لطالما سمع زميلنا الصحفي الوليد يحيى عن فايروس "متحور دلتا" الهندي من خلال النشرات الصحية لوزارة الصحة اللبنانية بعدما أعلنت تسجيل حالات إصابة به في لبنان، لكنه لم يتوقع أن يصاب به في 27 حزيران/ يونيو الماضي، ولم يحسب أن تكون عوارضه أشد ألماً عليه من فايروس كورونا السابق.

آلام لا تحتمل

عن التجربة التي مرَّ بها يقول الوليد: "في ٢٧ الشهر الماضي عدت إلى منزلي من بيروت، وكان جسدي يؤلمني وشعرت بشد في رأسي ليس ألماً ولكن كأن أحداً يشد لي رأسي. بعد ذلك بدأت أعراض حرارة وحمى وتحول الشد في الرأس إلى ألم شديد أكثر. فكنت أشعر وكأنه يوجد نبضات ألم في رأسي".  

ويضيف: "لم أعطِ الموضوع أهمية قلت يبدو أنه إرهاق إلى حين تفاقمت لدي أعراض الحرارة والصداع بشكل كبير، فكرت حينها أنه يمكن أن أكون مصاباً بكورونا، فأخذت احتياطاتي في المنزل، وبعد يومين بدأت الحرارة والحمى تزداد وبدأ ينتقل الألم من الرأس للرقبة وإلى المفاصل وحتى في معدتي كان يصيبني ألم في الأمعاء وإسهال شديد جداً".

ويتابع: " في ٣٠ حزيران/ يونيو ذهبت وأجريت فحص PCR فتبين إصابتي بكورونا ونسبته كانت 26%،  تواصلت معي وزارة الصحة لأنه كان مسجل لديهم حالة في مدينة صيدا من خلال المختبر الذي أجريت به الفحص،  طلبوا مني أن أُكثف العزل لدي لاحتمال أن يكون لدي المتحور دلتا، فقاموا بإعطائي الخط الساخن وأخبروني أنه إن شعرت بأي أعراض تنفسية علي الاتصال فوراً بالصليب الأحمر".

"استمرت الأعراض معي وتواصلت مع الطبيب فأخبرني أنه على الأغلب لدى المتحور وهو يدخل إلى أنسجة الجسم للأغشية العضلية، وفي حال شعرت بأي أعراض تنفسية بأن أُبلغه فوراً، وكثف لي الأدوية والسوائل وفيتامين ج و د وأوصاني بتشديد العزل لمنع إصابة غيري بالعدوى"، بحسب وليد.

يشك وليد بأنه التقط الفايروس في واحد من ثلاثة أماكن رغم أنه كان حريصاً على تطبيق شروط السلامة والوقائية بشكل كبير ووضع معقمات في سيارته وأينما ذهب، إلا أنه للأسف أصيب بالفايروس الأشد فتكاً من فايروس كورونا الأساسي.

الإهمال بسبب انخفاض عدد الإصابات بكورونا قد يؤدي لنتائج غير محسوبة  

يعتبر وليد أنه "أصبح لديه نوع من الإهمال في الفترة الأخيرة كون الجميع لاحظ أن عدد الإصابات بفايروس كورونا قد انخفض بشكل كبير. أصبح لدينا نوع من اللامبالاة، مثلاً عندما ضاعت كمامتي لم أشترِ غيرها. ولم أطبق الإجراءات اللازمة التي كنت أفعلها سابقاً كتعقيم اليدين عند السلام على أحد".

وبتاريخ 3 تموز/ يوليو الجاري أعلن لبنان لأول مرة رصد حالات إصابة بمتحور فيروس كورونا "دلتا"، الذي ظهر في الهند ثم انتشر إلى عشرات الدول، ومن بين الحالات زميلنا الوليد.

وقال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن: إنه "تم تسجيل 9 إصابات بالمتحور دلتا خلال الفترة الأخيرة".

وبحسب معلومات صحفية أن الأرقام بدأت تتزايد تدريجاً بوتيرة متسارعة في ظل تأكيدات أن الأعداد الفعلية تفوق إلى حد كبير تلك التي تم الإعلان عنها.  مما أصبحت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لاتخاذ التدابير المشددة كافة للحد من انتشاره، خصوصاً أن الدراسات تؤكد معدل انتشاره السريع الذي يتخطى معدل انتشار أي سلالة أخرى من فيروس كورونا.

المتحور دلتا قريب من الفلسطينيين

إذاً، صارت السلاسة المتحورة من فايروس كورونا قريبة جداً من مخيمات الفلسطيننيين بلبنان، وربما وصلت إليها ما ينذر بنتائج غير جيدة ما لم يلتزم الفلسطينيون بإجراءات السلامة، فالمتحور دلتا أقوى وأشد فتكاً.

  يقول الدكتور مجدي شحادة، طبيب أمراض داخلية في مستشفى الأقصى بمخيم عين الحلوة:  "متحور دلتا هو نوع من كورونا تم تطوير الفايروس نفسه عن طريق تغيير الشيفرة الجينية، أي الحلقة الإنتاجية الموجودة حول الفايروس. وهي متكونة من البروتين ما يعني أنه نوع متطور أكثر من فايروس كورونا الذي طور نفسه ليستطيع الانتقال إلى داخل الجسم والخلية بشكل أكبر، هذا الفايروس هو في مرحلة صراع على البقاء أي أننا نعمل على تطوير لقاحاتنا وأدويتنا وهو يعمل على تطوير وسائله ليستطيع الدخول إلى الجسم  والسيطرة عليه".

11-1.jpg

ويضيف الدكتور شحادة: "بالنسبة لعوارض متحور دلتا فهو يمكن أن تكون حرارة أو ألم في الرأس أو في الحلق أو في المفاصل  بدون حرارة. بالإضافة إلى أن هذا الفيروس يسبب مشاكل رئوية أكثر من النوع السابق، ويسبب حاجة لدخول المستشفى أكثر".

وحول تأثير لقاحات كورونا على كبح فايروس متحور دلتا، يقول: إن "هذا الأمر لا يزال قيد الدراسة لأن الفايروس الجديد وبالنسبة للأجسام المضادة التي تفرز إذا كانت تحارب هذا الفيروس، فإن هذا الموضوع لا يزال أيضاً تحت الدراسة. ولكن برأيي الطبي أنها تستطيع محاربته والحل لذلك يكمن في الاستمرار بتلقي اللقاحات، والحفاظ على الوسائل الوقائية التي بدأنا فيها في الفيروس السابق، وهي التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة الطبية واستخدام المعقمات لليدين والجسد".

ويؤكد الدكتور شحادة أنه "لا يوجد أدوية خاصة بكورونا النوع الأول بل أن الفيروسات كلها ليس لديها أدوية. والفيتامينات سواء كانت الزنك وغيرها هي لتقوية الجسم وتخفف تأثير الفيروس عليه. بالإضافة إلى علاج العوارض فإذا كانت حرارة مرتفعة نقوم بأخذ بندول ووجع في الحلق نأخد مضادات التحسس. كما يمكن أخذ الكرتزون الذي يعتبر مضاداً للالتهاب أما العلاج الآخر في المستشفى، عندما يكون المرض أصبح رئوياً".

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد