نفّذ المئات من النشطاء الفلسطينيين والبريطانيين والعرب مساء أمس الأحد 30 أيّار/ مايو، وقفة أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" في مدينة مانشستر شمال غرب انكلترا، احتجاجاً على التغطية الإعلاميّة المنحازة للاحتلال خلال الهبّة الشعبيّة الفلسطينية والعدوان على قطاع غزّة الذي توقّف يوم 21 من الشهر الجاري.
ورفع المُشاركون يافطات نددت بانحياز الهيئة للاحتلال الإسرائيلي، من خلال المصطلحات التي تستخدمها في التدليل على الوقائع، كاستخدام تعبير " ماتوا" خلال الحديث عن 67 طفل استشهدوا بقصف الاحتلال، واستخدام تعبير "قُتلوا" للحديث عن قتيلين من الجانب الإسرائيلي، وكأنّ الضحايا الفلسطينيين توفوا في سياق بعيد عن عمليات القتل الإسرائيلية المباشرة.
وفي هذا الصدد، عبّر الناشط الفلسطيني إبراهيم موسى وأحد المُشاركين في الوقفة، عن مدى الاستفزاز الذي انتاب الفلسطينيين والعرب ونشطاء الحريّة والسلام البريطانيين، جرّاء التغطيّة المنحازة بشكل فاقع لرواية الاحتلال.
بات العديد من البريطانيين ينتقدون "التدنّي المهني" لدى مؤسساتهم العريقة كمؤسسة "BBC"
وقال في حديث لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ تغطيّة الإعلام البريطاني للوقائع في فلسطين المحتلّة، من السهل ادراك مدى انحيازها لدولة الاحتلال، حتّى بات العديد من البريطانيين ينتقدون "التدنّي المهني" لدى مؤسساتهم العريقة كمؤسسة "BBC" ودفع ذلك إلى مشاركة واسعة في الوقفة.
ووجه المُشاركون رسائل إلى هيئة البثّ البريطانيّة، ومفادها أنّ " ما يحصل في فلسطين احتلالاً وليس نزاعاً، لا يمكن تجاهل فلسطين بعد اليوم".
وأشار الناشط موسى، إلى أنّ ما شهدته بريطانيا خلال الأسابيع الفائتة من تظاهرات حاشدة لدعم القضيّة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان، بات يسهم في دفع الكثير من النخب الناشطة في بريطانيا على المستوى الاعلامي والفني والسياسي للرواية الفلسطينية، وهو ما دفع للذهاب نحو هيئة البثّ البريطانية لتوجيه الرسائل، واستثمار حالة التأييد للضغط على المؤسسات الإعلاميّة.
كما ذكر موسى، أنّ لهيئة البث البريطانية، تاريخ في الانحياز للاحتلال الإسرائيلي، يبرز في كلّ عدوان على غزّة، وأشار إلى أنّه خلال العدوان عام 2014، خرجت مظاهرة مماثلة في لندن، ولكنّ الفرق الآن يمكن في كون الحالة المؤيّدة للقضيّة الفلسطينية والمنتقدة للإعلام في بريطانيا باتت أكثر اتساعاً وعمقاً، ولا سيما مع الحقائق التي تكشفها بشكل كبير " السوشيال ميديا" للجمهور من الجيل الجديد، الذي بات يدرك بنفسه الأزمة الكبيرة التي يعيشها الإعلام البريطاني بما يخص المهنيّة والموضوعيّة، حسبما أضاف.
وكانت العاصمة البريطانية لندن، وعدّة مدن بريطانية مسرحاً لتظاهرات شعبيّة حاشدة، دعماً للشعب الفلسطيني ورفضاً لتهجير أهالي حي الشيخ جرّاح، وأكبرها في لندن يوم 22 أيّار، حيث دعا عشرات الالاف الحكومة البريطانية إلى الوقف عن دعم كيان الاحتلال الصهيوني في ممارسة سياسات الأبارتايد بحق الفلسطينيين، والتعامل بمنطق العقوبات في العلاقات البريطانية – الإسرائيلية.