دعا ناشطون فلسطينيون في مدينة يافا المحتلّة عام 1948، إلى تظاهرة غضب عند الساعة الخامسة مساء اليوم السبت 15 أيّار/ مايو، في "حديقة الغزازوة" وسط المدينة، تحت عنوان " لن نسكت على حرق أطفالنا، نكبة عام 1948 لن تتكرر".
وكان مستوطنون صهاينة، أقدموا في وقت متأخر من ليل أمس الجمعة، على الاعتدء على منزل أسرة عربيّة في حي العجمي وسط المدينة، عبر إلقاء الزجاجات الحارقة، ما أدّى إلى إصابة طفل، أفادت آخر التقارير الصادرة من المستشفى بتدهور حالته الصحيّة إلى مستوى الخطورة، فيما أصيب طفل آخر بالاختناق جرّاء الدخان المنبعث.
#يافا: مستوطنون يضرمون النيران بمنزل أسرة عربية وإصابة فتى بحروق في وجهه، والعثور على زجاجات حارقة في المكان. اعتداء شبيه بجريمة حرق عائلة الدوابشة في الضفة الغربية#القدس #اللد #انقذوا_اللد #غزة #انقذوا_حي_الشيخ_الجراح https://t.co/ZDt2uHqcn0 pic.twitter.com/os5TwSalUS
— موقع عرب 48 (@arab48website) May 14, 2021
ونقلت مصادر محليّة عن سكّان الحي، أنّ المستوطنين استهدفوا بشكل متعمّد منزل عائلة الجنطازي، في حين كانوا يخططوا لاستهداف عدد من المنازل الأخرى، حيث عُثر في المكان على 7 زجاجات حارقة، فيما أحالت شرطة الاحتلال الحادث إلى " خلفيّات لم تتضح بعد" وفق بيان صدر عنها.
وبحسب السكّان، فإنّ المستوطنين القوا الزجاجة الحارقة على المنزل، عبر الشبّاك، ما أدى إلى اندلاع حريق، همّ الجيران لإطفائه وانقاذ العائلة.
في السياق، دعا ناشطون ، إلى "أكبر مظاهرة بيافا اليوم الساعة الخامسة في حديقة الغزازوة"، في بيان مقتضب جاء فيه: "لن نسكت على حرق أطفالنا، نكبة الـ1948 لن تتكرر!".
وبُعيد الحريق، أخلي أفراد الأسرة من المنزل، في حين اكتفى بيان الشرطة بذكر "إصابة طفيفة لطفل نتيجة دخان الحريق"، وأن "الخلفية لم تتضح بعد"، وذلك على الرغم من انتشار شريط مصور يوثق إصابة فتى من الأسرة بحروق في أجزاء من وجهه.
وذكر أحد سكان الحي أن المعتدين ألقوا زجاجة حارقة عبر شباك غرفة فيها طفلان ويطل على الشارع. وأضاف أن الجيران تمكنوا من إنقاذ العائلة والسيطرة على النيران.
وعُثر في المكان على 7 زجاجات حارقة مجهزة للاستخدام، قال سكان الحي إنها تؤكد أن المستوطنين خططوا للاعتداء على 7 منازل إضافية، وهذا كارثة في الحي.
ولفت سكان من المدينة إلى أن الجريمة الليلة في يافا، تذكر بالجريمة التي ارتكبها المستوطنون قبل سنوات بحرق أفراد عائلة دوابشة في الضفة الغربية.
دعوات لتحويل ذكرى النكبة إلى مواجهات
من جانبه، دعا "حراك حيفا" في مدينة حيفا المحتّلة عام 48 إلى المشاركة في تظاهرة الغضب في يافا مشاء اليوم "غضباً على إحراق الأطفال في حي العجمي".
وقال الحراك، إنّه قد أجّل فعالية ذكرى النكبة، حيث كان من المقرر إقامة النشاط السنوي، لإضاءة شعلة العودة، والذي كان مقرراً مساء اليوم، نظراً للظروف التي يمر فيها الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والداخل المحتل، والثورة الشعبية في الداخل ضد الاحتلال الصهيوني.
كما دعا أبناء حيفا، إلى الانضمام إلى تظاهرة يافا في حديقة الغزازوة، أو الانضمام إلى المظاهرة التي ستقام في حيفا عند الساعة السادسة مساءً، حيث سيعلن عن موقعها لاحقاّ.
كما دعت منظمات شعبية ونسوية في الداخل المحتل عام 48، إلى الاستمرار في المواجهات في إطار الانتفاضة المتصاعدة في كافة مناطق فلسطين التاريخية ضد الاحتلال الصهيوني ونظام الفصل العنصري والتطهير العرقي، وجرائمه في القدس المحتلّة وقطاع غزّة.
وقالت حركة "طالعات" إنّه " في ظل ما يحدث أفضل ما يمكننا فعله في هذا اليوم هو استمرار هذه المواجهة وهذه المسيرة نحو الكرامة، والدفاع عن غزة وعن كل شبر من فلسطين" ودعت للمشاركة في تظاهرة حفا عند الساعة السادسة مساء.
وتشهد مدن وبلدات وقرى الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 تصاعداً في الانتفاضة الشعبيّة، اثر ازدياد اعتداءات المستوطنين الصهاينة على الاحياء العربيّة بحماية ودعم من شرطة الاحتلال.
في كفر كنا المحتلّة، شهدت شوارع وأحياء البلدة، مواجهات بين الشبّان العرب وقطعان المستوطنين، أصيب اثرها نحو 30 شابّاً بجروح وصف بعضها بالخطيرة، إثر اطلاق الرصاص عليهم من قبل المستوطنين وقوات الشرطة، التي اقتحمت البلدة لاعتقال القيادي في الحركة الاسلامية كمال الخطيب.
واعتقلت شرطة الاحتلال، 52 فلسطينياً في عكّا، خلال احتجاجات ليلة الجمعة إضافة إلى 15 شخصاً في اللد المحتلّة، حسبما نقل موقع " عرب 48"، مضيفاً أنّ شابين أصيبا في اللد نتيجة الرصاص المطاطي والحي الذي اطلقه المستوطنون بجانب المسجد الكبير.
كما اعتقلت الشرطة ، 38 شابّاً في حيفا ليل أمس، فيما منعت المحاميات من مقابلة المعتقلين وبعضهم دخل التحقيق دون استشارة قانونية، بالاضافة الى ادخال القاصرين دون مرافقة أهل، والمصابين دون علاج، حسبما نقل "حراك حيفا".