أكَّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى والمحررين، اليوم الأحد 11 أبريل/ نيسان، أنّ سلطات الاحتلال الصهيوني صعَّدت خلال العام الحالي 2021 من سياسة الاعتقالات التي تنفذها بحق أبناء الشعب الفلسطيني والتي أصبحت حدثاً يومياً ملازماً للفلسطينيين، حيث رصد المركز (1300) حالة اعتقال خلال الربع الأول من العام.
وقال الباحث رياض الأشقر مدير المركز، إنّ سلطات الاحتلال واصلت منذ بداية العام الجاري استهداف كل شرائح وفئات الشعب الفلسطيني بالاعتقالات والاستدعاءات، بينما ركّزت بشكلٍ واضح على القيادات الوطنيّة والإسلاميّة وخاصة بعد الإعلان عن تنظيم انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في مايو القادم بهدف تخريب هذا العرس الديمقراطي.
وأضاف الأشقر أن الاعتقالات أضحت استنزافاً للشعب الفلسطيني، وأداة من أدوات القمع التي يلجأ إليها الاحتلال لمحاربته، والتأثير على مقاومته، فلا تكاد تمر ساعة إلّا وينفذ الاحتلال خلالها عملية اعتقال لأحد الشبان أو أكثر، وفى بعض الأيام تكون حالات الاعتقال بالعشرات.
اعتقال الأطفال
وبين أنّ حالات الاعتقال بين الأطفال ما دون الثامنة عشر من أعمارهم خلال الربع الأول من العام الجاري وصلت إلى (230) حالة، غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة بعضهم جرحى، إضافة إلى اعتقال أطفال مرضى يحتاجون إلى رعاية طبية مستمرة، ومن بين المعتقلين 3 أطفال في عمر 9 سنوات فقط وهم: معتصم أحمد صبري وأيسر موسى ومجد رمضان كافية من بيت جزا شمال القدس المحتلة.
فيما اعتقلت عدد من الأطفال بعد إطلاق النار عليهم بينهم الفتى الجريح محي الدين غيث (18 عاماً) على حاجز الـ60 العسكري جنوب مدينة الخليل، بعد إطلاق النار عليه وأصابته بجراح أثناء تواجده قرب الحرم الإبراهيمي، كما اعتقلت الفتى أحمد فلنه (17 عاماً) بعد إطلاق النار عليه، وأصابته بخمس رصاصات في جسده، وخضع لعدة عمليات جراحية وتم التحقيق معه في المستشفى، ثم نقل إلى سجن مجدو قبل أن يتماثل للشفاء.
اعتقال النساء
وبحسب التقرير، بينما وصلت استهداف النساء بالاعتقال حيث بلغت حالات الاعتقال بين النساء (30) حالة غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة، بينهن عدد من المرابطات، وتم إطلاق سراحهن بعد ابعادهن عن المسجد الأقصى، فيما اعتقلت الشقيقتين صفا وأماني حازم جرادات بعد مداهمة منزلهم في بلدة سعير قضاء الخليل، والشابة أنهار سامي الحجة بدعوى محاولتها تنفيذ عملية طعن بالقرب من جبل الريسان غرب رام الله.
كما أكَّد الأشقر أنّ الاحتلال نفذ حملة اعتقالات واسعة منذ بداية العام الجاري استهدفت القيادات الوطنية والإسلامية إضافة إلى مداهمة منازل آخرين وتوجيه تهديدات لهم بشكلٍ واضح بعدم المشاركة في الانتخابات التشريعيّة القادمة، حيث طالت الاعتقالات 3 نواب في المجلس التشريعي وهم: ياسر منصور من نابلس، والنائب محمد بدر من الخليل، رغم أنه يُعاني من مشاكل صحية متعددة، والنائب حاتم قفيشة من الخليل مما رفع عدد نواب المجلس التشريعي المختطفين لدى الاحتلال إلى (10) نواب.
فيما اعتقلت قوات الاحتلال الوزير السابق عيسى الجعبري من الخليل، والقياديين عبد الباسط الحاج، وخالد الحاج نزيه أبو عون وهما من جنين، وعدنان عصفور ومصطفى الشنار وهما من نابلس، والقيادي فازع صوافطة من طوباس، وكذلك القياديين في الجبهة الشعبية عصمت الشولي (٧٤ عاماً) من عصيرة الشمالية، والقيادي أنور الحمود من طوباس، كذلك اعتقلت القيادي مازن النتشة من الخليل، والقيادي باجس نخلة من رام الله، فيما اعتقلت القيادي جمال الطويل من البيرة وأطلقت سراحه بعد ساعات من التحقيق.
كما داهمت قوات الاحتلال منزل رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك، وهددته بالاعتقال، كذلك داهمت منازل النائبين الشيخ نايف الرجوب وسمير القاضي، من الخليل، والقيادي في حماس الشيخ رزق الرجوب من الخليل، وهددتهم جميعاً بعدم الخوض في الانتخابات التشريعيّة القادمة.
استشهاد محرر
وتابع الأشقر: بينما شهد الربع الأول ارتقاء الأسير المحرر محمد صلاح الدين من بلدة حزما قضاء القدس نتيجة معاناته من مرض السرطان الذي أصيب به خلال اعتقاله لدى الاحتلال، حيث كان يقضى حكماً بالسجن لمدة عامين، وبعد مرور 14 شهراً على اعتقاله تراجعت صحته بشكلٍ كبير، واضطر الاحتلال لنقله إلى مستشفى الرملة حيث تبيّن أنه مصاب بمرض السرطان في النخاع في مرحلة متقدمة نتيجة عدم رعايته أو إجراء فحوصات عاجلة له، وأطلق الاحتلال سراحه بعد مرور 16 شهراً على اعتقاله بشكلٍ استثنائي بعد تراجع وضعه الصحي بشكلٍ كبير نتيجة تغلغل مرض السرطان في جسده، وفشلت كل محاولات علاجه إلى أن استشهد بعد 4 شهور من إطلاق سراحه.