تصاعدت غارات جيش الاحتلال " الإسرائيلي" العنيفة على قطاع غزة، في ظل حرب الإبادة المستمرة حيث استهدف خيام النازحين ومواقع توزيع المساعدات مجددا، ما أسفر عن استشهاد عشرات الضحايا بينهم أطفال، وإصابة آخرين جراء إطلاق النار المباشر على من حاولوا الحصول على المساعدات، وسط دعوات أممية عاجلة لإنهاء الحرب.

وأعلنت مصادر في مستشفيات غزة أن حصيلة القصف "الإسرائيلي" على قطاع غزة  بلغ منذ فجر اليوم الثلاثاء 8 تموز/ يوليو، 51 شهيدا، بينهم 24 في الجنوب.

وجنوبي قطاع غزة، أفاد الدفاع المدني بارتقاء نحو 12 من الشهداء وإصابة العشرات، إثر قصف طائرة مسيرة استهدف خيام النازحين بمخيم سنابل قرب المستشفى الكويتي في مواصي خان يونس.

وفي قصف آخر، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب 40 آخرين، بينهم أطفال ونساء، جراء استهداف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة أرض النخيل بشارع النص في مواصي خانيونس.

بينما في مدينة رفح ارتقى فلسطينيان وأصيب أكثر من 35 برصاص قوات الاحتلال، في منطقة الشاكوش شمال غرب المدينة.

بينما أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 6 فلسطينيين، بينهم 3 أطفال، بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح.

ووسط قطاع غزة، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني، استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف "إسرائيلي" استهدف خيام النازحين في محيط مدرسة أبو حلو شرقي مخيم البريج.

في حين ذكرت مصادر محلية أن عددا من الفلسطينيين أصيبوا باستهداف جيش الاحتلال خيمة تؤوي نازحين ببلدة الزوايدة.

وأفادت مصادر صحفية باستشهاد الأسير المحرر المبعد محمود إبراهيم الدحبور من مدينة نابلس جراء الغارة التي استهدفت بلدة الزوايدة.

وأوضح الدفاع المدني أن الشهيدين هما إبراهيم سليمان القريناوي وأحمد عبد الحكيم أبو شمالة، مشيرًا إلى أن الطواقم تواصل عمليات البحث والإنقاذ وسط الدمار الكبير في المنطقة.

وبمخيم النصيرات أفاد مستشفى العودة، بوصول جثامين 11 شهيدًا، بالإضافة إلى 72 مصابًا، جراء استهداف الاحتلال تجمعا للفلسطينيين في منطقة المخيم الجديد.

وشهدت مدينة غزة، استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف للاحتلال استهدف بسطة لبيع المأكولات الشعبية في شارع الصحابة بحي الدرج شرقا.

كما شن الاحتلال عبر طائراته المسيّرة غارة على منزل لعائلة "الجماصي" بجوار مدرسة عبد الفتاح حمودة التي تؤوي نازحين في شارع يافا، شرق المدينة، ما أسفر عن استشهاد فلسطينية وإصابة آخرين.

وباستهداف آخر، وصل 5 شهداء وجرحى إلى مستشفى الشفاء بقصف من قبل طائرة مسيرة على مجموعة من الفلسطينيين في حي الرمال وسط مدينة غزة.

في غضون ذلك، أعلن الهلال الأحمر في غزة، عن توقف العمل في عيادة الزيتون الطبية التابعة للجمعية، وذلك بعد سقوط قذائف في المنطقة المحيطة بالعيادة.

وعقب إغلاق العيادة سيضطر آلاف الفلسطينيين إلى قطع مسافات طويلة للحصول على الرعاية الصحية، مما يزيد من معاناة السكان في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.

لازاريني: غزة تحتضر ويجب وقف إطلاق النار

في سياق متصل، أطلق فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" صرخة استغاثة في رسالة نشرتها الوكالة، قائلًا:"غزة تحتضر، ويجب وقف إطلاق النار الآن".

وأشار لازاريني إلى أن أكثر من 1500 عامل طبي و 600 شخص كانوا يبحثون عن الطعام قُتلوا أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات. مضيفًا "إنه خيار قاسٍ بين موتين".

وكانت "أونروا" عبر منشورات على منصة إكس (تويتر سابقًا) أن الطعام والأدوية والأماكن الآمنة كلها نفدت في غزة.

وشددت على أن هناك آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات جاهزة للدخول، لكن الحصار الإسرائيلي يمنع وصولها.

كما دعت الوكالة إلى رفع الحصار ووقف العدوان فورًا، مؤكدة أن ما يجري هو إبادة جماعية بدأت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

الأورومتوسطي: غزة أكبر معتقل مفتوح في العالم.

من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن ما يجري في قطاع غزة يفوق الوصف الإنساني حيث لم يتبقَّ للفلسطينيين سوى أقل من 15% من مساحة القطاع بعد 21 شهرًا من العدوان.

وأكد في بيان له، أن لكل فرد مساحة أقل من 24 مترًا مربعًا أقل حتى من المساحة المخصصة لسجناء معتقل غوانتنامو.

ووصف الأورومتوسطي غزة بأنها تحوّلت إلى معسكر اعتقال جماعي، خاضع للمراقبة العسكرية ومحروم من الحد الأدنى للعيش.

وأضاف المرصد: متوسط الكثافة السكانية يبلغ أكثر من 40,000 شخص/كم²، وتصل في بعض المناطق (مثل المواصي) إلى 47,000 شخص/كم²، وهي أعلى كثافة سكانية على وجه الأرض.

وأوضح أن جميع الأسر اضطرت للنزوح القسري، وكثير منها تنقّل خمس إلى عشر مرات أو أكثر.

ولفت الى منع عودتهم إلى المنازل، ومطاردة النازحين بين القصف والجوع، تشير إلى سياسة تهجير قسري منهجية ومخطط لها.

وأكد المرصد أن "إسرائيل" دمرت أكثر من 92% من منازل القطاع وألحقت أضرار جسيمة بـ أكثر من 80% من المدارس و90% من المستشفيات مشيرا الى تدمير جميع الجامعات تقريبًا في غزة.

واختتم المرصد بالتأكيد على أن ما يحدث هو:"ليست عمليات إخلاء، بل محو شعبٍ بأكمله، ويجب على المجتمع الدولي التدخل لحمايته وضمان حقه في البقاء على أرضه".

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد