أغلقت عائلات مخيّم نهر البارد التي لم يتمّ إعادة إعمار منازلها حتى الآن مراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في المخيّم في مدينة طرابلس شمال لبنان، صباح اليوم الجمعة 28 أيّار/مايو، وذلك بعدما كانت قد أعلنت نيتها تصعيد التحركات الاحتجاجية ما لم يتمّ النظر في مطالبها.
ومن ضمن المراكز التي تمّ إغلاقها، مركز الشؤون، ومركز مدير المخيّم، ومركز "الديزاين"، كما مُنعت بعض السيارات والباصات التابعة للوكالة من العبور، حيث توقّف جميع موظفي هذه المراكز عن ممارسة عملهم اليوم.
ومن أهم المطالب التي عرضها الأهالي خلال وقفتهم، تأمين بدل عقد إيجار منصف وعادل الى حين العودة إلى المنازل، تقديم مبلغ لكل عائلة كبدل ايجار لـ 12 شهرا كدفعة واحدة وعاجلة لسد جزء من الديون المتراكمة على هذه العائلات، إضافة إلى طبابة بنسبة مئة بالمئة لحين عودة هذه العائلات الى منازلها.
وأفاد أحد أعضاء لجنة العائلات التي لم يتم إعادة إعمار منازلها، الأستاذ إبراهيم عثمان، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ العائلات بدأت بالتوجّه إلى هذه المراكز بهدف الاحتجاج منذ الساعة الرابعة والنصف فجرًا، إلّا أنّ وكالة "أونروا" أغلقت السور الخارجي لمركز "الديازين" كنوع من الضغط، وتركت الأهالي يتظاهرون تحت أشعة الشمس حتى آذان الظهر.
محاولات اتصال عديدة أجريت مع موظفي "أونروا" قبل احتجاج اليوم ولم يتم الرد عليها
وأضاف أنّ احتجاج اليوم هو بمثابة تحذير، مؤكّدًا على تصعيد الاحتجاجات في حال عدم الاستجابة، مشيرًا إلى أنّ في حال استمرار الضغط عليهم ونفاذ الحلول من الممكن أن يتّخذوا من مراكز "أونروا" مسكنًا لهم.
ويضغط أصحاب الأملاك على العائلات، في وقت لا تُبالي فيه وكالة "أونروا" بطلباتهم، حيث أشار عثمان إلى محاولات اتّصال عديدة أجريت مع موظفي "أونروا" قبل احتجاج اليوم ولم يتم الرد عليها.
وحمّل عثمان كامل المسؤولية، وما يمكن أن يحصل، لوكالة "أونروا"، واحتمالية عدم القدرة على السيطرة على الأهالي مستقبلاً.
وكانت العائلات قد أعلنت يوم الأحد 23 أيّار/مايو عن نيتها تصعيد الاحتجاجات ما لم يتمّ الاستجابة إلى مطالبها. وقد نفّذت سابًقا عدّة وقفات احتجاجية بوجه وكالة "أونروا" من أجل إيصال مطالبها بإعادة الإعمار وإعطاء بدلات إيجار ومعاملة هذه العائلات نفس معاملة اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى ناحية المساعدات والتقديميات.
يُذكر أنّ مخيّم نهر البارد تعرّض لعملية تدمير كاملة نتيجة هجوم عسكري شنّه الجيش اللبناني على ما يمسى عناصر "فتح الإسلام" في المخيم عام 2007، وحتى اللحظة لم تتخطّى نسبة الأعمال 60%..