انطلقت، فعاليات مؤتمر فلسطينيي أوروبا الـ19، عبر الإنترنت، تحت شعار "القدس توحدنا والعودة موعدنا"، بمشاركة شخصيات فلسطينية وعربية وأوروبية.

ويعقد المؤتمر ثلاث ندوات تحت عناوين: دور فلسطينيي أوروبا في حفظ الهوية وإسناد القضية، والعمل المؤسساتي الفلسطيني في أوروبا.. نماذج وآفاق، وانتهاكات الاحتلال في القدس ومخاطر التهجير والتهويد، يشارك فيها عدد من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين حول العالم.

وقفة أبناء شعبنا في القارة الأوروبية كانت علامة بارزة في حشد المزيد من مؤيدي العدالة والحقوق في المنافي

وقال رئيس المؤتمر أمين أبو راشد إنّ مؤتمـر فلسطينيي أوروبـا يعود للانعقاد في نسخته الجديدة بظـل جائحة "كورونا" التـي عمت القـارة الأوروبية والعالم، ليبقـى صوت شعبنا في المنافي الأوروبية حاضراً بكل المواسم ومتفاعـلاً مع قضيته العادلة التي تستعصي على الإلغاء والتجاوز، موجهاً تحيـة مـن مؤتمر فلسطينيي أوروبا لأهلنا المقدسيين، وللأسـرى وأهلنا الراسخين في أحياء القـدس، ولشعبنا في ضفـة الصمـود وغـزة العـزة ولأهلنا في الداخـل، تحيـة لشـعبنا في مخيمات اللجـوء.

ولفت أبو راشد إلى أن وقفة أبناء شعبنا في القارة الأوروبية كانت علامة بارزة في حشد المزيد من مؤيدي العدالة والحقوق في المنافي، مُؤكداً أنّه على العالم أن يلتزم بالتزاماته بإحقاق الحق في فلسطين وإنهاء الاحتلال وتفعيل القوانين الدولية، لأن شعبنا سيراكم نضاله ضد الاحتلال.

من جهته، دعا النائب في البرلمان الدنماركي "كريستيان يول" حكومة بلاده لأن تقـول "للإسرائيليين" إننـا لا نريـد أن نتفـاوض ونتعـاون معكـم طالمـا أنـكـم تقمعـون الفلسطينيين، حاثاً شباب الدنمارك على الوقوف مع فلسطين والتحدث عن الشعب الفلسطيني.

كما قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر خلال كلمةٍ مسجلة في المؤتمر، إنّ المؤتمر يُعقد في ظل تحديات جسيمة تواجـه القضية الفلسطينية ودرتهـا القدس والمسجد الأقصى، وفي وقـت تـحـاك فيـه المخططات لإسقاط حـق العـودة، موضحاً أنّ شعار المؤتمـر يمثـل الموقف الفلسطيني أينمـا وجـد، وهـو الهـدف المنشـود، الـذي تبذل مـن أجـلـه الجهود وتقدم في سبيله التضحيات الجسام؛ فالقدس توحدنا والعودة موعدنا.

وفي السياق، عبر رئيس حزب اليسار الإيطالي عضو البرلمان ستيفانو فاسينا، عن قلقه لما يجري بفلسطين، في غـزة وشرقي القدس والضفة الغربية، مـن اعـتـداءات للاحتلال واعتقـال سياسي وتأجيل للانتخابات، مُؤكداً مواصلة العمل داخـل البرلمان الإيطالي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.

من جهته، أكَّد الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج منير شفيق، أن إعادة قراءة تجربـة أحـداث الانتفاضـة وسـيف القدس في الداخـل وتجربـة التظاهـرات العالميـة في دعمهـا يجـب أن تكون قـاعـدة البرنامج الذي يجب أن نعمل بموجبه الآن وفي المستقبل القريب، داعياً فلسطينيي الخـارج لالتقاط فرصـة للتركيز على دعـم مقاومـة الداخـل والتصـدي للمخططات الإسرائيلية، كـكـسـب الرأي العام وتصعيد المقاطعة العالميـة ومناصرة الأسـرى وفضح سياسات الانتقام الجماعـي وخـوض حملات ضـد عنصريته وسياسـة الحـرب والإبـادة التـي ينتهجها الاحتـلال.

بعد 33 عاماً من آخر اجتماع شرعي للمجلس الوطني أصبح واجب كل فلسطيني المطالبة بإعادة المسار لطريقه الصحيح

كما قال رئيس ومؤسس هيئة أرض فلسطين سلمان أبو ستة، إنّه لم يعد للفلسطيني أي عذر بأن يقف ويتفرج وأن يتقاعس عن واجبه، الذي أصبح فـرض عين لا كفاية، لافتاً إلى أنّه وبعد 33 عاماً من آخر اجتماع شرعي للمجلس الوطني، وبعـد 27عاماً من جريمة أوسلو، أصبح الواجب المقدس على كل فلسطيني أن يطالب بإعادة المسار إلى طريقه الصحيح.

وطالب أبو ستة بانتخاب مجلس وطني جديد، لكافة الفلسطينيين في العالم، أما الدعوة لانتخاب مجلس تشريعي تحت حـراب الاحتلال فهو باطل والمقصود به إثبات شرعية زائفة لتكريس الاحتلال والاعتراف بجريمة أوسلو.

أمّا فدوى زوجة الأسير القيادي مروان البرغوثي، فقالت: أنقل لكم تحيات الأسير مروان من خلف قضبان المحتل، وإن ضعف الموقف السياسي الفلسطيني بكل مكوناته يستدعي منا جميعاً تكاتف الجهود للخروج بصيغة أقوى، فيما شدّدت عبلة سعدات زوجة الأسير القائد أحمد سعدات على أنّ المؤتمر يأتي في مرحلة مهمة وحرجة يمـر بهـا شعبنا الفلسطيني ومن خلال الأحداث المهمة التي يعيشها فـي وطنه ويعشيها أسرانا الأبطال بسجون الاحتلال، مُشيرةً إلى انتهاكات الاحتلال التي طالت المؤسسات الوطنية والاجتماعية والمدنية بإغلاقها واعتقال القائمين عليها، كما حدث مع الجمعيات التي تقدم الخدمات لأبناء شعبنا الفلسطيني.

كما قال سمعان خوري رئيس الاتحاد الفلسطيني في أمريكا اللاتينية، إنّ المطلوب من الكل الفلسطيني بكل شرائحه وفصائله، وقفة وطنية جادة مع الذات، يرسي الشعب الفلسطيني من خلالها قواعد لوحدة عمادها الشراكة الوطنية ونظامها التعددية السياسية ودرعها الحقوق والحريات وأسوارها استراتيجية وطنية جامعة موحدة لشعبنا ولطاقاته في الوطن الشتات.

وقال سمير فالح رئيس مجلس مسلمي أوروبا، إنّ شعار مؤتمر فلسطينيي أوروبا "القدس توحدنا والعودة موعدنا"، شعار يختزل أهم معلمين في قضية فلسطين وهما معلمان يتجاوزان حدود الشعب الفلسطيني ليجمعان مسلمي العالم بل الإنسانية التائقة إلى العدل وإلى حقوق الإنسان.

ومن لبنان، قال المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح، إنّ "فلسطينيو أوروبا يجتمعون كل عام وعلى مدى 19 عاماً ليقولون إن فلسطين في قلوبنا وقلوبنا في فلسطين، ويتعاهدوا على العمل لفلسطين وعلى تحقيق حلم العودة وليقولو للصهاينة افعلوا ما شئتم، فنحن نتحداكم أن تقطعوا رباطنا المقدس مع ارضنا المقدسة"، لافتاً إلى أنّ معركة سيف القدس أثبتت أن القدس والمقاومة تجمع الشعب الفلسطيني على برنامج واحد، وأن القدس هي بحد ذاتها برنامج كامل، فالقدس توحد الأمة والقدس أيضاً هي بوصلة الأمة.

وفي السياق، قال رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات محمد المدهون، إنّ هذا المؤتمر وتنظيمه وديمومة انعقاده يؤكد أن شعب فلسطين في أي موقع جغرافي لم ولن ينسى أرضه وإنه إن أُخرج من فلسطين فإن فلسطين لم تخرج منه، مُبيناً أنّ الشعب الفلسطيني يعيش اليوم تحدّ خطير يتمثل في اتفاقية الإطار التي وقعت بين وكالة "أونروا" وواشنطن، وهي عنوان متجدد لمحاولة إسقاط "أونروا" وإنهائها ويحمل تهديدات كبيرة لشعبنا الفلسطيني.

ومن جهته، أشار مدير مركز رؤية للتنمية السياسية أحمد عطاونة إلى أن القارة الأوروبية مهمة بالنسبة للشأن الفلسطيني، مؤكداً أهمية دور مؤتمر فلسطينيي أوروبا في الشتات، وأن الفلسطينيين في أوروبا هم في قلب القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنّ دور الفلسطيني في الخارج مهم بل في مراحل معينة هو الأهم.

وأدان "نيكو جرانفلد" عضو مجلس بلدي في بلدية كوبنهاغن الدنماركية، ممارسات دولة الاحتلال والفصل العنصري "إسرائيل"، رافضاً الإجراءات المتخذة ضد الأبرياء في فلسطين.

كما أشار إلى أنّ حكومة الاحتلال تصفي الناس بينما العالم كله يشاهد في صمت، حيث فقد الكثير من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال أرواحهم بسبب إراقة الدماء في الأراضي المحتلة، فيما قالت الصحفية الإيطالية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط فرانسيسكا بوراي: أود أن أقول إن الحديث عن فلسطين معقد، لأنه أولاً وقبل كل شيء أصبح الاهتمام بفلسطين من قبل وسائل الإعلام العالمية فقط عندما يكون هناك عنف واعتداء على الفلسطينيين.

ومن جهته، أشار رئيس لجنة فلسطين في البرلمان السويدي النائب جوهان بوزر إلى أنهم استقبلوا العديد من السفراء وممثلين عن فلسطين، ويتواصلون مع منظمة محلية في الضفة الغربية تعمل على تعزيز الشباب والنساء الذين يحرصون على تحقيق الديمقراطية.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد