أطلق ناشطون فلسطينون هاشتاغ " #أنقذوا_فلسطينيي48" للفت أنظار العالم على ما اعتبره حقوقيون، "حملة انتقام إسرائيلية من الفلسطينيين داخل الخط الأحضر" وذلك من خلال حملات اعتقال تطال مئات الفلسطينيين ممن شاركوا بالانتفاضة الوطنيّة التي شهدتها كامل أراضي فلسطين التاريخية، ردّاً على اعتداءات الصهاينة على أهالي القدس والمسجد الأقصى وما تبعه من عدوان وحشي على قطاع غزّة اوقع مئات الشهداء والجرحى.

وبدأت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، بشن حملات اعتقالات واسعة منذ فجر اليوم الاثنين 24 أيّار/ مايو، وتستهدف اعتقال نحو 500 فلسطيني من أبناء الأراضي المحتلّة عام 1948، خلال الـ 48 ساعة المقبلة.

وعلق مدير المركز الأورومتوسطي لحقوق الانسان رامي عبده، عبر تغريده له في موقع "توتير" قائلاً :" يبدو أن الأيام القادمة ستكون قاسية على مستوى قمع الحريات وتصفية الحسابات والانتقام من النشطاء الذين نزلوا الشارع تضامناً مع غزة وانتصاراً للقدس. حملة اعتقالات واسعة في الداخل والقدس وتجييش وخطاب تحريضي في الضفة."

ووجه الناشطون منضوون ضمن " حراك حيفا" وحراكات الداخل المحتل،  عبر مواقع التواصل الاجتماعي نداءً طارئاً، جاء فيه " في الـ 48 ساعة القادمة سيقتحم آلاف الجنود (الإسرائيليين) مئات البيوت الفلسطينيّة في الداخل المحتل بهدف اعتقال 500 شاب فلسطيني، في ما تسمّيه القوى (الإسرائيلية) "عمليّة قانونٍ ونظام وذلك بهدف تصفية الحسابات مع الشباب المناضلين."

ووصف الناشطون في ندائهم، ما يجري بـ " إعلان الحرب" حيث سيقتحم "الاسرائيليون" أكثر من 500 منزل لاختطاف الشبّان الفلسطينيين، معتبرين ذلك بأنّه "ليس مجرّد محاولة ترهيبيّة وليست مجرّد سياسة تخريف، إنّما حرب غير مسبوقة على الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وستنفّذ تحت غطاء صمت مهين.

eg34gt.JPG


وجاء في النداء " تدّعي الشرطة أنّها تملك بنك أهداف للساعات القريبة" مشيراً إلى بيان الشرطة " الإسرائيلية" "بتجنيد آلاف رجال الأمن من كل الوحدات والألوية، بما في ذلك حرس الحدود، وكتائب الاحتياط، من أجل تنفيذ هذه العمليّة المسعورة في قرانا ومدننا".

ودعا الناشطون أبناء الشعب الفلسطيني للتحرّك فوراً "لإفشال هذه الحرب" وجاء في ندائهم "على العالم كلّه أن يهتز الآن. الآن وقبل أن يدخل المجرمون حاراتنا".

تحريض مستمر من قبل المستوطنين

يترافق التحرّك "الرسمي" الذي تقوده شرطة الاحتلال ضد أبناء الداخل المحتل، بآخر من قبل المستوطنين، وهو ما يحدث في مدينة اللد المحتلّة، حيث أفاد أحد سكّان المدينة حازم أبو رشيدة لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ المستوطنين لم يكفّوا منذ وقف اطلاق النار في قطاع غزّة الجمعة الفائت، عن التحريض ضد أبناء المدينة العربن يحجّة أنّهم متضامنون مع حركة حماس.

وأكّد أبو رشيدة، أنّ الاعتقالات تجري بحق أبناء العرب في المدينة وكل مدن وأحياء الداخل المحتل، على الشبهة أو دعوة كيديّة من قبل المستوطنين، حيث يكفي أن يقوم مستوطن بالابلاغ عن أي فلسطيني، بأنّه شاهده يتظاهرة او "يقوم بأعمال تخريبية" حسب ادعاءاتهم، ليكون هدفاً للاعتقال من قبل شرطة الاحتلال.

وأشار أبو رشيدة، إلى أنّ الأحياء والحارات العربيّة في اللد المحتلّة، تعيش حالة من الاستنفار والترقّب، حيث من المتوقّع أن تقوم الأجهزة الأمنية الصهيونية باقتحامات ليلية وتنفيذ اعتقالات. وتوقّع أن تمتد هذه الحملات التي وصفها بالانتقاميّة، ضد كل من شارك في التحركات الانتفاضيّة لدعم القدس والتنديد بالعدوان على قطاع غزّة خلال الأسابيع الفائتة.

وقدّم الاحتلال حتّى اليوم الاثنين، 140 لائحة اتهام ضد 230 شخصاً، غالبيتهم من الفلسطينيين، وذلك بزعم أنّهم اعتدوا على رجال شرطة الاحتلال و"تعريض حياة مواطنين للخطر في الشوارع، التظاهر، إلقاء حجارة، إضرام النار".

وبحسب مصادر محليّة، أرفقت ببعض لوائح الاتهام طلبات لتمديد اعتقال غالبية المعتقلين على ذمة التحقيق حتى الانتهاء من كافة الإجراءات القضائية، وقدّمت في منطقة حيفا لوحدها، 43 لائحة اتهام ضد 46 شخصاً، فيما قدمت 12 لائحة اتهام ضد 21 شخصاً في منطقة الشمال.

وشارك أهالي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 منذ أوائل أيّار/ مايو الجاري، في انتفاضة شعبيّة بوجه شرطة الاحتلال ومستوطنيه، في إطار تصعيد المقاومة الشعبيّة في فلسطين المحتلّة، لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على أهالي حي الشيخ جرّاح، رفضاً لتهجيرهم، في إطار تصدّي الشعب الفلسطيني لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه سواء في القدس أم في المدن والبلدات العربيّة، ونصرةً لأهالي القدس في وجه التهجير، ودعماً لقطاع غزّة في وجه اعتداءات ومجازر الاحتلال التي ارتكبها العدو منذ 10 من ايار الجاري حتّى 21 من ذات الشهر، حيث أعلن الاحتلال وقفاً غير مشروط لإطلاق النار.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد