قال المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، مساء اليوم الخميس 27 أيّار/ مايو: إنّ جميع الموظفين في "أونروا" يلتزمون بمبدأ الحياد الصارم لدى قيامهم بتنفيذ مهام ولاية الوكالة، لأنّ الوكالة لا تنحاز إلى أي طرف في "الأعمال العدائية"، وهذا يشمل عدم الخوض في التحليل العسكري، أو التغاضي بالكامل عن الأعمال العسكرية، بحسب وصفه.

  جاء هذا في بيان لـ لازاريني حول التصريحات التي أدلى بها مدير عمليات "أونروا" في غزّة ماتياس شمالي لإحدى القنوات العبريّة والتي تحدث فيها عن  دقّة غارات الاحتلال التي شنّها على قطاع غزّة خلال عدوانه الأخير، حيث أكَّد لازاريني أنّ هذه الأمور متروكة لمحكمة قانونية لتحديد ما إذا كان أي من هذه التصرفات يرقى إلى مرتبة الجرائم الدوليّة.

وقال لازاريني: لقد قدم ماتياس شمالي اعتذاره علناً عن الألم الذي سببته التصريحات الأخيرة التي أدلى بها خلال مقابلة تلفزيونية، مشيراً إلى أنّ الدقة والتعقيد العسكريان لا يبرران أبداً قتل المدنيين والتسبب بدمار هائل للأرواح وسبل المعيشة والممتلكات.

وأعلن لازاريني عن تكراره للإدانة وبدون لبس لأيّة غارة جوية على مناطق مكتظة بالسكّان، لأنّ هذا لا يمكن أن يؤدي إلّا إلى وقوع إصابات وحدوث مآسٍ بين المدنيين كما رأينا خلال الأيّام الأحد عشر التي وصفها كل شخص قابلته في غزّة بأنها جحيم على الأرض، مضيفاً أنّه يقدّم في كل إحاطاته للمجتمع الدولي أنّ الأسباب الجذرية للصراع لا تزال باقية ألا وهي: الاحتلال والتهجير القسري، وهو ما نستحضره وبقوة في الشيخ جراح مؤخراً، وفي استمرار الحصار ودائرة العنف، ويجب حل كل هذه المشاكل.

ولفت لازاريني إلى أنّ الأيام الأحد عشر مما وصفه بـ "النزاع في غزة" تسبّبت بوقوع خسائر في الأرواح وأضرار مادية لا يمكن التغلب عليها، مُقدماً تعازيه لجميع العائلات التي تندب فقدان أكثر من 250 شخصاً.

وأوضح لازاريني أنّ موظفي "أونروا" كانوا موجودين على الأرض أثناء وقوع "الأعمال العدائية" والقصف، وكانت تنتابهم مخاوف كبيرة، تاركين عائلاتهم وراءهم وهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيجدونهم في نهاية اليوم، ولم تكن هناك هدنة إنسانيّة، وعلى الرغم من عدم وجود ضمان على سلامتهم، قرر الكثيرون أن يكونوا مع المجتمع لإظهار أفضل ما في إنسانيتهم، حتى الزملاء في مكتب غزة الإقليمي، بما في ذلك إدارته العليا ومدير عمليات الإقليم، كانوا شهوداً مباشرين على نطاق وحجم الدمار المدمّر، وقام شمالي باطلاع المكتب التنفيذي وكذلك إصدار بيانات عامة حول صعوبة الوضع في غزّة، كما أجرى العديد من المقابلات على شبكات الأخبار العالمية، متحدثاً عن العائلات التي مزّقها الموت، وعمّا فقده قطاع غزّة من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

 وقال لازاريني: إن لدى وكالة "أونروا" استياء شديد جرّاء الدمار الهائل الذي لحق بغزّة

وتابع لازاريني: العديد من الأشخاص قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة من جراء تأثير القنابل، ومن بين أكثر من 60 طفلاً قضوا، هناك 19 طفلاً على الأقل ممن كانوا يذهبون إلى مدارس "أونروا" لم يكن من المفترض أن يحدث هذا.

وأعلن لازاريني أنّه سيُخاطب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقتٍ لاحق من اليوم للتعبير عن قلق الوكالة العميق بشأن الأحداث في غزّة والتأكيد على الحاجة إلى المساءلة.

وصباح اليوم، طالبت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزّة المفوّض العام لوكالة "أونروا" والأمين العام للأمم المتحدة بتغيير مدير عمليات "أونروا" في غزّة ماتياس شمالي ونائبه ديفيد ديبول فوراً حيث أصبح شخصيّة غير مسموح لها الوجود في القطاع، وذلك في ضوء مواقفه وممارساته المعادية للشعب الفلسطيني والمنحازة للاحتلال.

متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد