نفّذت العائلات الفلسطينية المهجّرة من سوريا، وعادت إلى قطاع غزّة خلال فترة الحرب قبل سنوات، اعتصاماً أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وسط القطاع أمس الأربعاء 9 حزيران/ يونيو، للتأكيد على مطالبهم التي طالما رفعوها لإدارة " أونروا" والمتمثّلة بإعادة بدل الإيجار، وشملهم ببرامج الطوارئ والمساعدات الماليّة والعينية.

وتواصل إدارة الوكالة في غزّة والممثلّة بمديرها العام في القطاع ماتياس شمالي، بتجاهل مطالب الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، رغم سلسلة من الاعتصامات والوقفات المطلبيّة، حيث تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الاعتصام هو الثاني من نوعه خلال شهرين، بعد اعتصام مماثل جرى في 13 نيسان/ أبريل الفائت.

وخلال اعتصام أمس، أعادت العائلات تأكيدها على المطالب، وشرح معاناتها، ولخّصتها إحدى اللاجئات المُشاركات في الاعتصام قائلةً: إنّ "جميع هذه العائلات تعيش في منازل مُستأجرة، وأصيبت بضرر نفسي ومادي واجتماعي، جرّاء اوضاعها غير المستقرة".

7-1.png

وطالبت الوكالة، بتحمل مسؤوليتها كاملة واحتواء العائلات ضمن برنامج الطوارئ والمساعدات المادية والعينية المقدمّة للمتضربين، وتأمين بيئة مستقرة لهذه العائلات التي نكبت وخرجت من سوريا بخسائر لتحصل على خسائر جديدة في قطاع غزة, حسبما أضافت.

ويقم في قطاع غزّة نحو 170 عائلة فلسطينية مهجّرة من سوريا، وهو عدد من تبقّوا منهم من أصل 400، اضّطر معظمهم إلى البحث عن طرق هجرة والهرب من الأوضاع المعيشيّة والاجتماعيّة القاسيّة.

وأشارت اللاجئة، إلى أنّ تلك العائلات كانت تتلقّى مساعدات خلال الفترة الأولى لقدومها إلى القطاع، وجرى قطعها في العام 2014. ومنذ ذلك الحين فقدت العائلات اي مساعدة تعيلها، ما انعكس على اوضاعها المعيشيّة والنفسيّة والاجتماعيّة جرّاء عدم قدرتهم على اليفاء بمستحقات الايجار.

وعبّر أحد وجهاء العائلات في كلمة له، عن حالة التهميش التي يعانيها فلسطينيي سوريا في غزّة، وقال :" نحن فلسطينيون أصلاء وطنيون ولكن لا احد يستجيب لنداءاتنا ومطالبنا".

7-2.png

وطالب المعنيين في غزّة ورام الله ، البحث عن الواقع الذي تعيشه العائلات بدقّة وتوجه اليهم قائلاً :" نحن بحالة يرثى لها، في حالة غير انسانية والشرع والقانون يعطينا الحق في معيشة كريمة صحيحة سليمة. وطالب بتنفيذ الوعود التي قُطعت سابقاً وتطبيقها على أرض الواقع.

وكان مدير عام "أونروا" ماتياس شمالي، قد قدّم وعوداً بانهاء معاناة هذه الشريحة من اللاجئين في قطاع غزّة، خلال اجتماع عقده معهم في تشرين الاول/ أكتوبر 2020 الفائت.

وتلخّصت الوعود، ببناء تجمّع سكني لهم من خلال التواصل مع الدول المانحة لتمويل المشروع، ودمج اللاجئين المهجّرين ببند البطالة ومتابعة الأوضاع الصحيّة، وتمويل بدل إيجار المنازل، الذي جرى قطعه منذ 3 أعوام، الأمر الذي خلّف معاناةً معيشيّة وإيوائية لأكثر من 160 أسرة.

وتسبب قرار شمالي بقطع الايجار عنهم، بمشاكل اجتماعيّة طالما بيّنتها تلك العائلات، التي تعيش مأزقاً كبيراً عنوانه " المُستأجر والمؤجّر، المُستأجر والشرطة، مشاكل اجتماعية ومشاكل غير انسانيّة، بسبب قطع الايجار". حسبما أوضح الناطق باسم لجنة متابعة المهجّرين من سوريا في غزّة محمد الشيخ لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق.

وبلغت أعداد اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا بسبب الحرب، وعادوا إلى قطاع غزّة نحو 400 عائلة بين عامي 2011 و2012، وانخفضت أعدادهم إلى 170 عائلة بسبب ميل العديد منهم إلى الهجرة عبر طرق متعددة هربا من الوضع المعيشي.

7-3.png
7-5.png
7-4.png
بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد