "إننا محكومون بالأمل".

واقع جديد بارد يصدم الأحلام

"اصطدمت بالواقع الجديد وبسني العمر التي تمر كأنها أيام" يقول "حسام" الذي قدم إلى  ألمانيا من سوريا، منذ عام 2017،  ويتابع: جئت الى أوروبا بعد مرحلة من التنقل المستمر، امتدت ثلاث سنوات بين بلدان عربية عدة، لم أستطع البقاء بأي منها فقط لأني فلسطيني- سوري،  وفي حال استطاع أحد البقاء في هذه البلدان، فإنه غير مرغوب به في أغلب الأوقات، ولا يمكنه القيام بفعل ذو إنتاجية.

ويضيف: "كانت حقيقة انتقالي إلى دول بعيدة ومختلفة كلياً عني، خيار مفروض، لأبدأ مجدداً بعد فقدان كل شيء"  ولكن الواقع ليس بالسهل كما القول، يضيف حسام تعلمت اللغة الألمانية في مدة قياسية مقارنة بكثيرين من أقراني، ولكن هذا لا يكفي للانطلاق بسهولة، فما زال علٌي أن أعمل لأتمكن من إحضار زوجتي التي بقيت في مصر إلى هنا.

يتابع: أنا هنا منذ ما يقارب أربعة أعوام،  ولا أفعل شيئاً سوى البحث عن عمل ثابت أو العمل في وظائف مختلفة، وغالباً بشكل مؤقت، لكي يصبح بمقدوري إحضار زوجتي، والبدء بتكوين عائلة صغيرة، تعوضني بجزء صغير عمّا أخذته الحرب مني.

بالنسبة لحسام، الحياة الاجتماعية في أوروبا أكثر بروداً مما اعتاد عليه في مجتمعه بسوريا، وعلى الرغم من اتقانه اللغة، ما يزال يجد صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية، لذا فإن الابتعاد والعزلة برأيه يشكلات منطقة آمنة لكثير من المهاجرين واللاجئين.

والحال هذه، كيف لثائر وحسام وسواهما، أن يمارسوا النشاط السياسي في ظل هكذا واقع؟ وما هي جملة التحديات التي واجهتهما وأعاقت توجهاتهما للانخراط في العمل السياسي الوطني الفلسطيني، المطلوب بقوة من الشباب الفلسطيني في المرحلة الراهنة؟ ومن إجاباتهما ظهر الكثير.

تجاذبات وتفككات فلسطينية سلبيّة الأثر

رغم البعد الجغرافي، لا يختلف الأمر كثيراً في الساحة الاوروبية من ناحية تعدد الانتماءات الفكرية والتوجهات السياسية والتناحرات والتجاذبات، مقارنةً بأماكن وجود الشعب الفلسطيني، داخل فلسطين، ومخيمات الشتات، حيث يمكن للمتابع وبشكل جلي رؤية أثر هذه التجاذبات السياسية والمنهجية، على النشاط السياسي في أوروبا، وهو ما اكتشفه كلّ من حسام وثائر وغيرهما من الشباب الذين همّوا للخوض في العمل السياسي في أوروبا.

تاريخياً، يمكن الملاحظة أنّ الساحة الأوروبية كانت ذات مجال واسع للنشاط والعمل السياسي الفلسطيني، كما أنها كانت رافداً وطنياً نشيطاً في المراحل المفصلية في تاريخ الثورة الفلسطينية، خاصة على المستويين الشبابي والطلابي،  من خلال تجربة اتحادي الطلبة والعمال الفلسطينيين، وكانت ذات فعاليةٍ كبيرةٍ خلال السبعينياتمن القرن الماضي، مروراً بمراحل الثورة الفلسطينية في لبنان، ومن ثم الانتفاضة الأولى في الداخل، وامتد هذا النشاط حتى توقيع اتفاق"أوسلو"،  الذي تفشى أثره السلبي في ساحات وجود الفلسطينيين كافة، ولوحظ أثره لاحقاً على الوعي الشعبي الأوربي بالقضية الفلسطينية، لاسيما وأنه تزامن مع انهيار المنظومة الاشتراكية حليفة القضية الفلسطينية، إن صح القول.

الفئوية في العمل الوطني عامل طارد للشباب الفلسطيني في أوروبا

ولعل ما يلمسه الشباب الفلسطيني في أوروبيا حالياً، من تشابه في الواقع الفلسطيني بين ما هو عليه في شتاتهم الثاني، وبين ما كان عليه، خلال وجودهم في مخيّمات الشتات بسوريا، ساهم في حسر الرؤية لمعظمهم، حتّى للمجتمع الأوروبي المتعدد وواسع الحريات، حيث لا وجود لعمل وطني فلسطيني يتناسب مع هذه الحريات والتعددية، وهو ما انعكس على الترابط في العمل الوطني بين مختلف التوجهات السياسية والفكرية، إضافة إلى أنّ الأمراض الفئوية التي تعتري العمل المؤسساتي الفلسطيني، تؤثر سلباً على الفعاليات الوطنية، وتضعف المشاركة الشبابية فيها، فصارت تلك المؤسسات طاردة للشباب.

نمطية الفعاليات الفلسطينية وتشتتها

كما أن الأشكال النمطية المكررة للفعاليات الوطنية الفلسطينية في أوروبا، والتي تختلف عمّا اعتاد عليه الشباب في أماكن نشأتهم، تحدّ من اندفاعهم للمشاركة فيها، ولعل ضعف التواصل بين هؤلاء الشباب، وبين القائمين على المؤسسات الوطنية الموجودة قديماً، قد لا يساعد أيضاً على إحداث تغييرات جديدة، تلبي طموح الشباب في تطوير العمل الوطني، وأيضا وعلى الرغم من أهمية التنوع الفكري، إلاّ أنّ طغيان الخط الفكري والسياسي الواحد على كل مؤسسة، يؤثر سلباً على دفع الشباب للانخراط في هذه المؤسسات، و المشاركة الجادة في صناعة القرار، ما يشكل بدوره عامل ضعف إضافي في روح العمل الشبابي.

الإعلام الأوروبي يسخر من واقع تشتت الفعاليات الفلسطينية

ومن الأمثلة التي يرويها أحد الشبّان الفلسطينيين المقيمين في مدينة برلين الألمانية حديثاً، حيث يبلغ عدد الفلسطينيين فيها نحو 80 ألفاً، فيقول: إن تعدد وتشتت الفعاليات الفلسطينية في هذه المدينة المتنوعة ثقافيا وفكريا وديموغرافيا، هي مثال حي على حالة التشتت المؤسساتي والاجتماعي، حيث من غير المستغرب، إقامة عدة أنشطة في يوم واحد بنفس الهدف مع وجود تفكك واضح للمشاركة الجماهيرية، وكثيراً ما  يشير الإعلام الألماني بطريقة لا تخلو من السخرية إلى هذا الواقع المقيت، وهذا ما يؤثر على الاهتمام الأوروبي بهذه الفعاليات.

رغم وجود مجموعات متنوعة للدفاع عن فلسطين إلا أنّ أغلبها يتكون فقط من ناشطين ألمان متقدمين في العمر

ويُلاحظ أنّ بعض الساحات التي يوجد فيها فلسطينيون كثر، تقتصر فيها الفعاليات على المتضامنين الأجانب، ولا تخلو محاولات الشباب الفلسطيني للمشاركة معهم من صعوبات مزمنة.

 يقول  شاب فلسطيني آخر يعيش في "شتوتغات": على الرغم من وجود مجموعات متنوعة للدفاع عن فلسطين، الا أنّ أغلبها يتكون فقط من ناشطين ألمان متقدمين في العمر، وقد تخلو من المشاركة الفلسطينية عموماً، والشابة منهم خصوصاً.

ويضيف من خلال تجربته: أنه على الرغم من أهمية عمل هذه المجموعات وتأثيرها الواضح في الرأي العام، إلا أن كثيراً من الشباب، عند بدئهم في المشاركة في بعض الفعاليات، يصطدمون بضعف التواصل مع القائمين على هذه المجموعات وذلك بسبب اللغة، فيشعرون أنهم مجرد أدوات لتنفيذ المهام الموكلة اليهم، ولا يستطيعون إبداء وجهات نظرهم أو الانخراط في التخطيط، وهذا ما قد يؤدي الى عزوف الكثير منهم عن المشاركة الجادة والشعور بالتهميش".

جاليات مشتتة وسفارات غير فاعلة

ورغم تزايد الوجود الفلسطيني في أوروبا، والذي  بلغ 293.800 فلسطيني وفلسطينية بحسب الجهاز الفلسطيني للإحصاء لعام 2019، إلا أنّه لا  يوجد جالية موحدة،  ليس فقط على المستوى الأوروبي ككل،  وانما أيضاً على مستوى كل بلد أوروبي، حيث تجد جاليات متعددة في بلد واحد،  ومعظمه مردّه إلى  اللاختلافات السياسية، والتي فشل مريدو كل طرف فيها في إيجاد رؤية واضحة وصيغة تجمع الشمل الفلسطيني، فللإنقسام الفلسطيني، أثر واضح على محاولات توحيدها، مضافاً إليه أحياناً، تدخلات واختراقات من خارج الوسط الفلسطيني، والذي يخدم بالضرورة أجندات معينة، لا تصب في صالح القضية الفلسطينية، وهو ما يلاحظ أثره جلياً خلال متابعة أنشطة الجاليات في أوروبا.

من ناحية أخرى، رغم  وجود السفارات الفلسطينية في أوروبا، إلا أنها تكاد تكون عديمة التأثير على مستوى الأنشطة والفعاليات الوطنية، وانحصار دورها في العمل الورقي واستخراج الوثائق وإحصاء الوفيات.

كما أنّ تلك السفارات لا تظهر اهتماماً  بشريحة كبيرة من الفلسطينيين، وخصوصاً الفلسطينيين المهجّرين من سوريا الذين يزداد عددهم في أوروبا، وهم بطبيعة الحال لا يندرجون تحت قائمة "رعاياها"، في وقت من المفترض أن تكون هذه السفارات راعية للفلسطينيين على مختلف ظروفهم وانتماءاتهم، وأن توفر لهم حاضنة رسمية وقانونية، في ظل ازدياد التضييق على الناشطين الفلسطينيين، على اعتبار أنه يُوفَّر لهذه السفارات، جزءاً كبير من ميزانية السلطة الفلسطينية، حسبما يُجمع من التقيناهم من ناشطين.

كما أنّ خضوع  هذه السفارات لسيطرة أمنية تتبع لجهاز المخابرات الفلسطيني، والذي بدوره يرتبط مع الاحتلال الصهيوني باتفاقية التنسيق الأمني، يخلق فجوة في الثقة بينها وبين الشباب الفلسطسيني في أوروبا, تعمقت في السنوات الأخيرة إثر الغموض في حادثة اغتيال المواطن الفلسطيني الملاحق من قبل الاحتلال عمر النايف في السفارة الفلسطينية في بلغاريا.

وأما على المستوى الأوروبي، قد يكون أثر هذه السفارات شبه معدوم أو ضعيف، بما يخص تحشيد الرأي العام الأوروبي نحو القضية الفلسطينية، أو على مستوى التواصل مع الأحزاب الأوروبية.

الفلسطيني متهم بمعاداة السامية حتى تثبت إدانته

إضافة الى كل ما ذكر سابقاً،  ليس من الصعب ملاحظة التضييق والضغط على الناشطين الفلسطينيين و المتضامنين الأجانب، من جهات كثيرة تنحاز الى اللوبي الصهيوني العامل بقوة في الساحة الأوروبية، وتهدف هذه الحملات إلى بثّ الخوف وترهيب الناشطين من العمل السياسي.

ولعلّ من الأمثلة الجليّة على ذلك، ما تعرض له الناشط في حركة المقاطعة "BDS" ماجد أبو سلامة، حيث قدّم للمحاكمة، و حالات أخرى، تعرّض أصحابها للطرد مثل الكاتب الفلسطيني خالد بركات، إضافة إلى الناشط إبراهيم إبراهيم الذي تعرّض لمحاكمة لمدّة 3 سنوات على الرغم من جنسيته الألمانية، وهذا كان له أثر كبير على كثير من الشباب، القلين على وضعهم القانوني في بلدان لجوئهم الحالية، مع انعدام وجود مكان آخر يؤويهم، في وقت ما تزال الآثار النفسية للاضطهاد والتخويف الذين واجهوهما مسبقاً من أنظمة الديكتاتوريات العربية تلقي بظلالها عليهم، ويبدو أنهم بحاجة لوقت طويل ليتخلصوا منها..

واقع قانوني يحتم تأهيل ناشطين سياسيين فلسطينيين يدركون حقوقهم وكيفية التعامل مع القانون

لذا من الجلي والواضح، أنه على الناشط أخذ الاحتياط والحذر بحرب المصطلحات، التي دائما ما تكون القشة التي تقصم ظهر البعير في قانون أوروبي يحدد كل تصرّف  وكل كلمة في بنوده، حيث أنه لا يأخذ المقصد من وراء الكلمة وانما يأخذ الكلمة بحذافيرها، والفرق كبير جدا وحقيقي على سبيل المثال  بين مصطلحي "اليهودية" و"الصهيونية"، فكيفية التعبير عن الموقف يجب أن تكون بأسلوب وطريقة مدروسة،  تظهر المقصد والنية بعيدا عن استخدام كلمات ومصطلحات انفعالية تُحسب عليه، وهنا يرجو الشبّان دوراً للمنظمات والمؤسسات الفلسطينية، وأيضا الناشطين الفاعلين، لكي يقوموا بدور في توعية الشباب وتوضيح أن قضيتهم قضية حق وأن فلسطين قد سُلبت بسبب فكر سياسي استعماري بحت وكان الدين ذريعته.

واقع قانوني، يحتّم ضرورة  القيام بدور فاعل لتأهيل ناشطين سياسيين فلسطينيين، يعرفون حقوقهم والقانون، قبل أن نطلب منهم الانخراط في الانشطة المختلفة، حسبما يجمع من التقيناهم، ورصدنا الواقع عبرهم،  في ظل مطالبات بأن تُعقد  ندوات وورشات عمل  مستمرة، تكون هي الخطوة المسبقة،  قبل أن تُلام هذه الشريحة الشابّة على تخوفها وابتعادها عن ساحة العمل الوطني.

ولعلّ ما ذكر سابقا، يعد مجّرد جزء من المشاكل التي يواجهها الشباب في العمل الوطني على الساحة الأوروبية، والتي تحتاج لدراسات معمقة تبحث في حلول مناسبة، ورغم ذلك لا ينقطع الأمل لدى الشباب الذي يصنع من المستحيل كل الفرص، لكي يحافظ على قضيته ويعبر عن معاناة شعبه، فقد برزت أمثلة فردية استطاعت تجاوز كل المعيقات وأثبتت وجوداً وتمثيلاً لقضيتها التحررية، رغم كل المعوّقات والتحديات، ومن المؤكد أن هذه الحالات تحتاج الى جهد إضافي من المؤسسات الموجودة في الساحة الأوروبية، لتشكل داعماً حقيقياً لهم بكل ما هو إيجابي، ويبقى السؤال الأساسي أي الحلول تمتلك تلك المؤسسات؟

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد