يعاني أهالي مخيّم العائدين في مدينة حمص وسط سوريا، من انقطاع حادّ للتيار الكهربائي، حيث لا تتجاوز فترات التغذيّة الساعتين خلال اليوم وبشكل متقطّع، ما يجعل الواقع الكهربائي في المخيّم الأسواً مقارنة بمحيطه، وبات يؤثّر بشكل كبير على أرزاق الأهالي.

وأكّد اللاجئ "أبو محمد سمّور" لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ فترات التغذية الكهربائيّة لا يمكن الاستفادة منها، نظراً لكونها متقطّعة، وبمعدّل 15 أو 20 دقيقة كلّ ساعتين، وفي بعض الأحيان لا تتجاوز فترات التغذيّة مجتمعة 3 ساعات خلال 24 ساعة.

واقع كهربائي، يجعل "سمّور" الذي يمتلك ورشة حدادة، يغلق محلّه بشكل كامل نظراً لانعدام الفائدة من فتحه، لإعتماده الأساسي على الكهرباء في عمله، ما يعني توقّف مصدر الرزق الوحيد الذي يعيل أسرته المكوّنة من 5 أفراد وأسرة شريكه في العمل، حسبما أكّد.

يأتي ذلك، في وقت تتصاعد فيه شكاوى اللاجئين من أبناء المخيّم للجهات المسؤولة، من أجل تحسين واقع الكهرباء بالحدّ الأدنى، ليطابق واقع حالها في مناطق وسط المدينة بحسب " سمّور" حيث تستفيد بعض الأحياء من ساعات تغذيّة تتجاوز 8 ساعات يومياً فيما تعاني أحياء أخرى ومن ضمنها المخيّم من ظلم كبير بحسب تعبيره.

وكان الأهالي قد تقدّموا بشكاوى لرئيس دائرة حمص في " الهيئة العامة للاجئين الفلسطينين العرب" علي حسين، من أجل تحسين واقع الكهرباء في المخيّم، ما دّى إلى تحرّك وحيد من قبل مؤسسة كهرباء حمص أوائل كانون الثاني/ يناير الفائت ، تمثّل في تبديل المحوّل الرئيسي للمخيّم بآخر جديد ياستطاعة أكبر، الّا أنّ ذلك لم يحسّن من ساعات التغذيّة الكهربائيّة.

ويؤثّر شحّ الكهرباء، على كافة المهن ومصادر الرزق وخصوصاً المهن الخدميّة التي تعتمد على التيار الكهربائي بشكل كبير كالنجارة والحدادة وورش الخياطة وسواها، في وقت تشحّ فيه أيّة بدائل رخيصة، ويوضح اللاجئ " سموّر" أنّ المولدات الكهربائيّة لم تعد خياراً بديلاً، وذلك لعدم توفّر المازوت وغلاء أسعاره، ما يجعل تكاليف استخدام المولّدات أكبر من الأرباح التي يمكن يحصّلها من ورشته، في ظل شحّ الأعمال وانخفاض الطلب على خدمات الحدادة نظراً للانهيار المعيشي والاقتصادي الذي يعيشه أبناء المخيّم.

ويعاني أبناء مخيّم العائدين من أزمات معيشيّة كبيرة، في ظل واقع بطالة يتجاوز 60% وفق معطيات تقريبّة حصل عليها " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قبل أشهر، وهو حال يدفع الشبّان نحو خيار الهجرة، في حين يعتمد الكثير من الأهالي في معيشتهم على تحويلات ماليّة من أبنائهم المهاجرين إلى الخارج.

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد