يشهد مخيّم سبينة للاجئين الفلسطينين في ريف العاصمة السوريّة دمشق، انقطاعاً للمياه بشكل متواصل على مدار الساعّة، حيث لا يتسنّ للأهالي تعبئة خزاناتهم سوى مرّة واحدة كلّ أسبوع، فيما يعتمدون على جلب المياه عبر الجالونات من المناطق المجاورة.
وانتشرت عدّة شكاوى من أهالي المخيّم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بانقطاع المياه بشكل كامل عن المخيّم والمناطق الواقعة شمال النهر، بسبب انقطاع الكهرباء، ما يُنهي إمكانيّة سحب المياه إلى المنازل عبر المضخّات المنزليّة.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تواصل مع اللاجئ "منصور صالح" الذي وضعنا بصورة الأزمة في المخيّم والتي بدت أكثر استفحالاً عمّا هي عليه في عموم منطقة سبينة، وأشار إلى أنّ الأزمة في المخيّم تستدعي من الأهالي قطع مسافات كبيرة للحصول على المياه، من الورش الصناعيّة في محيط المنطقة.
وأشار في حديثه، إلى أنّه يضطر يومياً للذهاب عبر دراجته الهوايّة، حاملاً جالونات لتعبئة المياه، قاصداً المحال والورش، نظراً لكونها تستعمل مولدات كهربائيّة وتستجر المياه إليها، في حين أنّ هذه العمليّة مُتعبّة، ويضطر لفعلها عدّة مرّات يومياً لتلبية أدنى الاجتياجات، واصفاً ما يفعله بـ " استجداء المياه".
وتابع صالح، أنّ أبنائه الصغار باتوا لا يتسحمّون سوى مرّة واحدة في الأسبوع، وبمياه مستجلبة بالجالونات، فيما تضطّر الأسرة لتقنين استخدام المياه. أمّا بما يخص اللجوء إلى البدائل المُتاحة عبر شراء المياه من الصهاريج، فهي عملية مُكلفة في ظل الأوضاع المعيشيّة الراهنة.
ويبلغ سعر من المياه المُباعة عبر الصهاريج 2000 ليرة سوريّة للمتر المكعّب الواحد، نظراً لغلاء أسعار المازوت وشحّه في الأسواق، ما استدعى إلى رفع ثمن المياه ما اخرجها عن القدرة الشرائيّة للاجئين في المخيّم، حسبما أشار صالح في حديثه لموقعنا.
تجدر الإشارة، إلى أنّ أزمة الكهرباء والماء في مخيّم سبينة متواصلة منذ العام 2013، بسبب تهتّك شبكات تحويل الكهرباء وتعرّضها لدمار واسع خلال العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة، فضلاً عن سرقة العديد من الكابلات الرئيسيّة، وسط إهمال كبير من قبل المعنيين رغم المُناشدات التي لم تتوقّف حتّى تاريخه.
وكانت عدّة شكاوى قد أُرسلت إلى البلديّة بشكل متواتر منذ العام 2016، طالبت بإنشاء مولدات كهربائيّة ومضخّات خاصّة للخزانات المركزيّة التابعة للبلديّات، من شأنها ضخ المياه إلى المنازل بمعزل عن مشكلة انقطاع الكهرباء، الّا أنّ تلك المطالب والمقترحات لم تلق آذاناً صاغيّة، حسبما وثّق " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق.