ناشدت حملة المقاطعة في مصر، اليوتيوبر المصري الشهير أحمد الغندور المعروف بـ"الدحيح" بالانسحاب من التعاقد مع شركة "نيو ميديا" الإماراتيّة، وذلك بعد ثبات تورّطها بالتطبيع، والذي أرسلنا له رسالة ليرد عليها خلال يومين، وهذا ما لم يحصل.
وخاطبت حملة المقاطعة الغندور في رسالتها، قائلةً: نكتب إليك من الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل (BDS مصر)، تقديراً لموقفك الواضح الرافض للتطبيع ولوقوفك إلى جانب القضية الفلسطينيّة، القضية المركزيّة لشعوب منطقتنا، ولمناشدتك بالتراجع عن الشراكة مع أكاديمية الإعلام الجديد "نيو ميديا"، كونها منصّة غارقة في التطبيع، كما نوضّح أدناه، ولا تليق باسمك وبالمحتوى الخلّاق والمتابع من قبل الكثيرين الذي تقدمه.
وأكَّدت BDS مصر أنّ شركة "نيو ميديا" تعمل على جذب وتوريط صنّاع محتوى ومؤثرين مثلك تحت مظلّتها المشبوهة، الخافية على الكثيرين، ولذا نرى أنه من واجبنا لفت انتباهك لطبيعة هذه المنصّة، آملين أن تنسحب من العلاقة معها، وإنّنا كمصريين فخورين بك وبما تقدمّه لنا من محتوى مفيد، نربأ بـ "الدحيح" أن يكون أداة في يد النظام الإماراتي، المتحالف مع دولة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد "الإسرائيلي"، ومحاولاته لتلميع صورته.
ولفتت الحملة إلى أنّها تابعت البيان الذي أصدره "الدحيح" حول طبيعة العلاقة التي تربطه بشركة "أكاديمية الإعلام الجديد" (New Media Academy)، فضلاً عن البيان الذي أصدرته الأكاديمية نفسها، في أعقاب الحملة الشعبيّة التي انطلقت منذ الإعلان عن الشراكة بينكما، والتي طالبت بمقاطعة برنامجك "الدحيح" على هذه المنصّة الإماراتية، ومن المهم أن يعرف الجميع أن هذه "الأكاديمية" أسسها نائب رئيس دولة الإمارات، محمد بن راشد آل مكتوم في أعقاب اتفاقية الخيانة بين النظام الإماراتي في آب/أغسطس الماضي، التي تمخض عنها لا خيانة القضية الفلسطينيّة وحسب، بل وأيضاً بناء تحالف عسكري واقتصادي ومالي بين النظامين، الذي سيكون على حساب أمن شعوب المنطقة وحقوقها ومقدّراتها.
ورأت الحملة أنّ واجبها يحتّم عليها إشراك "الدحيح" بالأسباب التي تجعل من التعاقد بينه وبين "أكاديمية الإعلام الجديد" تعاقداً إشكالياً يخالف الموقف العربي الشعبي وموقف المجتمع المدني العربي، بما فيه المصري والفلسطيني، إذ حتى ولو ثبت إنهاء علاقة المنصة الإماراتية مع صانع المحتوى التطبيعي "ناس ديلي" وأكاديميّته –وهو ما يعتبر غير دقيق أيضاً– فإنّ التعاقد مع منصّة تمرّر أجندات تطبيعية مع "إسرائيل" بشكلٍ جليّ، ويقوم عليها أحد أعلام النظام الإماراتي الاستبدادي، تأتي خرقاً للنداء الذي أطلقه المجتمع المدني الفلسطيني والعربي –ومعه عشرات النقابات والأطر والهيئات المدنية والحقوقية العربية– لمقاطعة النظام الإماراتي وجميع مؤسساته وأذرعه الرسمية والتابعة له، والتي تعمل بشكل لا يخفى على أحد على تعزيز دور العدوّ الصهيوني في المنطقة ككيان طبيعي.
وبيّنت الحملة أنّه وخلال أقل من 24 ساعة من الضجة الأخيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، عملت "أكاديمية الإعلام الجديد" على حذف البرامج التي لها علاقة مباشرة بأكاديمية "ناس ديلي"، مثل برنامج "يوتيوبر الشباب" (The Youth YouTuber Program) و"البرنامج المفتوح لابتكار المحتوى" (Open Content Creator Program)، ولكننا تمكّنا من الوصول إلى صفحاتهما الأصلية التي تبيّن طبيعة الشراكة بين الأكاديمية و"ناس ديلي"، فضلاً عن ذكرها لدورة جديدة سيتم الإعلان عنها في بداية 2021.
وشدّدت الحملة على أنّ هذا الخداع وحده يثبت بشكلٍ قاطع نوايا "أكاديمية الإعلام الجديد" وكذب روايتها التي تقول أنّها أنهت علاقتها مع "نصير ياسين"، صانع محتوى "ناس ديلي" التطبيعي العام الماضي، هذا ويجدر العلم بأن "أكاديمية ناس" لم تلغِ شعار "أكاديمية الإعلام الجديد" من موقعها.
واعتقدت الحملة أنّه وبسبب الحملة الشعبية الواسعة التي شنّت لمقاطعة "ناس ديلي"، آثرت أكاديمية "نيو ميديا" التخلّي عنه علناً، ولو لفترة ما، في مقابل الإبقاء على صانع محتوى ذي شعبية كبيرة مثلك، تمكّن من جذب أكثر من مليوني مشاهدة في أقل من يوم، وهذا يعني أنّ شراكتك مع "أكاديمية الإعلام الجديد" تتجاوز الأثر الذي يعود عليك، كفرد، إنّما تساهم في زيادة عدد المتابعين على منصة الشركة، وبالتالي الربح، بسبب الشعبية التي يجذبها محتواك العلمي. هل ترضَ بأن تربط محتواك بهكذا منصة تطبيعية مشبوهة؟ وهل تحتاج إلى أمثالها أصلاً؟.
وقالت الحملة إنّ العلم يُمكن له أن يكون مسّيساً أو يتمّ استغلاله لغرض سياسي، ومطلوب من غير المسيسين أيضاً أن يكون لديهم موقف مع الحق وضد الظلم، كما تقف أنت مع القضية الفلسطينية وعدالتها، وذلك مع ثقتنا بأنّ محتواك وموقفك ثابت وواضح، لكنّ ذلك لا يلغي كون شراكتك مع "أكاديمية الإعلام الجديد" "دساً للسم بالعسل"، حتى لو لم يعكس ذلك نواياك، التي لا نشكك بها.
وأشارت الحملة مخاطبةً الغندور: نحن بانتظار ردّك بأقرب فرصة، ونود التنويه إلى أن حركة المقاطعة (BDS) ستصدر موقفاً حول الموضوع خلال اليومين المقبلين، بعد التمحيص في كل جوانبه والاطّلاع على موقفك.
يُشار إلى أنّ الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة الاحتلال مؤلفة من أحزاب سیاسیّة واتحادات وحركات طلابيّة ونقابات ومنظمات غير حكوميّة وشخصيات عامة في مصر، وهي شريكة في حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها (BDS) بقيادة المجتمع المدني الفلسطيني، التي تضم ضمن شركائها المجتمع المدني والأطر العربيّة الشعبيّة وأحرار العالم.