اشتكى عدد من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من الأسلوب المعتمد لتقييم الطلاب في مدارس "أونروا" في لبنان، حيث قررت إدارات المدارس، احتساب نصف علامة المادة للطلاب الذين لم يتسنّ لهم الخضوع للامتحان بسبب الإغلاق العام المفروض في البلاد.
وأدّى قرار إدارات المدارس، إلى حالة من الصدمة لدى الطلّاب، الذين اعتبر بعضهم هذا التصرّف أنّه ظلم، ويدخل في سياق قرارات فاشلة من قبل الوكالة فيما يخص التعليم، في حين أنّ تقديم الطلبة لامتحاناتهم والحصول على نتائج تعبهم حقّ لهم، يتوجّب على الوكالة إيجاد حلول مناسبة لإتاحته للطلّاب.
واعتبر اللاجئ من أبناء المخيّم محمود الخطيب ، القرار بمثابة فشل آخر ، يُسجل لإدارة المدارس في "أونروا" إلى جانب الكثير من القرارات الفاشلة الخاصة بمجال التعليم، على حدّ قوله.
وأكد الخطيب في حديث لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن قرار احتساب نصف علامة المادة التي لم يمتحن بها الطالب، كان له أثر سلبي على الطلاب ونفسيتهم، وأدّى إلى نفور عدد كبير من الطلاب من التعليم وانسحاب بعضهم لا إرادياً من المشاركة الفعالة سواء مع مدرسين في المدرسة أو مدرسيهم الخصوصيين على خلفية إحساسهم بالظلم وبضياع حقهم.
كما قالت اللاجئة الفلسطينية دلال نصّار والتي تعمل كمدّرسة خصوصيّة في المنازل، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّ القرار أثّر على أغلب الطلاب الذين تقوم بتدريسهم، وبعضهم اعتزل دراسة بعض المواد التي ظلموا فيها، نظراً لما أحدثه القرار من إحباط في نفوسهم.
وأحدث قرار "أونروا" موجة من الاستياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لما يحمله من ظلم وعسف بحقّ طلّاب درسوا واجتهدوا ولكن لم يتح لهم تقديم الامتحانات في بعض المواد بسبب الإغلاق العام، معتبرين أنّ القرار يحمّل الطلّاب ذنب هذا الإغلاق.
وعلّق محمد الخطيب عبر صفحة مخيّم برج البراجنة في " فيسبوك" معبّراً عن استيائه من تجاهل وكالة " أونروا" لإنتقادات الأهالي، وعدم استجابة إدارات المدارس لمطالبهم وعدم الاستماع لنقدهم أسلوب التعليم والشرح وسواه، لافتاً إلى الإحجاف الذي احدثه القرار بحق طلاب شاركوا بكافة الدروس والأنشطة، وجرى احتساب نصف العلامة لهم في الدرجات النهائيّة، واصفاً سياستها بـ" الدموية بحق الطلبة".
وعبّرت الطالبة سالي حمزة، عن امتعاضها من سياسة الوكالة التعليمية هذا العام، واعتبرت أنّ قرارات الوكالة لا تراعي ظروف الطلبة، الذين لم يتلّقوا دروساً في العديد من المواد، ورغم ذلك تعرّضوا لخسف علاماتهم.
كما علق الناشط ابراهيم مدني واصفاً الوكالة بـ "فزاعة لأحلام أطفالنا" من حيث ارتكابها ما وصفه بـ " الحماقات واحدة تلو الأخرى" ، مُتسائلاً:" كيف تضع علامة لمادة لم تعطى لطلابنا؟ ربما الأونروا لم تدرك ماهية المرحلة التي يمر بها طلابنا، أثر انعكاس التعليم عن بُعد بناءً للعلامات الممنوحة لطلابنا والتي لا تمس إلى التحفيز والتشجيع.."
وكانت وكالة "أونروا" قد أطلقت برنامج التّعلم عن بُعد منذ السادس عشر من آذار/ مارس 2020 الفائت، استجابة للظروف التي فرضتها جائحة "كورونا" فيما تواصل الوكالة اتباعها هذا الأسلوب بالتوازي مع إجراءات الإغلاق العام المتواصلة في لبنان منذ 14 من كانون الثاني/ يناير الفات والمقرر استمراره حتّى 8 من شباط الجاري.