أقفل محتجّون مدخل مخيّم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوب لبنان بالإطارات المشتعلة، صباح اليوم الثلاثاء 16 آذار/مارس، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية، والذي تفاقم اثر الإرتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.
وبالتزامن، توقّفت بعض المحال داخل المخيّم عن بيع المواد الغذائية بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار.
وفيما تمّ فض الإعتصام من قبل المحتجّين وإعادة فتح مدخل المخيّم، بقي تذمَر الناس من توقف بيع بعض المواد، وتضامن بعضهم الآخر مع أصحاب الدكاكين الصغيرة، وذلك حسب الناشط في المخيم أحمد دحويش، والذي أفاد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ المحتجين والمعتصمين والمتذمرين بالغالب دخلهم اليومي لا يتعدّى الـ 20 ألف ليرة لبنانية، أي ما يعادل أقل من دولارين.
وقالت صاحبة أحد محلات البقالة، ميسون أميوني، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنها لم تغلق محلها، لكنها توقّفت عن بيع كامل المواد الغذائية ما عدا الألبنان والأجبان والخبز، لأن تاجر الجملة باعها إياهم على سعر البارحة، أما باقي المواد فلا تسطيع بيعها بسبب تفاوت أسعارها بين اليوم والتاني، فسعر الزيت الذي كان 180 ألف ليرة بالجملة البارحة أصبح اليوم 200 ألف ليرة، و"كروز" الدخان الذي كان ب 50 ألف البارحة ارتفع إلى 60 ألف اليوم.
وبلغ فارق ارتفاع الأسعار بين الأمس واليوم، نحو 5 الاف ليرة لبنانية، عند الشراء بالجملة، بحسب أميوني.
وأضاف صاحب محل بقالة وخضار آخر في المخيّم، خالد أبو شهاب، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطنيين" أن الأهالي في المخيّم متخوّفون من ارتفاع الأسعار أكتر، فيقبلون بكثافة على المحلات لتموين حاجاتهم. مُشيراً إلى انعدام قدرته على طلب المزيد من البضاعة، و تخوّفه شخصياً من تسكير محله بسبب ارتفاع الأسعار بطريقة غير مسبوقة أو متوقعة.
يأتي ذلك، في وقت بلغت فيه نسبتي الفقر والبطالة بين أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الـ 80%، حسب ما جاء في تقرير أعدّه الباحث الفلسطيني جابر سليمان لمركز زيتونة للدراسات والذي جاء فيه، فيما يؤدي تواصل الانهيار الاقتصادي المتسارع إلى تفاقم تلك النسب، في وقت يستمر فيه انهيار العملة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، فيما تشهد أسعار السلع الغذائيّة ارتفاعاً جنونياً.