دعا الاتحاد البرلماني العربي، اليوم الخميس 6 أيّار/ مايو، البرلمان الأوروبي بمراجعة قراره بشأن ربط الدعم المالي المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بتعديل مواد تعليميّة في كتبها المدرسيّة، يُدّعى أنها تروج" للكراهية" و"التحريض على العنف"، والعدول عنه.
وشدّد الاتحاد في بيانٍ له، على أنّ "أونروا" تأسّست بموجب قرار واضح من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وكانت صمام الأمان والضامن القوي لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وهي: الأردن، سوريا، ولبنان، الضفة الغربيّة، وقطاع غزة، إلى حين حل هذه القضية من جميع جوانبها كما نص القرار الأممي، مُؤكداً أنّ المناهج الفلسطينيّة التعليميّة التي تدرسها "أونروا" تنسجم مع معايير منظمة "اليونيسكو" بعيداً عن "الترويج للكراهية والتحريض على العنف"، وهو ما أكَّده البنك الدولي، ولجنة القضاء على التمييز العنصري في الأمم المتحدة.
كما أكَّد الاتحاد على ضرورة تراجع البرلمان الأوروبي عن هذا القرار المجحف والمنفصل عن الواقع، مشدداً على أنّ تعليم القيم الوطنيّة والإنسانيّة، والتاريخ الوطني الفلسطيني، وعدم الرضوخ والاستسلام للاحتلال "الإسرائيلي"، لا يعد تحريضاً على العنف والكراهية، بل تجسيد للكرامة، وصون للحقوق، ودفاع عن الأرض وتاريخها النضالي.
وحذَّر الاتحاد من عواقب هذا القرار وتبعاته على الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، مادياً ومعنوياً وصحياً وثقافياً، ناهيك عن حرمانه من نقل إرثه الثقافي والنضالي من جيل إلى آخر، وتغييب ومحو القضية الفلسطينية وطمس معالمها بالتقادم، بدءاً من جيل أطفال اللاجئين الفلسطينيين، مُعبراً عن رفضه لسياسة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين فيما يتعلق بالصراع العربي "الإسرائيلي".
وطالب الاتحاد أصحاب الصوت البرلماني الديمقراطي داخل البرلمان الأوروبي، بتصحيح بوصلة العمل فيه، وعدم الانحياز والرضوخ للادعاءات "الإسرائيليّة" الكاذبة وروايات الأحزاب اليمينيّة "الإسرائيلية" المتطرفة، لافتاً إلى أنّ مناهج الاحتلال تحرّض على العنف والكراهية والعنصريّة، وهذا يبدو واضحاً جلياً في ممارسات مستوطنيه في تدنيس المقدسات الإسلاميّة والمسيحيّة على حدٍ سواء، والتحريض على قتل الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم.
الأسبوع الماضي، اعتبرت وكالة "أونروا" أنّ الإيحاء بأن الكراهية منتشرة على نطاق واسع داخل الوكالة ومدارسها ليس ادعاءً زائفاً ومضللاً فحسب، بل إنه أيضاً يعطي الشرعية للهجمات الساعية إلى ترويج الأخبار المثيرة وذات الدوافع السياسية.
جاء ذلك في بيان صدر عن الوكالة ردّاً على "تلميحات" صدرت عن البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء 28 من الشهر الجاري، في التقرير الخاص بإبراء الذمّة بشأن ميزانية الاتحاد الأوروبي للعام 2019، وورد في تلك "التلميحات" بحسب تعبير "أونروا" اشارة إلى أنّ الوكالة "تقوم بتدريس ونشر خطاب كراهية وتشجع العنف داخل مدارسها".
وقالت الوكالة في معرض ردّها، إنّها تشعر بخيبة أمل من اللغة التي اعتمدها البرلمان الأوروبي، مشيرةً إلى أنّ تلك الأقاويل "تسعى عمداً إلى تشويه سمعة الأونروا وإيذاء الشريحة الأشد ضعفاً في المجتمع وهي الأطفال الفلسطينيين".
وكان الاعلام "الإسرائيلي" قد احتفى بما بـ "قرار الادانة للأونروا في البرلمان الاوروبي" ونقلت قناة "كان" العبريّة، الأربعاء 29 أبريل/ نيسان، أنّ البرلمان الأوروبي اعتمد قراراً يُدين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على خلفية كتبها المدرسيّة والمواد التعليميّة التي تدرّسها للطلبة، في سابقةٍ خطيرةٍ تتعرّض لها الوكالة الأمميّة، وهو ما نفته الوكالة عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فور صدوره.