اعتصمت عشرات النساء اللاجئات، اليوم الأربعاء، أمام مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مخيم برج البراجنة جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية وغياب دور والوكالة ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية.
وطالبت النسوة إدارة "أونروا" بالعمل على اعتماد خطة طوارئ صحية وإغاثية شاملة ومستدامة، وتوفير مساعدات مالية عاجلة للاجئين، ولا سيما العائلات الفقيرة والمعدمة، بالإضافة إلى الإعلان عن الاستراتيجية المتعلقة بتوفير اللقاحات ضد فيروس "كورونا" في ظل حالة الطوارئ الصحية وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بين صفوف اللاجئين.
تلويح بالتصعيد
مسؤولة المنظمة النسائية، سعدة موسى قالت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن "أونروا" مجبورة بالشعب الفلسطيني وهي مكفلة بكل شيء فينا، حيث نطالبها بالاستشفاء، والسلة الغذائية، وإعادة ترميم بيوت المخيم"
وتتساءل موسى عن دور الوكالة المسؤولة عن إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، مشيرة إلى خطوات تصعيدية سيقوم بها اللاجئون ما لم تقف الوكالة عند مسؤولياتها.
"المجدرة" صحن الفقير بات يكلف 30 ألف ليرة لبنانية
من جهتها تقول الناشطة الحقوقية، فاتن ازحمد، "جئنا اليوم، لأن أولادنا جاعت وهم بحاجة لحليب، كما جئنا اليوم لأن الأشخاص من ذوي الإعاقة لم يعد بمقدورهم شراء حفاضات بعد أن بلغ سعرها 110 آلاف ليرة لبنانية، وجئنا اليوم لأن صحن الفقير وهو صحن المجدرة أصبح يكلّف 30 ألف ليرة".
وتضيف ازحمد، "شعبنا بحاجة لكي تقفوا بجانبه في محنته هذه، وعلى الأونروا أن تقوم بدورها حيث أنها وجدت كي تخدم الشعب الفلسطيني وتغيثه وتشغله".
تساؤلات عن دور المرجعيات الفلسطينية
بدورها ناشدت اللاجئة الفلسطينية أميرة بدر وكالة "أونروا": "العالم لم يعد معها نقود لشراء حاجاتها، خاصة بعد تخطي الدولار الواحد حدود الـ 15 ألف ليرة، العالم جاعت، وعليه نطالب الأونروا بمعونة شهرية لأبناء المخيمات".
وتساءلت بدر، "أين المرجعية الفلسطينية، من تنظيمات وفصائل ولجان شعبية، لماذا هي نائمة ولا تطالب بحقوقنا".
كما وجهت بدر كلامها إلى سفير السلطة الفلسطينية في لبنان، أشرف دبور: "أين دور السفارة، وأين السفير الفلسطيني، فليستيقظ ولينهض عن الكرسي، وليسأل عن حال الشعب الفلسطيني في لبنان، وليقم بزيارة المخيمات".
كذلك قالت إحدى المشاركات بالاعتصام، وهي مسنة فلسطينية من سكان مخيم برج البراجنة، خلال حديثها مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنها تشارك بالاعتصام للمطالبة بحقوقها كإنسانة، ولمطالبة الوكالة بمساعدة اللاجئين وتقديم المساعدات لهم.
وتابعت "معاش أبنائي بالليرة اللبنانية، ليس لديّ أحد منهم من يقبض بالدولار الأميركي، عايشين برحمة الله".
ويشهد لبنان منذ عام 2019، انهيارًا في العملة اللبنانية، ليبلغ اليوم سعر صرف الليرة اللبنانية 15 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، فيما أسعار السلع الغذائية والتموينية والمحروقات تخطت المعقول، ما أثر بشكل مباشر على اللاجئين الفلسطينيين خاصة العمال منهم من يتقاضى رواتب تتراوح بين 500 ألف و800 الفًا فقط أي بمعدل 45 دولارًا.