طالب أهالي مخيّم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوب لبنان، بإيجاد حلّ عاجل لمسألة غياب مدرسة ثانويّة في المخيّم الذي يضم أكبر عدد من طلبة هذه المرحلة في مخيّمات جنوب لبنان، نظراً لما يرتبّه ذلك من أعباء ماديّة خصوصاً في ظل أزمة الانهيار الاقتصادي اللبناني وانعاكاساتها على اللاجئين الفلسطينيين.
وأكّد الأهالي في بيان صدر عن اجتماع لهم أمس الثلاثاء 1 ايلول/ سبتمبر، وصل لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" نسخة عنه، على ضرورة أن تقوم وكالة "أونروا" بواجباتها في استحداث صفوف للثانوية العامّة، كجزء من واجباتها المنوطة بها، " ولا شأن للأهالي بكيفيّة قيام الوكالة بواجباتها وتفاصيل ذلك" بحسب البيان.
وندد الأهالي يسياسة " إدارة الظهر" التي تنتهجها الوكالة بحق أهالي مخيّم برج الشمالي، الذي يعتبر من أفقر مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما تثبته دراسات ميدانية أجرتها الجامعة الأمريكية ووكالة "أونروا" حسبما أشار البيان، وذلك رغم المناشدات الكثيرة التي أطلقها أبناء المخيّم لحل أزمة غياب مدرسة ثانوية.
ويعاني طلبة الثانوية في مخيّم برج الشمالي، من صعوبة الوصول إلى مدارسهم، حيث يضطّر الطلبة لقطع مسافة أقلّها 3 كيلومتر للتوجّه إلى مخيّم الرشيدية حيث تقع أقرب مدرسة ثانويّة، ما يجعل مطلب حلّ هذه الأزمة الأكثر الحاحاً اليوم في ظل غلاء أسعار المواصلات ما يجعلها عبئاً ماديّاً جديداً للأهالي.
من جهته، قال أحد سكّان مخيّم برج الشمالي وولي أمر أحد الطلبة "أبو جابر عثمان" لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ الأمر في السابق كان يتعلّق بصحّة طلبة الثانويّة، نظراً لما يرتّبه بعد المدارس عن المخيّم من مشقّة تؤثّر على تركيزهم الدراسي، إلى جانب الأعباء الماديّة "المحمولة" وفق قوله، حيث كانت تعرفة السرفيس الفي ليرة لبنانية يدفعها الطالب من مصروفه اليومي.
وتابع عثمان، أنّ اليوم تعرفة "السرفيس" تفوق 7 الاف ليرة لبنانية، بعد ارتفاع اسعار البنزين وصعوبة الحصول عليه. وأكّد على مطالب الأهالي تجاه وكالة "أونروا" لكون الأمر أصبح أكثر الحاحاً في ظل الأزمة المعيشيّة الحادّة التي يعانيها أبناء المخيّم، وعدم تغطيّة مداخليهم تكاليف الأكل والشرب والفواتير الحياتية الباهضة.
كما طالب الوكالة، بضرورة حل هذه الأزمة، إمّا عبر استحداث صفوف ثانوية في المخيّم، أو تأمين وسائل نقل مجانيّة للطلبة، واضعا الأمر برسم الوكالة وكافة المعنيين بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين.
يذكر، أنّ نشطاء من أبناء مخيّم برج الشمالي كانوا قد أطلقوا عريضة مطلبيّة موجّهة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" في تموز/ يوليو الفائت تطالبها ببناء مدرسة ثانوية في المخيّم، تحت عنوان " حقنا بمدرسة ثانويَّة في مخيم البرج الشمالي. محذّرين بذات الوقت من "كارثة تعليمية وطنيّة" قد تلحق بالطلبة في حال استمرار غياب مدرسة ثانوية في المخيّم.