تتواصل مظاهر دعم الحق الفلسطيني في وجه عدوان الاحتلال الصهيوني المستمر، حيث لم يكن التضامن على شكل مظاهراتٍ مساندة كما شهدنا طوال شهر مايو الماضي -على أهميتها- بل لجأت العديد من المجموعات التضامنيّة إلى سلاح المقاطعة والضغط على الشركات في الدول الأوروبيّة نصرةً لفلسطين ورفضاً لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

ومنذ فترة تشهد أربع شركات تكنولوجية أميركيّة وهي "فيسبوك"، و"جوجل"، و"آبل"، و"أمازون"، حراكاً بين موظفيها وتظاهرات لناشطين فلسطينيين وأميركيين تندد بمواقف إدارة هذه الشركات المؤيّدة لجرائم الاحتلال في فلسطين، ورفضاً أيضاً للتضييق الواضح على المحتوى الفلسطيني وحذف الصفحات والمواقع الفلسطينيّة من على شبكة الانترنت بحججٍ واهية.

ويواصل المئات من موظفي شركة "جوجل" التوقيع على رسالة داخلية موجهة للمدير العام "سوندار" والإدارة التنفيذية للشركة تعترض على انحيازها لصالح العدوان ضد الفلسطينيينـ حيث تطالب الرسالة من الشركة التبرّع المالي ودعم منظمات حقوق الانسان الفلسطينيّة.

وتؤكّد الرسالة على ضرورة أن تتساوى قيمة تبرّعات الشركة في "إسرائيل" بنفس القيمة في الأراضي الفلسطينيّة، والاعتراف بالعنف الذي يرتكبه جيش الاحتلال، وضمن الحملة على شركة "جوجل".

أمّا بشأن "فيسبوك" فوقّع المئات من موظفي الشركة على عريضة قبل أيّام تُطالب إدارتهم بعدم حذف المحتوى الفلسطيني، أو التضييق عليه، ومطالبة طرف ثالث بإجراء تدقيق على سياسات الرقابة تجاه الفلسطينيين والعرب، لافتين إلى تصريحات لرئيس وزراء الاحتلال نتنياهو يصف فيها الفلسطينيين بأنهم "إرهابيين".

العريضة التي وقع عليها نحو 174 موظفاً في "فيسبوك"، من دون الكشف عن أسمائهم، بحسب "فرانس برس" طالبت كذلك بإجراء تدقيق خارجي حول الإجراءات المطبقة من قبل فيس بوك بخصوص المحتوى "العربي والإسلامي" إضافة إلى تشكيل فريق عمل داخلي للتحقيق بشكل مستقل و"معالجة التحيز المحتمل" حول أنظمة الإشراف على محتوى الشبكة الاجتماعية البشري والآلي.

كما دعت العريضة إدارة "فيسبوك" إلى توظيف أكثر للفلسطينيين ونشر المزيد من المعطيات حول "الطلبات التي تأتي من الحكومة (من دون الكشف عن هويتها) من أجل إلغاء بعض المحتويات".

وفي ذات السياق، وجهّت "نقابة المحامين التقدميين"، ومنظمة "أصوات يهودية من أجل السلام"، ومجموعة "الحقوق الالكترونية"، رسالة لمديرة العمليات في شركة "فيسبوك" شيرلي ساندبرغ تطالبه فيها بالوقف الفوري لجميع أشكال الرقابة، والحذف للمحتوى المؤيد للحقوق الفلسطينيّة في جميع الشركات التابعة للشركة بضمنها "انستغرام" واعلان رسمي عن سياسات الرقابة التي تعتمدها.

ووقع أكثر من ألف موظف في شركة "آبل" رسالة للمدير العام للشركة "تيم كوك" تطالبه بإصدار بيان يتم فيه الاعتراف بأن ملايين الفلسطينيين يعانون تحت الاحتلال، حيث قال البيان، الذي أصدره مجمع الموظفين المسلمين في شركة "أبل" إنهم اعتادوا على عدم مناقشة القضايا السياسية الحساسة، ومنها الفلسطينية في مكان العمل، لكن أمام استمرار تنكّر "إسرائيل" والقوى المؤثرة لحقوق الشعب الفلسطيني الإنسانية، فإنهم يشعرون كموظفين بالإحباط والحزن، مطالبين الشركة بإعلان موقف يدين العدوان على الفلسطينيين.

وطالب الموظفون بإعلان الشركة أنّ حياة الفلسطينيين مهمة، وألّا يشمل هذا الاعلان كلمات عامة، مثل: اشتباك، أو طرفي الصراع، باعتبار ذلك مساواة بين الضحية والمعتدي.

وفي السياق، وقّع 500 موظف في شركة "أمازون" على رسالة موجهه لمديري الشركة "جيف بيزوس"، و"اندي جيسي"، تطالبهما بالاعتراف بالعدوان الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

وطالبت الرسالة بعدم استخدام مصطلحات عامة، مثل عنف بين الطرفين، باعتبار ذلك يضع الفلسطينيين الذين يتعرضون للعنف في كفة واحدة مع من يمارس العدوان والعنف، وهي "إسرائيل".

يُشار إلى أنّه منذ انتهاء العدوان العسكري على قطاع غزّة، باتت التظاهرات الفلسطينية تتجه نحو مقار هذه الشركات الأمريكيّة المنحازة للاحتلال، حيث تم تنظيم عشرات المظاهرات والوقفات الاحتجاجية أمام مقراتها الرئيسيّة في الولايات المتحدة.

وفي وقتٍ سابق، ودعا ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة تقليص علامة التقييم (وهي عدد النجوم) التي يقدمونها لتطبيق "فيسبوك" و"إنستاغرام" على منصات التواصل الاجتماعي من عدة نجوم إلى نجمة واحدة فقط وذلك كأسلوبٍ جديدٍ للتعبير عن رفض سياسات هذه المواقع التي حرمت الآلاف من الفلسطينيين من التعبير عن رأيهم خلال أيّام العدوان.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد