تعاني عدّة أحياء في مخيّم جرمانا للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق، من انقطاع تام للمياه منذ نحو أسبوع، في ما تشهد أحياء أخرى تقنيناً خانقاً حيث لا تتعدّى مدّة الضخ ساعة واحدة، حسبما رصد "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" اليوم السبت 1 أيّار/ مايو.
ويتركّز انقطاع المياه التام في حارة اللقيطيّة وحارة جامع عمر ابن الخطّاب، حيث يُحرم سكّانها من التعبئة على مدار اليوم منذ اسبوع، الأمر الذي يدفع السكّان لتعبئة غالونات مياه من الاحياء المجاورة، أو شرائها عبر الصهاريج بتكلفة مرتفعة حسبما أفاد اللاجئ من أبناء المخيّم " ابو خالد حسين" لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وأشار حسين، إلى أنّ عدّة شكاوى تقدّم بها الأهالي للـ"هيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" من أجل النظر بموضوع انقطاع المياه، لتقوم الأخيرة بتقديم وعود بمتابعة الأمر مع الجهات المعنيّة، مضيفاً، أنّ أحد المسؤولين عن ضخّ المياه إلى مخيّم جرمانا قال إنّ السبب هو التقنين المتبّع من قبل مؤسسة مياه دمشق وريفها.
الجدير بالذكر، أنّ هذه الأزمة، تأتي بعد شهرين من قيام الورش الفنيّة بإصلاح شبكة التمديدات بين خزّانات المياه التي تغذّي المخيّم، في شباط/ فبراير الفائت، باشراف " الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" ولكن لم يساهم ذلك في تحسين واقع ضخّ المياه.
وعزا الاجئ حسين ذلك، إلى غياب الموظفين المسؤولين عن ضخّ المياه، فيما تنتشر "أقاويل" لم يتسنّ لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" التأكّد من صحّتها، تحيل الأمر إلى عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين المسؤولين، والاعتماد على متطوعين غير ملزمين بالقيام بمهامهم.
وانتشرت عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المعنيّة بأخبار المخيّم، مُناشدات للمسؤولين، بمعالجة انقطاع المياه، لما يضيفه من أعباء ماديّة على الأهالي نظراً لارتفاع تكاليف التعبئة عبر الصهاريج، في ظل ازدياد الحاجة للمياه في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وفي ظل انتشار وباء "كورونا" وما يتطلّبه ذلك من تكثيف لعمليات التنظيف والتعقيم.
ويبلغ سعر من المياه المُباعة عبر الصهاريج 2000 ليرة سوريّة للمتر المكعّب الواحد، نظراً لغلاء أسعار المازوت وشحّه في الأسواق، ما استدعى إلى رفع ثمن المياه، إلى حدّ اخراجها عن القدرة الشرائيّة للاجئين، في وقت ترتفع فيه أسعار كافة السلع الاستهلاكيّة لأكثر من 500%، وشحّ الموارد الماليّة وضعف الأجور.
ويعاني مخيّم جرمانا، الذي يشهد اكتظاظاً سكّانيّاً عاليّاً، بفعل استقباله الاف النازحين عن مخيّم اليرموك والمخيّمات المنكوبة خلال السنوات الفائتة، من أزمات خدميّة ومعيشيّة كبيرة، انتشار البطالة، وارتفاع في أجرة المنازل ، بالإضافة لأزمات خدميّة كانقطاع الماء الغاز والمازوت والكهرباء، بالتوازي مع أزمة شاملة تشهدها البلاد.